الدكتوره سلوي محمد تكتب: التوقعات غير المرئية
تابعنا أخيرا خروج التشكيل النهائي لوزارة الجمهورية الجديدة و صدق قليل من التوقعات و عرج أخر و خرج عن المألوف الدارج .
و بدأت ملامح التغيير المرجو في إختيار نماذج بعيدة عن كل التوقعات و جاء الكثير منها من خارج الطابور المتوقع ، فحملت الحقائب الوزارية أسماء ليست معتادة و لا متوقعة و لا داخل منظومة الإختيار المألوفة.. و هذا مقصود لا محالة ، و أري أن التغيير مس كل قطاع و ليس قطاع بذاته علي أن يكون ردة فعل أو نتيجة لتتابع الأزمات أو خروج بعض المعوقات عن السيطرة في مجالات الغاز و البترول و الكهرباء و رغيف العيش و توفير السلع و جمح غليان الأسعار و تأمين الحدود و الوضع الإقليمي المضطرب و غيرها من الملفات الساخنة و التي لا تهدأ.
و أتحدث هنا عن قطاع يمثلني و هو قطاع البترول علي سبيل المثال ..فجاء الإختيار بعيد كل البعد عن عشرات الأسماء المطروحة و التي كانت تستعد لتقلد هذا المنصب السياسي في هذا التوقيت الشائك ..
و لكن .. دائما و أبدا الأختيار الأخير هو قدر مكتوب لنا و لصاحبه ، وجب علينا جميعا إفساح الطريق له وعرض كافة الأمور و الخبايا و مساعدته في أن يحرز الأهداف المرجوة من هذا الإختيار الذي نستبشر به جميعا الخير من الخروج من معضلات كبيرة و طويلة المدي و التأثير .
و بعيدا عن أطماح عاملين قطاع البترول في إحداث التغيير الذي يتمنوه ودراسة تقليل أو إنعدام الفجوة الكبيرة بين أبناء نفس القطاع فيمن يتبعون القطاع العام عن أقرانهم في القطاع الخاص او الإستثماري أو حتي القوابض و لنا هنا حديث طويل في سرد الإختلافات و التناقضات .
أعلم جيدا أن التحديات الحالية والمنتظرة كبيرة و لكن أستشعر رؤية إختيار جديدة تقلد العديد من المناصب رفيعة المستوى داخليا و دوليا انطوي ذلك علي كم من الخبرات المتراكمة المدروسة التي تعتمد علي المعايير والإنتقاء والارتقاء الذي نتمناه وإفتقدنا الكثير منها عبر سنين النمطية و الإرتكاز الي الأهواء و الأجواء .
إستبشروا خيرا .. فالتغيير سنة الحياة ..ودعونا نساند وندعم ونعمل كل في مجال عطاءه ، وسنري قريبا الصدي الطيب للإختيار خارج صندوق التوقعات المرئية في كل مجال .
كاتبة المقال ..مدير موقع وجريدة العدد الاول ومدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ