الرأي
التجريبى تحت مقصلة شوقى !!!!
بقلم سماح سعيد :
لم يفق اولياء امور الطلاب من وطأة خبر اذاعة الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم عن بدء تطبيق نظام الثانوية العامة الجديد بداية من العام الدارسى القادم 2018/2019 والموزعة على ثلاث سنوات دراسية ، والتي شهدت ابواب الوزارة مظاهرات حاشدة من اولياء امور الطلبة من ثلاثة ايام مضت ، حيث يرى الجميع فشلها وانها اشبه بالرسم على الماء نظرا لهشاشة المؤسسات التعليمية التى هرمت واصابها العجز لما يحاط بها من مشكلات وظروف تكاد تكون اودت بحياة تلك المنظومة ، التى لطالما تصارع ارتطام الامواج بها منذ عقود مضت ، على أمل ان تجد المنقذ لها ليكون طوق النجاة فى غياهب الفساد والفشل ، حتى خرج إلينا الوزير بالأمس بمفأجاة صادمة الا وهى الغاء المدارس التجربيبةبداية من عام 2019 .
بدأت المدارس التجربيبة منذ عام 1989 على يد الدكتور عبد السلام عبد الغفار وزير التربية والتعليم الذى تولى المنصب فى عام 1984 ، ليستكمل مسيرتها من بعده الدكتور حسين كامل بهاء الدين والذى تولى الوزارة عام 1991، وكان الهدف منها هو مساعدة متوسطى الدخل فى الحصول على تعليم افضل من التعليم الحكومى المجانى ومافيا التعليم الخاص ، ونظرا للنجاح الذى شهدته تلك المدارس فى الاقبال عليها جاء قرار التوسع فى انشائها بالمحافظات بعد ان كانت مقتصرة على القاهرة فقط .
كان قرار الوزير بالامس صادماً وهو يذيع خبر تعريب المدارس التجربيبة وكأنه يعود بنا الى عصر الاقطاع والفوارق الطبقية ، وكأنه يقول للطبقة المتوسطة : عودوا الى ثكناتكم ، انتم و اولادكم ، ليس من حقهم ان يتعلموا لغات مثل طبقة الاغنياء ليحاصروهم فى اختيارين احلى ما فيهم مر ، فأما ان ترضخوا للتعليم الحكومى المجانى الاشبه بالعدم او تلجأوا الى مافيا المدارس الخاصة والدولية التى يستحيل ان تطرقوا ابوابها ، وكأنه اراد ان يشطب على تلك الطبقة بأستيكة ليعلن ان مصر اصبحت غنياً وفقيرا فقط ولا عزاء للطبقة المتوسطة .
اى تطوير هذا الذى تنشده يا من هبط من سماء امريكا دون اسباب او مبررات ، المدارس التجريبية بدأت ب721 ونظراً لنجاحها والاقبال عليها ازدادت لتصبح 850 مدرسة ، وتخدم مليونا و300طالباً ، هى تجربة ناجحة واستمرت على مدار 29 عاما ثم تأتى انت لتعلن فشلها ، وما الفائدة من ألغاء تدريس المواد بها باللغة العربية حتى الصف السادس الابتدائى ؟ اى منطق يقول ان الطالب من الصف الاول الاعدادى سيتقبل الدراسة باللغة الانجليزية ، ألم تعلم بأن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر ، فبدلا من ان تطور الطالب وتزيد من ادراكه ومعارفه تبخس حقه فى الحصول على لغة بجانب لغة بلده .
ان كان هذا بحجة ما ذكرته وهو غيرتك على اللغة العربية فهناك الكثير والكثير من الخطط لتقوية الطالب بها من خلال الارتقاء بمستوى المعلم اولا ومسابقات وغيرها من الخطط التى لم تأت الى تفكيرك ، وكأنك اصبحت غير قادر على حل تلك المشكلة فأستقويت على الضعيف وهم الطلبة واولياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل ، كان الاولى لك وانت تسمع مستشارينك بالامس الذى لا نعرف من اين اتيت بهم الى الوزارة وما مؤهلاتهم حتى يتحكموا فى زمام تعليم اولادنا ومستقبلهم ان ترد عليهم حينما قالوا : ان من اراد ان يتعلم لغة اجنبية فليسافر للخارج .
ورسالتى لكم جميعا وفروا فلوس سفر للطلبة الذين يرغبون تعلم لغة من مرتباتكم بدلا من التهكم عليهم ، لان واجبكم هو تعليم الطلاب وهذا حق كفله لهم الدستور ، القضاء على المدارس التجريبية ما هو الا اعلان واضح وصريح للترويج للمدارس الخاصة والدولية ، كفاكم استهتار واستخفاف بنا وبفلذات اكبادنا ، اولادنا ليست فئران لتجاربكم ، واخيرا فالتدبروا كلمات الله جيدا فى تلك الاية لعلكم تفقهون “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ “.
