fbpx
أهم الأخبارتقارير وملفات

إسرائيل تعلن الحرب المكشوفة على “أونروا” وتسعي لتصفية مفهوم “اللاجئين”

يتواصل التحريض الإسرائيلي ضد منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل الفلسطينيين “الأونروا” بصورة واضحة، وهو الخلاف الذي لم يهدأ، وبات واضحا إنه وصل إلى درجات بالغة من التصعيد تتزايد خلال هذه الفترة.

ويستطيع المتابعون للتقاريرالإخبارية، أو حتى منصات ال “سوشيال ميديا” الإسرائيلية المختلفة، الكشف وبوضوح عن تفاصيل هذا التصعيد، حيث  تستخدم فيه إسرائيل رسالة محددة  مفادها، أن مدارس الأونروا، باتت تُخرج أجيالا تعليمية تقوم بتحريض الطلبة على تل أبيب، طبقا للمصطلح الإسرائيلي المتداول بالصحف العبرية .

ورغم معاناة العائلات الفلسطينية بسبب ممارسات إسرائيل، إلا أن حكومة نتانياهو تتذرع بانهاء نشاط الأونروا،عبر نقل تصريحات طلبة عدد من مدارس المنظمة الأممية التي ينادوا فيها بالقيام بعمليات ضد إسرائيل، ونشرها عبر منصات السوشيال ميديا المختلفة .

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تقرير لها إلى خطورة تأثير ما تقوم به “الأونروا” وسياستها ضد إسرائيل، موضحة أن إسرائيل تقوم بجمع الكثير من التصريحات الخاصة بالطلبة الفلسطينيين ممن يهاجمون أو ينتقدون إسرائيل، وتقوم إسرائيل بإرسال هذه التصريحات إلى الكثير من المؤسسات الإعلامية في العالم، من أجل إثبات انتهاج طلبة هذه المدارس التحريض ضد إسرائيل.

ويكشف التليفزيون الإسرائيلي في تقرير له، إلى أن القضاء على منظمة الأونروا وإغلاقها يعتبر من أبرز أهداف الخارجية الإسرائيلية التي تسعى للقيام بها، وهي الأهداف التي باتت واضحة مع التصريحات الصادرة من كل المسئولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، والذي قال صراحة: “إن أحد ابرز اهداف إسرائيل هي إغلاق هذه المنظمة -الأونروا”.

وأخطر ما بات واضحا من خلال السياسات الإسرائيلية الأخيرة في التعامل السياسي مع هذه القضية، هو محاولة تغيير المهام الوظيفية للأونروا، وأبرزها تغيير صفة “اللاجئ الفلسطيني” الذي ترعاه الأونروا، لتغيير هذا المسمي الي أخرى، وهو ما بات واضحا في التعامل السياسي الإسرائيلي، مع الكثير من القضايا المتعلقة بهذه المنظمة.

وتعتمد القرارات الإسرائيلية الأخيرة، سواء فيما يتصل بعمليات التهويد فى “القدس المحتلة” أو تكريس الاستيطان فى الضفة الغربية، علي ضرورة تصفية جديدة تريدها إسرائيل، وهى تصفية ملف “اللاجئين”،  وبات هناك هدفا واضحا وهو إلغاء كلمة لاجئ ، بل وحتى وصف اللاجئ الفلسطيني بأنه محرض على العنف، والغاء تلك المصطلحات لدى الكثير من الأدبيات الصحفية الدولية، وهو ما يمثل جرس أنذار يجب التحذير منه.

يأتى هذا التطور، مصحوبا بمحاولات إسرائيلية  مضنية، خلال الفترة الماضية، لإلغاء كلمة “لاجئ” من القواميس السياسية العالمية، وإحلال كلمة “لاجئ يهودي” مكانها ، وهو أمر بات واضحا في التعامل مع الكثير من القضايا المختلفة، ولعل منها، على سبيل المثال، قضية “اليهود العرب”، وتأكيد إسرائيل على وجود الكثير من الحقوق أو الممتلكات لهؤلاء اليهود في الدول العربية، ومحاولة تأكيد هوية اللجوء السياسي بالنسبة لهم .

وفي مقابل تلك الحملة، التى تقودها إسرائيل بلا هوادة على “الأونروا” من أجل تصفيتها، جاء ردها بالأمس ليوجه صفعة على وجه نتانياهو، إذ أعلن الناطق بلسان الأونروا، سامي مشعشع، أن الوكالة مستمرة في عملها، على الرغم من الأزمة الجديدة، وتجاهد حتى تتجاوزها بسلام.

وقال مشعشع في بيان صحفي إن: “مهام ولاية الأونروا تحددها الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يقدم أعضاؤها دعما قويا وواسعا لمهمة الوكالة، في مجالات التنمية البشرية والمجالات الإنسانية في الشرق الأوسط”.

وفي رد على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الوكالة تخلد قضية اللاجئين ولا تقدم حلا لها، أضاف  مشعشع: “أن ما يؤدي إلى إدامة أزمة اللاجئين هو فشل الأطراف في التعامل مع القضية، وهذا بحاجة لأن يتم حله من قبل أطراف الصراع في سياق محادثات السلام، وذلك استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهو يتطلب مشاركة فاعلة من قبل المجتمع الدولي”

وشدد المتحدث باسم الاونروا، على أن المنظمة مكلفة من الجمعية العامة بمواصلة خدماتها حتى يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضية لاجئي فلسطين، فى إشارة إلى أن تصريحات نتانياهو لن تؤثر على عمل المنظمة .

ولاشك أن الصراع المشتعل حاليا، بين الأونروا وإسرائيل، يمثل واحدا من الصراعات السياسية المهمة، الذي يعكس رغبة إسرائيل في تحقيق هدف آخر بجانب التهويد والاستيطان، وهو تصفية أصحاب الأرض من اللاجئين الفلسطينيين

 

زر الذهاب إلى الأعلى