” اختبار كورونا “
الدكتور_ كريم عادل
الخبير الاقتصادي
ورئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية
لم يختبر ” كورونا “أنظمة المناعة لدى ضحاياه فقط من مختلف دول العالم، بل اختبر قبل ذلك وبعده كفاءة الدول والمؤسسات في مواجهة نوع جديد وخطير من الأزمات.
إضافةً لما قام به من عصَف لاقتصادات كبرى الدول في العالم، ودفع الجميع لإعادة التفكير في كيفية استقلال اقتصاداهم وعدم تبعيته لاقتصاديات دول أخرى، والاعتماد على سلاسل تصنيع وانتاج متكاملة مستقلة، فضلاً عما أحدثه من عرقلة أفكار واتجاهات سائدة، وتعزيز أفكار واتجاهات أخرى، وطرح ثالثة بديلة .
فإنها لمفارقة أن ينجح فيروس متناهي الصغر في إحداث كل هذا التغيير في المشهد الكوني الواسع خلال فترة قصيرة، ولكنها تعد بمثابة ” روشته ” قدمها كورونا لكافة المؤسسات والقطاعات المختلفة على مستوى كافة دول العالم لتعيد ترتيب سياستها وآليات عملها بما يتناسب مع كيفية مواجهة مثل هذا النوع من الأزمات المستجدة سواء على مستوى قطاع الصحة أو التعليم أو الاعلام أو التصنيع والانتاج أو النقل والمواصلات أو الاتصالات، فجميعها قطاعات منها ما تأثر ومنها من نجح ومنها من عجز عن التعامل مع الأزمة، لكن جميعها اتضح انه يحتاج لتطوير لمواكبة مثل هذا النوع من الأزمات .
