fbpx
الرأي

الحقيقه الغائبة في تدويل قضية السفينة الجانحة

بقلم : عبدالناصر محمد

من الامثال التجارية الدارجة في مجتمعنا خسارة قريبة ولا مكسب بعيد وهناك اكثر من 65 مقولة وحكمة عن الخسارة والمكسب منها ايضا ” إن الإصلاح الجاد يستحق التضحية وليس الخسارة لأنه أفضل طريق تكافح به الثورة ” ” عندما نخسر ، ليس علينا تغيير كل شيء ، بل تصحيح الأمور من خلال العمل الجاد ” ” خسارة القليل من المال خير من خسارة القليل من الصداقة ” ” خسارة الصوف أفضل من خسارة الخروف ” وغيرها من الأمثال التي تؤكد التفكير خارج الصندوق والابتعاد عن الروتين والبيروقراطية المملة التي لا فائدة منها غير إضاعة الوقت والجهد والمال

فان ما يحدث من تدويل لقضية الحصول على تعويض من السفينة البنمية ايفرغيفين أراه شيء فيه كثير من البيروقراطية الادارية

وتذكرني بمشهد عويجة أفندي والشنكل بين الفنانين فؤاد المهندس وحسن مصطفي في فيلم أرض النفاق

نعم هناك خسارة تعرضت لها قناة السويس لكنها كانت انتصار لنا بكل المقاييس واستطعنا حل هذه المشكلة في 6 أيام مما يؤكد قدرة المصريين على إدارة قناة السويس باحترافية وأثبتت للعالم كله نجاح الادراة المصرية على تيسيير الملاحة في قناة السويس وانهاء أي خلل يحدث في غضون ايام معدودات

كما ان هذه الحادث تسبب في التفكير الجدي في ضرورة توسعة وتغيير الأعماق بقناة السويس لتحسين الملاحة كما ان حل هذه المشكلة بسرعة سيؤدي إلى مضاعقة حجم التجارة العالمية في قناة السويس الممر الملاحي العالمي هذه الأزمة كانت بمثابة تسويق جديدة لقناة السويس

لا أحد ينكرالخسائرالتي تعرضت لها قناة السويس من السفينة البنمية ايفرغيفين

والتي تمثلت أبرز خسائرها في حدوث تلفيات بعدد من الوحدات البحرية المشاركة وغرق أحد اللنشات خلال أعمال الإنقاذ وهو ما أسفر عن وفاة أحد المشاركين بعملية الإنقاذ وغير ذلك من الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بسمعة قناة السويس إثر توقف حركة الملاحة

وهذه الأضرار جاءت بخلاف ما تعرضت له الهيئة من حملة تشكيك بقدرتها على حل الأزمة، واتجاه بعض العملاء لاتخاذ طرق بديلة خلال الأزمة والمقدرة بنحو 48 سفينة، فضلاً عن التكاليف التي تكبدتها الهيئة لمكافحة التلوث ومعالجة 9 آلاف طن من مياه الصابورة تم تفريغها لتخفيف حمولة السفينة وتسهيل تعويمها

 

فإذا قارنا بين الخسائر والمكاسب سنجد ان مصر دائماً الرابحة بكل حال من الأحوال وعليه فإنه بات من الضروري غلق هذا الملف بكل مكاسبه وخسائره في إطار من الود والتفاهمات وليس عن طريق تدويل القضية في المحاكم والتي سيكون لها مردود عكسي على قناة السويس

كما ان قناة السويس تسطيع تعويض ما خسرته بطرق اخرى كزيادة التطوير على جانبي القناة واقامة مناطق لوجستية وخدمية للسفن وزيادة الرسوم وخلافة لكن أن تدخل قناة السويس في صراع مع أحد زبائنها فإن تأثيراتها السلبية ستكون ليست على هذا العميل فقط أضف إلى ذلك دخول المغرضين من هناك وهناك على خط الأزمة لتحقيق مكاسب لهم من تدويل قضية أرى أن نتائجها لن تصب في مصلحة قناتنا

وهذا يتطلب ضرورة إعادة النظر في حلول غير تقليدية تعيد لنا حقوق القناة والحفاظ على سمعة قناة السويس العالمية وتحقيق أكبر نتائج من هذه الأزمة على مستوى العالم خاصة أن الفترة الماضية أصبحت القناة في بؤرة اهتمام الاقتصاد العالمي وعليه فإن تدويل قضية ضد هذه السفينة الجانحة وتأثيراته الإعلامية لن يكون في مصلحة القناة

وبطبيعة الحال لن يرضى مسئولي السفينة البنمية ايفرغيفين بنتيجة القضاء المصري ومن ثم سيتجه إلى محاكم دولية وبالتالي ستقاضية إدارة القناة هناك ثم هناك ثم هناك … وسندور في حلقة مفرغة وستكون المحصلة مهما كان المكسب ضئيل جدا فقد أضعنا سنوات تلو الأخرى ومن محكمة إلى أخرى ومن قضية إلى أخرى والمحصلة في النهاية صفر

 

وأخيراً أطالب القيادة السياسية بالتدخل لحل هذا القضية في إطار من الود لا المحاسبة فمدام أن السفينة لم تكن تسعى للأضرار بقناة السويس وهو خطأ يمكن وضع آلية في التفاوض بعيدا عن القضاء الذي سيأخذ سنوات وسيتم تناولها في الإعلام كل حسب ميوله ويعرضنا لخسائر أكبر أما في حال تدخل الجهات المعنية ستحل المشكلة في غضون سويعات ونحقق مردود اقتصادي قوي للقناة

زر الذهاب إلى الأعلى