fbpx
اقتصاد وبنوك

الأسباب والتداعيات.. خبير مصري يرصد وقائع “الاثنين الأسود الجديد” في البورصات العالمية

قال الدكتور طارق الطنطاوي، خبير إعادة الهيكلة المصري، إن الانهيار الحاد في الأسواق العالمية يوم الاثنين الماضي، أعاد لذاكرة العالم ذلك الهبوط المأساوي الذي ضرب البورصات العالمية يوم “الاثنين الأسود” في عام 1987، ولا سيما بعد أن انهارت كل البورصات العالمية دون استثناء، ولم يسلم سوق أو قطاع واحد من التراجعات الحادة، لدرجة أن وكالة بلومبيرج قدرت قيمة الخسائر في سوق الأسهم بنحو 6.4 تريليون دولار.

وأشار الخبير المصري الذي شارك في إعادة هيكلة العشرات من الكيانات الاقتصادية العالمية، إلى أن الهبوط الأكبر حدث في “وول ستريت” التي استمرت خسائرها الكبيرة للجلسة الثالثة على التوالي، كما أنهت جلسة الاثنين على تراجع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة ثلاثة في المئة، في أكبر انخفاض يومي منذ سبتمبر 2022.

كما هبوط مؤشر “ناسداك 100” بنسبة ثلاثة في المئة، ماحيًا نحو 900 مليون دولار من القيمة السوقية، فيما سجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسة “ستاندرد آند بورز” و”ناسداك” و”داو جونز”، أكبر انخفاضات لها على مدار ثلاثة أيام منذ يونيو 2022، وتراجع مؤشر “العمالقة السبعة”، الذي يقيس أكبر سبع شركات تكنولوجيا بالعالم بنسبة 4.3 في المئة.

وتابع الطنطاوي، أن عوامل عدة اجتمعت في هذا الانهيار الكبير، كان أبرزها المخاوف من نشوب حرب موسعة في الشرق الأوسط، حيث بدأ مصدر الانهيار من “وول ستريت” التي بدأت تراجعاتها الخميس، ثم هوت بشكل كبير الجمعة على وقع بيانات سلبية للوظائف الأمريكية، وارتفاع كبير في البطالة.

ولفت، إلي أن ذلك منح للمستثمرين مؤشرًا بأن الاقتصاد قد يدخل في مرحلة ركود، مما تسبب في موجة بيعية ضخمة هوت بالأسواق، وسرعان ما انتقلت من الأسواق الأمريكية إلى الأسواق الأوروبية والخليجية والآسيوية.

وقال الخبير المصري، إن حدة الهلع، انعكس بالتبعية على ارتفاع أسعار النفط، وزيادة حدة التضخم في اقتصادات العالم، حيث أغلق مؤشر “مقياس الخوف” عند أعلى مستوى منذ أكتوبر 2020، ودفع بالتبعية سريعًا إلى تبديل التوقعات بخفض الفائدة، حيث ارتفعت رهانات المستثمرين بنسبة 86 في المئة لاحتمال خفض 0.5 في المئة في سبتمبر المقبل، بدلًا من 0.25 في المئة، وذهب البعض لاحتمالية عقد “الفيدرالي” اجتماعًا استثنائيًا هذا الشهر إذا استمرت الخسائر، وهو أمر مستبعد حتى الآن.

وتابع الطنطاوي، على رغم الهبوط القياسي، إلا أن التراجعات فتحت فرصًا عدة للشراء في الأسهم، وظهر بعضها من خلال تراجع قوي لمكررات الربحية، في الوقت الذي شهدت الأسهم التكنولوجية الكبرى انخفاضات قوية، أبرزها أسهم “إنفيديا” التي خسرت 20 في المئة من قيمتها منذ بداية هذا الشهر، بعد أن كانت الشركة نجم الصعود القياسي في “وول ستريت” على مدار أكثر من عام، علمًا أن أسهمها ما زالت مرتفعة بنسبة 120 في المئة في عام.

كما انخفض سهم “أبل” بنحو خمسة في المئة متأثرًا بالهبوط في الأسواق، وبيع شركة المستثمر العالمي وارين بافيت نحو 50 في المئة مما تملكه في “أبل” في الربع الثاني بحجم 80 مليار دولار تقريبًا.

ونوه الخبير المصري، بأن العقود الآجلة لخام “برنت” أغلقت على 51 سنتًا أو 0.66 في المئة إلى 76.30 دولار للبرميل عند التسوية، بعد أن جرى تداول الأسعار في وقت سابق عند أدنى مستوياتها منذ يناير الماضي، وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 58 سنتًا أو 0.79 في المئة مسجلًا 72.94 دولار.

وأكد الطنطاوي، أن كل الأرقام التي ظهرت على شاشات التداول أمس الاثنين، صدمت الجميع، بمن فيهم المخضرمون في أسواق الأسهم العالمية، غير أنه يبقى من المستحيل معرفة ما إذا كانت التقلبات العنيفة، تشير إلى الضربة الأخيرة لموجة البيع العالمية التي بدأت تتشكل الأسبوع الماضي، أو تشير إلى بداية ركود طويل الأمد، ولا سيما بعد أن ارتدت بعض الأسواق الأكثر تضررًا يوم الثلاثاء.

وشدد الخبير المصري على أن شيئًا واحدًا كان واضحًا، وهو أن الأعمدة التي دعمت مكاسب الأسواق المالية لسنوات قد اهتزت، خاصة في ظل عدم القدرة على إيقاف الاقتصاد الأمريكي، والثورة السريعة للذكاء الاصطناعي، وعدم رفع اليابان لأسعار الفائدة.

واختتم الطنطاوي قائلا، الثابت أن الضربة المفاجئة قد محت نحو 6.4 تريليون دولار من أسواق الأسهم العالمية، وأن المأساة قد تتكرر في ظل تصاعد الصدامات السياسية والعسكرية والاقتصادية في بقاع شتى من العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى