fbpx
الرأي

الدكتور كمال عليوه يكتب_ طاقة الحب

الحياة كيانات تحركها طاقات .والطاقات لها مصادرها المختلفة ، فمنها البدي الظاهر كالبترول ومشتقاته ، ومنها الخفى الباطن كالغازات المختلفة كالغاز الطبيعى وكغاز الهيدروجين وخلافه .

والمشاعر على إختلاف أنواعها تعتبر من الطاقات الخفية ، التى توجه البشرية سلبا وإيجابا .

ومن أعظم المشاعر وأقواها إنتاجا للطاقات اﻹيجابية هى مشاعر الحب .

 

$ مشاعر الحب $

 

ولقد رأيت فى حياتى أن أعظم طاقة فى الدنيا هى طاقة الحب .

 

والحب المقصود هو تلك الحاله التى هى عكس الكره ،وليس المقصود الحالة التى بين المحب ومحبوبته – وإن كانت هذه ثمرة من ثمار شجرة الحب المباركة .

 

فبالحب يحدث القبول ويحدث الرضا ، ويحدث السماح ،وتحدث المغفرة .

 

وللحب هرموناته فى الأجسام كما أن للكره هرموناته .

 

ومن المسلم به أنه يمكن للفرد العادى والطبيعى أن يستحضر حالة الحب بإرادته .

 

وذلك بأنى ينتوى العطاء الواسع للغير إبتغاء تحقيق الحب فى ذاته . ولو إبتغى به وجه مصدر الحب وخالقه ( وهو الله جل وعلى ) لكان أجدى وأنفع .

 

وأرى أن تجليات الذات اﻹلهية بالحب على كونه جعلت كونه يأتيه طوعا لاكرها .

 

( وإذ قال ربك للسماوات والأرض إئتيا طوعا أو كرها ، قالتا أتينا طائعين ).

 

وفى هذه دعوة لﻹنسان أن يستجلب ما يريد فى الكون بطاقة الحب التى من ثمارها الطاعة المطلقة .

 

ولقد كان رسول الله (ص) المثال الأمثل للحب بكل معانيه ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ).

 

فلولا الحب فى قلبه ووجه الكريم(ص) لما أسلم له خصومه وأعدائه .

 

فكأنى أنظر إليه عليه الصلاة والسلام وهو يغزو قلب عمر بن الخطاب بالحب عندما قال له :

 

أما آن لك يا عمر أن تسلم.. !

 

وهو الذى ( أى عمر )قد جاء ليقتله (ص) .

 

وأيضا حينما دخل ( ص )مكة فاتحا قال لكفارها – وهم الذين طاردوه وحاربوه – ما تدرون أنى فاعل بكم ؟

 

وأظن أنه قالها ( ص ) والحب يملأ كيانه ، وإلا لما قالوا له :

 

( خيرا.. أخ كريم وإبن أخ كريم ).

 

ومن محاسن الدين المسيحى فى نظرى شعار….الدين محبة…. .

 

عود إلى طاقة الحب

 

إن طاقة الحب طاقة إيجابية جاذبة لكل ما هو سار .

 

فالطبيب فى مشفاة ، والمهندس فى مصنعة ، والتاجر فى حانوته ، والمعلم فى مدرسته ، إذا ما تسلح بالحب فلن ترى منه إلا كل جميل ، ولن يحصد هو إلا كل خير . وكذلك كل فرد فى كل مناحى الحياة.

ولكى تحسن إستحضار طاقة الحب عليك بالآتى :

 

1- استحضار نية العطاء للجميع .

2- عليك أن تبتغى بها وجه الله الكريم .

3- استحضر أقوال وأفعال المرسلين وأقوال سيد المرسلين(ص) .

4- استحضر أفعال وأقوال الصالحين .

5-وايضا تقمص أفعال من تظن أنه حاملا لطاقة الحب حتى ولو كان على غير دينك ومذهبك .

وأخيرا أقول بالحب إلتقينا وعلى الحب نفترق والحمد لله رب العالمين .

زر الذهاب إلى الأعلى