الدكتور جمال شعبان في عيد ميلاد نجله: عقبال ١٠٠ عام صحة وسعادة وبر وطاعة
الديوان الإخباري
نشر الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق، على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، صورة لنجلة ،ويهنئة بعيد ميلادة قائلا ” :
النهارده عيد ميلاة، هذا الابن البار الصالح ، دكتور أحمد جمال ، اللي ما عندوش حساب علي الفيس بوك ، فنزلت له أنا التهنئة ، عقبال ١٠٠ عام صحة وسعادة ، وبر وطاعة وازدهار وفلاح .
أهمية بر الوالدين
بر الوالدين وأهميته فى حياة الإنسان ، والبر مرتبط بتقوي الله وتنفيذ أوامره ويعتبر البرّ ضدّ العقوق ، قال ابن الأثير : البِرُّ بالكسر الإحسان ، وبرّ الوالدين يشمل الإحسان إليهما بالقلب ، والقول ، والفعل تقرّباً إلى الله تعالى .
ولقد أولى الدين الإسلامي بالوالدين اهتماماً بالغاً ، حيث جعل طاعتهما وبرّهما من أفضل القربات إلى الله تعالى ، ونهى كذلك عن عقوقهما ، وشدّد على هذا الأمر كثيراً ، كما ورد في القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّل مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) الإسراء .
أشكال بر الوالدين
أولاً : برهما حال حياتهما
هناك عدّة أمور يمكن للمسلم أن يبرّ بها والديه في حياتهما، منها:
1- الطاعة في غير معصية : أن يطيع والديه ، ويقدّم لهما الطاعة إن لم يكن في أمرهما أيّ معصية للخالق عزّ وجلّ أو للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويبتعد عن معصيتهما، إلا في حالة الزّوجة لأنّها تقدّم طاعة زوجها على طاعة والديها .
2- الإحسان إليهما : أن يحسن إلى والديه ، من خلال أقواله وأفعاله ، وفي كلّ شكل من أشكال الإحسان المعروفة .
3- خفض الجناح لهما : أن يخفض جناحه لوالديه ، ويتذلل لهما ، ويتواضع في تعامله معهما .
4- عدم رفع الصوت أو الزجر أو الإهانة لهما : أن لا يزجرهما أو يهينهما ، وأن يتلطف عند الكلام معهما ، ويحذر من رفع صوته فوق صوتهما أو نهرهما عن شيء ما .
5- الإصغاء لهما : أن يصغي لحديثهما ، عن طريق التواصل البصريّ معهما أثناء حديثهما ، وعدم مقاطعتهما في الحديث أو منازعتهما ، والحذر من تكذيبهما أو ردّ حديثهما .
6- عدم التأفف : أن لا يتأفّف من أوامرهما وطلباتهما ، ولا يضجر منهما ، قال الله سبحانه وتعالى ( فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا ) .
7- طلاقة الوجه والبشاشة لهما : أن يقابلهما بوجه بشوش وترحاب ، وأن لا يعبس في وجههما أو يتجهّم لهما .
8- التحبب والتقرب منهما : أن يتحبّب إليهما ، ويتودّد لهما ، فمثلاً يبدئ هو بالسلام عليهما ، ويقبّل يديهما ، ويوسع لهما في المجالس ، ولا يجلس قبلهما ، ولا يناديهما باسميهما ، ولا يأكل شيئاً من الطعام قبلهما ، ويمشي خلفهما في النّهار وأمامهما في الليل .
9- احترام وجودهما في المجلس : أن يحترم وجودهما في المجلس ، عن طريق تعديل جلسته ، وأن يبتعد عن كلّ ما يمكن أن يشعرهما بالإهانة ، ولا يسابقهما الكلام .
10- عدم التمنن عليهما : أن لا يتمنّن عليهما عن تقديمه لعمل ما أو خدمة لهما ، لأنّ هذا يعدّ من مساوئ الأخلاق .
11- الأم أولاً ثم الأب : أن يقدّم حقّ الأم ، ويحسن إليها ، ويعطف عليها ، ويزيد من تقديرها له ، وذلك لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال (جاء رجل إلى النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – فقال: يا رسول الله من أولى النّاس بحسن صحابتي؟ قال : أمّك ، قال : ثمّ من ؟ قال : أمّك ، قال : ثمّ من ؟ قال : أمّك ، قال : ثمّ من؟ قال : أبوك ) رواه البخاري .
12- مساعدتهما في أعمالهما : فإنّه ليس من حسن الأخلاق أن يتفرّج الابن على والديه وهما يقومان بالأعمال .
13- عدم إزعاجهما عند نومهما : أو يحدث جلبةً أو صوتاً شديداً.
14- لا يجادلهما أو يتشاجر معهما أو أمامهما : أن لا يثير الجدل أو الشّجار أمامهما ، ويحلّ مشاكل بيته وإخوته بعيداً عنهما ، حتى لا يؤذيهما 0
15- السرعة في تلبية ندائهما : سواءً أكان مشغولاً أم لا .
16- الإصلاح بين والديه عند اختلافهما : يقرّب وجهات نظرهما من بعضهما البعض حال اختلافهما في أمر ما .
17- استأذن قبل أن تدخل عليهما : لأنّهما ربّما كانا في وضع لا يرغبان أن يطلع عليهما فيه أحد .
18- شاورهما : أن يستنير برأيهما ، ويأخذ بمشورتهما في جميع أمور الحياة .
ثانياً برهما بعد موتهما :
يمكن للمسلم أن يقوم ببرّ والديه حال موتهما ، ومن ذلك :
1- الاستغفار لهما : أن يكثر من الاستغفار لوالديه ، وذلك لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( إنّ الله ليرفع الدّرجة للعبد الصّالح في الجنّة ، فيقول : يا ربّ أنَّى لي هذه ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك) رواه أحمد .
2- الدعاء لهما : أن يدعو لهما بالرّحمة والمغفرة ، وما شاء من الأدعية ، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقةٍ جارية ، أو علمٍ يُنتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له ) رواه مسلم .
3- قضاء ديونهما : أن يقضي ما عليهما من ديون ، لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( نفس المؤمن معلقة بدَينه ، حتّى يقضى عنه ) رواه أحمد ، ولحديث رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم ( يغفر للشهيد كلّ شيء إلا الدّين) رواه مسلم .
4- قضاء نذرهما : أن يقضي ما عليهما من نذور ، مثل نذر الصّيام ، أو الحجّ ، أو العمرة ، أو غير ذلك ممّا تدخله النيابة .
5- قضاء ما عليهما من كفارات : أن يقضي ما عليهما من كفّارات ، ككفارة القتل الخطأ ، أو اليمين ، أو غر ذلك ، لأنّ هذه الواجبات تدخل في حديث ( أنّ امرأة نذرت أن تصوم شهراً ، فلم تصم حتّى ماتت ، فجاءت قرابة لها ، إمّا أختها أو ابنتها إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم فذكرت ذلك له ، فقال : أرأيتك لو كان عليها دَين كنتِ تقضينه ؟ قالت : نعم ، قال : فدَين الله أحقُّ أن يقضى) متفق عليه .
6- تنفيذ وصيتهما : إن كان لهما وصيّة .
7- قضاء الصيام عنهما : كرمضان ، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم (من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه) متفق عليه.
8- صلة رحمهما : أن يصل الأرحام التي توصل إلا عن طريقهما ، وذلك لحديث أبي بردة رضي الله عنه قال ( قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر ، فقال : أتدري لِمَ أتيتك ؟ قال : قلت : لا ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : من أحبّ أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده ، وإنّه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاءٌ ووُدٌّ ، فأحببت أن أصل ذاك ) رواه ابن حبّان.
9- اكرام أصدقاء والديه : أن يكرم أصدقاءهما بعد موتهما ، وذلك لحديث النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال ( إنّ أبرَّ البرّ صلةُ الولدِ أهلَ وُدِّ أبيه ) رواه مسلم .
10- الصدقة عنهما : أن يتصدّق عنهما ، لحديث سعد بن عبادة رضي الله عنه ، أنّ أمّه توفيت ، فقال ( يا رسول الله : إنّ أُمي تُوفِّيتْ وأنا غائب عنها ، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها ؟ قال : نعم ، قال : فإنّي أشهِدُك أنّ حائطي المخراف صدقةٌ عليها ) متفق عليه 0
تم بحمد الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.