الأمير طلال بن عبدالعزيز.. رحيل أحد دعاة الإصلاح للأسرة الحاكمة السعودية “بروفايل”
ينتمي لأبناء جيل الوسط ويتميز برؤية إصلاحية

كتب- احمد عبدالوهاب :
فقدت العائلة المالكة السعودية، أمس السبت، الأمير طلال بن عبد العزيز، شقيق العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث رحل بعد معاناة مع المرض، لم تكشف تفاصيله وسائل الإعلام، ولا الأسرة، التي يعد أحد أبنائها الأبرز المليادير السعودي، الوليد بن طلال.
وأفاد بيان للديوان الملكي، نقلته وكالة الأنباء الرسمية، مساء السبت، أنه سيصلى على الأمير طلال بعد صلاة العصر، الأحد، في أحد مساجد العاصمة الرياض، فيما نقلت فضائية العربية السعودية، تغريدة عبد العزيز نجل الأمير الراحل بـ”تويتر” التي أفاد فيها باستقبال العزاء بالمملكة، لمدة 3 أيام تبدأ غدا الأحد.
ويرصد الديوان أبرز المحطات فى تاريخ الأمير طلال:
ولد الأمير طلال، في مدينة الطائف السعودية في منتصف أغسطس 1931، بالطائف غربي المملكة، وهو الابن الثامن عشر من أبناء الملك المؤسس، عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
يعتبر الابن الثامن عشر للملك عبدالعزيز، ويكبر الملك سلمان بـ 5 سنوات، وسمي طلال الثاني بعد وفاة أخيه طلال الأول الذي مات صغيرا، ويعتبر الأمير طلال الجيل الذي ولد فيه بالنسبة للسعودية “جيل الوسط.. نهاية القديم وبداية الجديد”
فى عام 1952 دخل الأمير طلال الحياة العملية وذلك عند تعيينه وزيرًا للمواصلات، ليكون أول وزير لهذه الوزارة، وظل يتولى شؤونها حتى عام 1954 عندما عين نائبًا لوزير المالية، وفي عام 1960 عين وزيرًا للمالية. لكنه ترك الوزارة بعد عام وعين سفيرًا لبلاده لدى فرنسا، ثم وزيرا للمواصلات.
يعتبر تاريخ الأمير طلال مليىء برؤيته الإصلاحية، التي لم تتوقف رغم ارتباطه بالمناصب الحكومية، فكثيرا ما اختلف مع رموز بالعائلة الحاكمة، في إطار إصلاحات لا يعرف هل كان ينتوى بها الصعود للسلطة أم لا؟ ولكنه وفق التقارير والمعلومات المثارة حول شخصيته والتي لم تنفها الأسرة كان صاحب مطالب إصلاحات واضحة.
وخلال عام 1952، عين الأمير الراحل، أول وزيرا للمواصلات بالمملكة، لمدة عامين، ثم عين نائبا لوزير المالية.
جاءت الخلافات داخل العائلة المالكة آنذاك حول طريقة الحكم، فترأس الأمير طلال، في 1958، فيما عرف تاريخيا بحركة “الأمراء الأحرار”، وهى أسست للمطالبة بإصلاحات تبعد آل سعود عن الحكم، وتؤسس لإنشاء حكم دستوري وبرلماني ودستور مكتوب يحدد صلاحيات الملك ويعطي حقوقا واضحة للمواطن.
وعلى الرغم من توليه منصب وزير المالية عام 1960م لمدة عام، إلا أن طرحه الإصلاحي، لم يتوقف هو وآخرون، واستمر أثناء ذلك وبعدها، وظهر في مؤتمر صحفي ببيروت، خارج المملكة، في 1962م، ينادي بتلك الإصلاحات، قبل أن يحل ضيفا على مصر لبعض الوقت في ظل خلافه مع النظام السعودي.
تقلد العديد من المناصب منها عضوية عدد من الجمعيات والمنظمات وهي: رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، ورئيس مجلس أمناء الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، ورئيس مجلس أمناء مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث، ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة.
استحق الراحل الكثير من الجوائز والأوسمة، أهمها: وشاح الملك عبدالعزيز عام 1976، كما نال وساما من الحكومة اللبنانية في أوائل الستينيات، ووسام الدولة من حكومة البرازيل عام 1982، ووشاح وشهادة تقدير من حكومة هاييتي 1982، ووسام القلب الذهبي من حكومة الفلبين عام 1983، ووسام ضابط عظيم من حكومة فرنسا عام 1983، ووسام شخصية العام من اللجنة الدولية المستقلة عام 1985، ووسام الاستقلال (الصنف الأول) في تونس عام 1985 من الرئيس الحبيب بورقيبة.
للأمير طلال 7 أبناء وابنه، هم: الوليد بن طلال، وخالد، وتركي وعبدالعزيز ومشهور وعبدالرحمن وفيصل، وابنه واحدة هي الأميرة سارة.
فيما حصل على وسام النصف الأكبر من الجمهورية التونسية من الرئيس زين العابدين بن على عام 1993، ومنحته الأمم المتحدة درعا خاصة صممت خصيصا له وتسلمها من الأمين العام للأمم المتحدة عام 2000.