الرأي

السيد عمرية يكتب _ أكلت يوم أكل الثور الأبيض..

السيد عمرية

لا ينكر أحد أن العرب أضاعوا آلافا من الفرص كانت أمامهم للوقوف كقوه إقليمية تمتلك من المقومات ووسائل الضغط الكثير والكثير من مقومات اقتصادية وبشرية هائلة.. ولكنهم للأسف أضاعوها واحدة تلو الأخرى .

وقد أثر ذلك سلبا على معالجة القضية الفلسطينية وتأخر حلها عقودا طويلة رغم أنها تكاد تكون القضية العادلة التي لا تحتمل اي لبس أو قولان.

ولان المحن تحمل في طياتها منحا كثيرة ومن الشدائد تستثار الهمم وتقوى الإرادة.. فان طرح قضيه تهجير الفلسطينيين من ارضهم تضع العالم العربي والإسلامي بأسره على المحك..

وفي عالم لا يعترف إلا بالأقوياء لا أكون مبالغا إذا زعمت أن أمام العرب الآن فرصة تاريخية لاستعاده زمام الأمور والدخول في حركة التاريخ فاعلا لا مفعولا به.

الموقف المصري الثابت الذي يستند الى مبادئ القاهرة الراسخة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفضها بشكل قاطع ومطلق تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم وطرحها لمخطط لإعاده إعمار غزة وتعافيها المبكر يحتاج الى مساندة عربية وإسلامية كاملة على ان ان تكون هذه المساندة وهذا الدعم معنويا وماديا لتأكيد أن في العالم قوه عربية وإسلامية لا يستهان بها في ظل عجز المجتمع الدولي عن إغاثة الفلسطينيين أو وقف عدوان إسرائيل.

ولولا المواقف المصريه المضنيه ليل نهار لما رأى اتفاق غزة النور ولما توقفت إسرائيل عن عدوانها الغاشم الذي استمر 15 شهرا في ظل مشاهدات دولية اكتفت بالإدانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

القمة العربية التي دعت إليها مصر في الرابع من مارس المقبل لا يجب ان تكون كسابقاتها … لا ننتظر توصيات قد لا تتجاوز مداد ما كتبت به وانما نحتاج إلى قرارات فعلية تثبت أن العرب أصحاب موقف وأصحاب قرار واصحاب قضية لنجدة قبلتهم الاولى( القدس الشريف) وإغاثة شعب عانى ويلات كثيرة وفقد أكثر من مئتي ألف بين شهيد وجريح فضلا عن تدمير كافه مقومات الحياة في قطاع غزه.

ما يجب الآن أن نبتعد جميعا عن الشعارات الزائفة الجوفاء .. وأن يقف العرب على قلب رجل واحد في مواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية تماما وإعادتها إلى المربع صفر.

ما تحتاجه غزة وفقا للتقديرات الدولية نحو 50 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع ؛ وهذا المبلغ أعتقد أنه ليس بكبير على الدول العربيه التي تستثمر في مجالات رياضية وترفيهية بأضعاف هذه المبالغ.

واذا كانت هذه المكاشفة ضرورية فإنها تأتي انطلاقا من أنه لا شيء يعدل أن تفرض رأيك العادل وأن تفرض موقفك العادل تجاه قضية لا تمثل الفلسطينيين وحدهم وإنما هي قضية العرب والمسلمين جميعا.

ويجب أن يعي الجميع ان الدائرة ستدور على الجميع ما دام الضعف والوهن يعتري المجتمع الدولي .. فاذا أضاع العرب هذه الفرصة مرة أخرى دون الخروج بقرارات تثبت للعالم أنهم حاضرون بقوه في هذا المشهد غير المسبوق فإن عليهم ألا يلوموا إلا انفسهم.. وحينها يجب أن يتذكر الجميع المثل القائل “أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

زر الذهاب إلى الأعلى