“الأوقاف”: حساب الناس في دينهم عند الله وحده.. ورسالة الأئمة البلاغ وليس الحساب
آمال طارق
تحت عنوان “الإناء الممتلئ نقاء”، كتب الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، كلمات يتحدث فيها عن الأخلاق الإنسانية.
كل إناء بما فيه ينضح
افتتح وزير الأوقاف كلماته، بقوله: يقولون كل إناء بما فيه ينضح، فمن كانت فطرته سوية، كانت تصرفاته سوية، ومن كانت نفسه ممتلئة بالخير والحب والتسامح فإنه يضفي على من حوله حبًا وخيرًا وسماحة.
وأضاف “جمعة” عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن المؤمن سهل هين لين يألف ويؤلف، يحب الخير للناس جميعًا، ويقول التي هي أحسن للناس جميعًا، حيث يقول الحق سبحانه: ” وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ” (الإسراء : 53) ، ويقول سبحانه : “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” (البقرة : 83)، للناس كل الناس وليس لفئة دون فئة، أو ملة دون ملة.
حساب الناس في أمر دينهم عند الله وحده
وأوضح أن حساب الناس في أمر دينهم عند الله وحده، ورسالة الأئمة والدعاة والمصلحين هي البلاغ المبين، وليس الهداية ولا الحساب، فأمرهما إلى الله (عز وجل).
وأشار إلى قوله تعالى “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” (القصص : 56)، وقوله سبحانه: “فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ” (الرعد : 40).
إذا كان كريم الأخلاق مطلوبًا من الناس جميعًا فإنه أوجب ما يكون على الدعاة
ونوه، أنه إذا كان كريم الأخلاق وعظيمها مطلوبًا من الناس جميعًا فيما بينهم، فإنه أوجب ما يكون على الدعاة والمصلحين، مبينًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن سبابًا ولا شتامًا ولا فاحشًا، بل كان رحمة مهداة، وأنه القائل صلى الله عليه وسلم، في حق من آذوه وأخرجوه: “اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون”، والقائل (صلى الله عليه وسلم): “لعل الله أنْ يُخْرِجَ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا”.
وواصل: من ثمة فإننا ينبغي أن نتحلى بهذه القيم الإنسانية الراقية، فندعو للناس جميعًا بالهداية والخير، كالشجرة المثمرة التي لا تثمر إلا طيبا، ولا يتصور منها أن تقذف الناس بالحنظل، لأنها طيبة الأصل والمنبت.
وأخيرا، لفت وزير الأوقاف إلى قوله تعالى “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ” (إبراهيم : 24 – 27).