الستات حكايات تعيد كتابة التاريخ المصري من منظور نسائي.. ولطيفة النادي إحداهن
تتناول حلقة الستات حكايات قصة لطيفة النادى اول سيدة تقود طائرة في مصر و الوطن العربي و افريقيا و ثانى سيدة عالميا بعد نجاح الأمريكية أميليا إيرهارت، التي تعد أول مرأة في العالم تقود طائرة من هاربور جريس في نيوفاوندلاند في رحلة إلى باريس على متن طائرة ذات محرك واحد،سلكت المراة التي لا تعرف المستحيل لطيفة النادى كل الطرق ودقت كل الأبواب لتحقيق هدفها؛ إذ ذهبت لطفية إلى كمال علوي مدير عام مصر للطيران وقتها، وعرضت عليه الأمر ورحب بها بمدرسة الطيران لتكون فاتحة خير لالتحاق أُخريات؛ وفى نفس الوقت هي دعاية طيبة للمدرسة، وقال لها: تعملين في المدرسة وبالمرتب تسددين المصروفات، وبالفعل عينت عاملة تليفون وسكرتيرة بالمدرسة.
عندما حصلت لطفية النادي على رخصة الطيران في 27 سبتمبر 1933 بعد 67 يوم فقط من التدريب، وعمرها 26 سنة كانت أول امرأة عربية تصبح طيار، وكذلك أول أمرأة في الشرق الأوسط وأول امرأة في أفريقيا، وتصدر إنجازها الصحف العالمية في ذلك الوقت.
لطيفة النادي فتحت الباب لبنات جنسها لخوض التجربة فلحقت بها دينا الصاوي، وزهرة رجب، ونفيسة الغمراوي، ولندا مسعود أول معلمة طيران مصرية، وبلانش فتوش، وعزيزة محرم، وعايدة تكلا، وليلى مسعود، وعائشة عبد المقصود، وقدرية طليمات.
لم تتوقف لطيفة عن المشاركة في مسابقات الطيران، وكان من بينها سباق دولي أقيم في مصر عام 1937 من القاهرة الى الواحات اشترك فيها 14 طيارًا وطيارة من مختلف جنسيات العالم، وجاء ترتيب لطفية في المرتبة “الثالثة” بين السيدات المشتركات، توالت إنجازات كابتن لطفية، أول كابتن طيار مصرية إلى أن تقاعدت عن الطيران بعد خمس سنوات فقط إذ تعرضت لحادث أدى إلى إصابة في عمودها الفقري توقفت التحليق في السماء، وعينت بمنصب سكرتير عام نادى الطيران المصري، بعدما ساهمت في تأسيسه، وإدارته بكفاءة عالية إلى أن هاجرت إلى سويسرا، بسبب التجاهل والنكران الذي لمسته في مصر وجعلها تشعر أنها سيدة منسية، على النقيض من ذلك منحتها سويسرا الجنسية تكريما لجهودها. عاشت لطيفة النادي جزء كبير من حياتها فى سويسرا، رفضت أن تتزوج بعد أن وهبت حياتها للطيران الذي أمنت أمنت به وسلب روحها، وتوفيت عن عمر يناهز الخامسة والتسعين فى القاهرة عام 2002 بعد مسيرة حافلة قدمت نموذجا للفتيات المصريات الساعيات للتميز.