آمال طارق
اختتمت فعاليات الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين بمحافظة القاهرة اليوم الأربعاء 12/ 7/ 2023م بعنوان: “آداب الجنائز وحقوقها”.
يأتي ذلك في إطار الدور التثقيفي المستمر الذي تقوم به وزارة الأوقاف.
حاضر فيها الأستاذ الدكتور عبد المنعم سلطان عميد كلية الحقوق بالمنوفية، والأستاذ الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية.
وقدم له الأستاذ السيد صالح المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ محمود الخشت قارئًا، والمبتهل الشيخ شريف خليف مبتهلًا.
وحضر الدكتور محمود خليل وكيل مديرية اوقاف القاهرة، والدكتور منتصف عبد المهيمن مدير الإدارات الفرعية، والشيخ أحمد محمود محمد مدير إدارة وسط القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وأكد الدكتور عبد المنعم سلطان في كلمته أن تذكر الموت يُزهِّد في الدنيا، ويُحفز على العمل الصالح، وعلى التوبة من الذنوب، والتخلص من مظالم العباد، وإعطاء الناس حقوقهم.
وبين “سلطان” أن من آداب الجنائز استحباب تلقين المحتضر لقوله صلى الله عليه وسلم: “لَقِّنُوا موتاكم “لا إلهَ إلا الله”، ولقوله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ كان آخرَ كلامه: (لا إلهَ إلا الله) دَخَلَ الجنة”.
وتابع: أنه يجب الإِسراع بتجهيز الميت، وتطهيره، وتنظيفه، وتطييبه، وتكفينه في الثياب البيض، وأن من الآداب حضور الصلاة على المسلم، وتشييعُ جنازته إلى قبره، بسكينة وأدب، وأن على كل مسلم أن يتفكر في هذا المصير.
ونوه الدكتور عبد الله النجار في كلمته، أن الموت من أهم الحقائق فالإنسان يدرك جيدًا أنه يولد ويعيش لكنه لا يدرك أنه مفارق للحياة؛ لأنه مجبول على مدافعة الموت، والإقبال على الحياة.
واستدل “النجار” بقوله تعالى: “أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ”، وقوله سبحانخ: “كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ”.
وأضاف أن التشريع الإسلامي ينهى عن الإسراف والتفريط في كل شيء حتى في المشاعر، والأحاسيس، فيأمر بالاعتدال والتوسط في كل شيء حتى في حال نزول الموت.
وذكر الحديث النبوي، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخل على ابنه إبراهيم وهو يجُود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنتَ يا رسول الله؟ فقال:” يا بنَ عوف، إنها رحمة، ثم أتبَعَهَا بأخرى فقال: إن العين لَتدمَعُ، وإن القلب لَيحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنَّا لفِراقِكَ يا إبراهيم لمحزونون”.
وأضح أنه لا حرج أن يُنَفِّس الإنسان عن حزنه بالبكاء، وأن من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم بالنسبة للجنازة أن يأخذ العبرة والعظة من الموت وأن يلتزم الصبر، ويؤدي ما أمر الشرع به، وينتهي عما نهى الشرع عنه.
واختتم حديثه بأن أهم أدب يجب أن يتحلى به المسلم عند الجنازة هو أن يتذكر أنه سائر إلى الموت مهما طال الزمن، لقوله (سبحانه): “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وإنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يومَ القِيامَةِ فمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النارِ وأُدْخِلَ الجَنَّةَ فقدْ فازَ وما الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ متَاعُ الغُرُورِ”.
