الارهاب في أفريقيا يتصدر موضوعات مجلة “متابعات إفريقية “في عددها العاشر بتحرير الدكتور محمد السبيطلي

إيمان الشعراوي
تطرقت مجلة “متابعات إفريقية” الصادرة عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في عددها العاشر ،والذي يقوم بتحريرها الدكتور محمد السبيطلي رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بالمركز ، إلى قضية كبرى أصبحت مثار اهتمام الباحثين والحكومات في الدول الأفريقية وهي ظاهرة الإرهاب في أفريقيا وتناميها.
حيث تضمن العدد مجموعة من المقالات الشاملة والمتنوعة للجوانب المختلفة المتعلقة بالارهاب سواء فيما يخص التمويل وأسباب الانتشار ومناطق النفوذ والصرعات بين الجماعات الإرهابية وبعضها البعض، مقدمةً بذلك وجبة علمية دسمة ترصد الأحداث وتحللها وتقدمها في إطار بحثي علمي يمكن الاستفادة منه.
كما اهتم هذا العدد من “متابعات إفريقية” بدراسة تمدد الحركات الدينية المتشددة في القارة الإفريقية، فمنذ سنوات اتجهت أنظار المتابعين والباحثين والمهتمين بمختلف خلفياتهم السياسية والفكرية نحو إلى الحركات الإرهابية في أفريقيا ، وذلك بسبب ما ترتب عنه الإرهاب من تدمير للبنية التحتية في العديد من الدول والتأثير على الاقتصاد وسقوط الالاف من الضحايا.
ومن جانبه، أشار الدكتور محمد السبيطلي، رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، إلى تنامي نفوذ الحركات الارهابية وانتشارها في القارة الإفريقية، مؤكدا أن خريطة التطرف والتشدد الديني ما انفكت تتمدد وتتحرك في اتجاهات جديدة لم تصبها سابقا ظاهرة الحركات الدينية المسلحة مما شكل تهديدا جديا للامن الإقليمي والدولي، وذلك رغم خطط محلية وإقليمية مدعومة دوليا خاصة في منطقة الساحل وشرق إفريقيا.
وأكد السبيطلي، أنه أضحى التساؤل عن أسباب فشل الحكومات والمجموعات الإقليمية والجهود الدولية في لجم التشدد ومنع تمدده إلى مناطق ومساحات جديدة – أمرا ملحا، وذلك عبر تقييم سياسات وجهود مكافحة الإرهاب ومساءلة الحكومات الافريقية في المناطق المعنية عن فشلها في إقامة الحكم الرشيد، وتحقيق أكبر قدر من التنمية بصفتها شروط إيجاد بيئة مناسبة ، تمنع تحول بلدانها ومجتمعاتها لأرضية خصبة تستجيب للخطاب المتشدد ومن ثم للخروج على الدولة والتعاون مع المجموعات الإرهابية.
وأوضح “رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية” ، أن خريطة تمدد الحركات الارهابية في إفريقيا كشفت عن ثغرات إستراتيجية وتكتيكية عدة في منظومة مكافحة الإرهاب، مضيفًا أنه قد يعود بعضها إلى العجز والفشل الذي أصيبت به الأجهزة والمؤسسات المحلية، في مواجهة ظاهرة الفساد الذي استشرى في مختلف مفاصل الدولة الافريقية ، بما في ذلك تلك التي يعهد إليها قيادة المواجهة المباشرة مع التنظيمات المتشددة والحركات المسلحة المتمردة على شرعية الدولة.
واختتم الدكتور محمد السبيطلي، بالتأكيد على أن هذا بدوره يعود إلى محدودية الإمكانات المادية للحكومات، وتآكل شرعية أنظمة حاكمة منذ عقود دون تحقيق التنمية المنتظرة والإخفاق في توسيع المشاركة السياسية الموعودة، بسبب استنادها إلى مجموعات إثنية دون غيرها، وإلى نخب سياسية قطعت روابطها مع المجتمعات المحلية وانخرطت في الشأن العام اعتمادا على ولاءاتها وتبعيتها للنظم الحاكمة أو القوى الدولية؛ مما أفقدها مصداقيتها لدى قطاعات واسعة من شعوبها، هذا علاوة على قصور في فهم أسباب وعوامل التطرف المحلية والإقليمية، وعدم تمكن القوى الدولية المتصدية لمهمة مكافحة الإرهاب لطبيعة المشاكل الحقيقية التي تعانيها المجتمعات المحلية.
وأنشئ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في عام 1983م وذلك لمواصلة الرسالة النبيلة للملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في نشر العلم والمعرفة بين المملكة وبقية دول العالم، كما أن المركز يعد منصة بحثٍ تجمع بين الباحثين والمؤسسات لحفظ العمل العلمي ونشره وإنتاجه، ويهدف إلى توسيع نطاق المؤلفات والبحوث الحالية؛ لتقديمها إلى صدارة المناقشات والمساهمات العلمية، واهتمامات المجتمعات الإسلامية في العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، والفنون والآداب.