مؤشر الإرهاب يرصد سعي تنظيم “نصرة الإسلام والمسلمين” للسيطرة على مالي
32 عملية استهدفت 11 دولة أوقعت 407 ما بين قتيل ومصاب
كتب – محمد عيد:
أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية مؤشرَ الإرهاب عن الأسبوع الرابع من شهر يناير لعام 2019، أوضح فيه العمليات الإرهابية التي هزت مناطق متفرقة من العالم، حيث شهد المؤشر هذا الأسبوع تعرض 11 دولة لعمليات إرهابية بواقع 32 عملية إرهابية نفذتها 5 جماعات إرهابية بانخفاض في عدد الجماعات بواقع 3 جماعات عن المؤشر في الأسبوع الماضي، موقعة 252 قتيلًا و155 مصابًا، بأنماط متعددة من العمليات أكثرها الهجوم المسلح المباشر.
وأوضح المؤشر أن الصومال احتلت المرتبة الأولى هذا الأسبوع من حيث أكثر الدول تعرضًا لعمليات إرهابية بواقع 10 عمليات كان أكثرها دموية الهجوم الذي وقع يوم السبت الماضي على قاعدة تابعة للجيش الصومالي في إقليم جوبا السفلي، حيث قامت مجموعة من الحركة بشن هجوم بالقنابل أولًا لإرباك الجنود ثم تلاه بعد ذلك هجوم بالأسلحة النارية. وتشهد الصومال بشكل عام ارتفاعًا في العمليات الإرهابية التي تهز البلاد ضد المدنيين والجهات الحكومية، هذا على الرغم من أن حركة الشباب ووفقًا لصحيفة “آي” البريطانية كانت قد فقدت الكثير من قوتها بالصومال، إلا أنها تشن من وقت لآخر عمليات إرهابية شبه مستمرة على مواقع للجيش، بل إنها تعمل على تصدير الإرهاب إلى دول الجوار وبخاصة كينيا التي تشهد في الآونة الأخيرة تصاعدًا في العمليات الإرهابية التي تشنها الحركة في مسعى منها للتمدد هناك، إذ أشارت مواقع إخبارية إلى أن الحركة شنت هجومًا واسعًا على بلدة “وبلمرير” الحدودية مع الصومال؛ وذلك قبل الهجوم على مجمع الفنادق بالعاصمة نيروبي يوم 15 يناير الماضي.
وذكر المرصد أن العراق جاءت في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات الإرهابية بواقع 5 عمليات نفذ تنظيم “داعش” ثلاث عمليات منها، بينما سجلت عمليتين ضد مجهول، حيث قام تنظيم “داعش” حيث شن هجومًا على نقطة أمنية بمحافظة ديالي شرقي البلاد، ودخلت القوة الأمنية في اشتباك مع عناصر التنظيم نتج عنها فرار الدواعش وسقوط اثنين من عناصر القوة الأمنية وإصابة آخر، ومن الملاحظ أن التنظيم يحاول أن يعود مرة أخرى للسيطرة والتمدد عبر محافظة ديالي؛ إذ تشهد المحافظة محاولات من عناصره لشن هجمات إرهابية في الوقت الذي تكثف فيه الدولة العراقية من عملياتها الأمنية للقضاء على خلايا التنظيم في المناطق الشمالية والشمالية الغربية منها، وفي المناطق المجاورة لمحافظة صلاح الدين التي تشير تقارير إلى أنها تشهد انتشارًا لخلايا تابعة للتنظيم، وتمكنت القوات الأمنية العراقية في الثالث والعشرين من هذا الشهر من قتل “محمود مهدي” في سامراء بصلاح الدين وهو ما يعتبر ضربة قاصمة لعناصر التنظيم التي تحاول تجميع صفوفها مرة أخرى.
وشهدت 5 دول أفريقية بالإضافة إلى الصومال، عمليات إرهابية في مؤشر الإرهاب؛ لهذا حيث هز الإرهاب كلًّا من (نيجيريا – مالي – بوركينافاسو – النيجر – كينيا)، حلت مالي في المرتبة الثانية أفريقيًّا بعد الصومال من حيث العمليات الإرهابية التي ضربت البلاد بواقع عمليتين إرهابيتين نفذتهما تنظيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابع لتنظيم القاعدة الذي أعلن عن تبنيه لعملية إرهابية ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مستهدفًا دورية عسكرية تابعة للقوات السريلانكية المشاركة في الحرب على الإرهاب هناك حيث قتل ضابط من الجيش السريلانكي وأحد الجنود بينما أصيب ثلاثة جنود آخرين في الهجوم بالعبوات الناسفة. يأتي الانفجار بعد هجوم في منطقة كيدال الشمالية يوم الأحد أسفر عن مقتل 10 من جنود حفظ السلام التشاديين وإصابة 25 آخرين، ويبلغ قوام البعثة الأممية في مالي 15 ألف جندي، وهى واحدة من أكثر البعثات الأممية تجهيزًا، وتوفي منها منذ عام 2013 حتى بداية عام نحو (155) جنديًّا في هجمات التنظيمات الإرهابية هناك، وتسعى الجماعات المتطرفة في مالي إلى السيطرة على الأرض عبر استراتيجية تقوم على التحالفات وإقامة روابط مع جماعات عرقية أخرى لإنشاء معسكرات تدريب لعناصرها هناك، والاعتماد على استراتيجيات عديدة في تنفيذ الهجمات، منها الهجوم المباشر واستخدام النساء والأطفال في العمليات الانتحارية.
وأضاف المرصد أن كلًّا من نيجيريا والنيجر شهدت عملية إرهابية واحدة، حيث شن تنظم نصرة الإسلام والمسلمين هجومًا على نقطة أمنية تابعة للشرطة النيجرية بالقرب من الحدود مع مالي ببلدة (أبالا) التي تقع على مسافة حوالي 200 كيلو متر شمال نيامين، وترتب على الهجوم إصابة جندي، وسبق أن تعرضت هذه المنطقة لهجوم مشابه في فبراير 2017 ،حيث أعلن في ذلك الوقت تنظيم ما يعرف بـ “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” تبنيه للهجوم، وكانت كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو قد أعلنوا عزمهم على نشر قوة ثلاثية على حدودها المشتركة لمنع تسلل العناصر الإرهابية، كما وقعت النيجر في 10 مايو 2017 اتفاقًا قضائيًّا مع تشاد يقضي بملاحقة العناصر الإرهابية المطلوبة أمنيًّا بين الدولتين، وفي نيجيريا استمر تنظيم بوكو حرام في عملياته ضد المدنيين عبر نصب الكمائن في القرى التي يحاولون السيطرة عليها، فقد قتل عناصر من التنظيم سائقًا في قرية (شاتيماري) التابعة لولاية بورنو على إثر كمين نصبه عناصر التنظيم على الطريق السريع هناك، وفي الوقت نفسه قتلت قوات الأمن النيجيرية 8 عناصر من الحركة كانت قد اشتبكت معهم في المدينة.
وأفاد المؤشر في بيانه أن سوريا شهدت 4 عمليات إرهابية هذا الأسبوع لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن هذه العمليات، حيث وقع انفجار في حافة تقل مدنيين بمدينة عفرين بشمال سوريا أدى إلى قتل 3 أشخاص وإصابة 9 آخرين، كما شهدت مدينة (إدلب) انفجار عبوة ناسفة في حي القصور وسط المدينة، يرجح أن هذه العبوة من مخلفات تنظيم داعش أثناء سيطرته على المدينة قبل طرده منها، وتشهد شمال سوريا تصاعدًا في العمليات الإرهابية إذ يعد هذا الهجوم هو السابع منذ قرار الرئيس الأمريكي سحب قواته من سوريا.
وأكد المؤشر استمرارية تنظيم “داعش” في اتباعه سياسة الكذب والتضليل؛ إذ أعلن عن تنفيذ 68 عملية إرهابية موقعًا أكثر من 231 شخصًا ما بين قتيل وجريح، بينما مجمل العمليات التي قام بها التنظيم هي 5 عمليات فقط، وذلك في العدد 166 من صحيفة النبأ الصادرة عن التنظيم.