الفوضى الفكرية المترامية في ساحات الفضاء الإلكتروني
الدكتور عادل عامر
تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي بلا شك في الامن القومي للدول واستقرارها وهو ما دعا العديد من المؤسسات القومية المهتمة بالأمن الي دراستها ووضع الخطط الاستراتيجية للتعامل معها وذلك لان ما يتم نشرة عبر تلك المواقع من اخبار ومعلومات في الغالب ما تكون مفتقدة للصدق والدقة والمهنية وغالبا ما تكون موجهه لتحقيق غايات خاصة،
فعند التركيز في خلفيات مديري هذه المواقع الايديولوجية والفكرية والسياسية نجد ذلك جليا بالإضافة الي ان المحتوي المعلوماتي لهذه المواقع هو من أكثر المعلومات تداولا بين الجمهور وبخاصة الشباب حيث ان هذه المواقع تمكنت من جذب اعداد هائلة من المتصفحين في مدي زمني بسيط متجاوزة بذلك قدرات اجهزة الاعلام التقليدية الأخرى بفارق كبير وهو ما منحها قدرة كبيرة على التأثير في الساحة السياسية واتجاهات الرأي العام
وكذا في بث الافكار والاعتقادات المتطرفة وبخاصة لدي الشباب وهو ما ادي لتغيير سياسي وأمني كبير ومن ثم فقد اصبحت هذه المواقع تستخدم لتهديد امن الدول وزعزعة استقرارها بحسب علماء النفس فان الاتجاه دائما ما يقع بين طرفين متقابلين أحدهما موجب والآخر سالب هما التأييد المطلق والمعارضة المطلقة. ومن هنا نجد أن المنبر الأبرز لعرض وترويج الفكر الذي يدعم الاتجاهات المتشددة
يكون أكثر وضوحا على شبكة الانترنت ويتدرج تكوين ودعم الاتجاهات المتطرفة على مراحل تتضمن ويلاحظ أن الشاب بعد أن يمر بالتغذية الفكرية المركزة سيجد نفسه وقد تغيرت اتجاهاته مدفوعا أو مدعوا للبحث عن المجتمع الفاضل الذي صورته له مواقع الانترنت من خلال نشر الصور والأفلام والوصايا التي تروي بطرق مؤثرة في الشباب الذين شاركوا في الجهاد والكرامات التي حصلت لهم ومقارنتهم بالفاتحين العظام. ويمكن تمييز المرحلة التنفيذية) العملية (لتشكل الاتجاهات المتطرفة ومن ثم الانضمام الفعلي لجماعات التطرف والعنف
على الرغم من ظهور القوانين التي تجرم النشر المؤدي للانحراف والجريمة بكافة صورها وأشكالها، وعلى الرغم من ارتفاع مستوى الضبط الأمني والفني لمحتوى الانترنت في كثير من دول العالم الا أن المشهد الالكتروني ما يزال حافلا بألاف الوثائق والمواقع والمنتديات التي انشئت لترويج للفكر المتطرف واعادة نشر أدبيات الباحثين والمؤلفين الذين يخدمون هذا الاتجاه من القدماء والمعاصرين.
يمكن تحديد أساسيات نجاح الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي بثلاثة خطوات رئيسية يجب اتباعها من قبل القائمين على تلك الحملات وذلك من أجل إطلاق الحملة بطريقة احترافية يمكن من خلالها تحقيق أهداف الحملة التي أطلقت من شأنها
التعبير عن الاحتجاج على ارتفاع تكاليف الزواج الباهظة التي تطلبها بعض الأسر. أن “المبادرة انطلقت في ظل ظهور العادات المجتمعية السلبية التي تزيد من أعباء الشباب، في ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور ومطالبة الشباب بتكاليف صعبة خارجة عن إرادتهم، لتصبح سمعة يتفاخر بها أولياء الأمور أمام الجيران والأقارب، أدى إلى وصول الشباب إلى سن الثلاثين عاماً وزيادة نسبة العنوسة بين الجنسين دون التفكير في الزواج”.
لا يمكن إطلاق أي حملة على مواقع التواصل الاجتماعي دون تحديد الهدف العام للحملة والمنصات التي سوف يتم استهدافها خلال الحملة، وهنا لا بد من الإجابة على خمسة أسئلة رئيسية، وهي على النحو التالي
لماذا نريد إطلاق الحملة: ما هو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال الحملة؟ ماذا نريد من الجمهور الذي سوف يتفاعل معنا على مواقع التواصل الاجتماعي: ما هو مقياس نجاح التفاعل مع الحملة؟ من هو الجمهور المستهدف بالحملة؟ أين يتواجد هذا الجمهور وعلى أية مواقع تواصل اجتماعي؟
كيف سوف يتم استهداف هذا الجمهور: ما هي أفضل الأوقات لإطلاق المحتوي، إلى متي تستمر الحملة، ما هي الأدوات التي سوف نستخدمها؟ ومن خلال الإجابة على تلك الأسئلة يستطيع القائمون على أية حملة تحديد الأهداف بكل دقة ومن ثم تحديد مواقع التواصل الاجتماعي المستهدفة سواء من المنصات أو التطبيقات والتي لا بد أن يتم التعامل معها بشكل يتفق مع طبيعة كل منصة/تطبيق ومستخدميها.
ثانيا: تطوير المحتوى الخاص بكل موقع تواصل اجتماعي مستهدف في الحملة هنا لا بد من مراعاة خصوصية كل موقع مستهدف من ناحية طبيعة المحتوى الملائم للموقع والذي يتم التفاعل معه بشكل أكبر من قبل مستخدميه. كما لا بد من التركيز على المحتوى الغني بالعناصر المرئية مثل الصور والفيديوهات والانفوجرافيكس وغيرها من المرئيات والتي تشير العديد من الدراسات بأنها تحقق تفاعلاً أكبر على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن الجدير ذكره بأنه لدى تطوير المحتوى الخاص بالحملة لا بد من التأكد من أن المحتوى:
يشكل قيمة مضافة للجمهور المستهدف
يحتوي عناصر ابداعية تظهر خصوصية المحتوى وعلاقته بالهدف العام للحملة يمكن من خلاله خلق التفاعل مع الجمهور وأنشاء قنوات حوارية تساهم في انتشار الحملة
ثالثا: تنفيذ الحملة على المواقع المستهدفة ومتابعة الأداء وقياس النتائج
يبدأ عمل القائمين على إطلاق الحملة لحظة وصول المحتوى إلى المنصات المستهدفة، حيث أن نجاح أية حملة سواء كان الهدف منها توعوي، إرشادي، إطلاق منتدى، جمع تبرعات أو أي هدف آخر يكمن في متابعة الحملة أولاً بأول والتفاعل المباشر مع الجمهور المستهدف سواء من خلال الإجابة على أية تعليقات على محتوى الحملة أو أية استفسارات
قد تطرح من قبل الجمهور. ولعل من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل العديد من الحملات هو إغفال القائمين عليها لأهمية التفاعل اللحظي والمراقبة المستمرة لمدى فعالية المحتوى المستخدم في الحملة وخاصة من ناحية مدى تجاوب الجمهور المستهدف مع المحتوى
وتهدف الحملة، إلى تقليص تكلفة الزفاف ككل وليس تحديد المهور التي يحثون الناس على تخفيفها استجابة للوضع «الفائدة تكمن في بيان أن المجتمع بحاجة إلى تعاون، وتقديم تنازلات تعتبر نوعاً ما شكلية من أجل مصلحة وطنية عُليا. فتحصين الشبان والشابات واجب لأنهم عماد الوطن، ومن الضروري تنشئتهم بعيداً من المظاهر
وأحياناً التنازل عنها، لما فيه مصلحة الأجيال القادمة». لان المظاهر صارت من أوائل الأمور التي ينظر الناس إليها، وعندما يبحث الشاب عن فتاة أحلامه وعن الاستقرار الاجتماعي وبناء أسرة تقف في طريقه العوائق عندما يحملون أهل العروس الزوج فوق طاقته مثل المهر المرتفع، وان يكون العرس في الفندق الفلاني فهنا يقوم الشاب وهو مرغم بالاقتراض من البنك. وبلغ عدد الشباب في الفئة العمرية (18-29) سنه في مصر، طبقا لتقديرات السكان لعام 2017، نحو 21.7 مليون نسمة بنسبة 23.6 بالمئة من إجمالي عدد السكان (100 مليون نسمة)، وتتوزع هذه النسبة بواقع 51 بالمئة للذكور و49 بالمئة للإناث.
وسجلت نسبة الذكور غير المتزوجين بمصر في الفئة العمرية ما بين 18 و29 سنة نحو 37.4 بالمئة من إجمالي الذكور المتزوجين مقابل 16.4 بالمئة للإناث في تعداد 2017، وفقا لبيانات الإحصاء المصري.
وحسب أرقام الإحصاء، فإن 23.2 بالمئة من الذكور المطلقين في مصر يقبعون في هذه الفئة العمرية، فيما بلغت نسبة المطلقات من الإناث بنفس الفئة 43.6 بالمئة من إجمالي عدد المطلقات. يبدأ عمل القائمين على إطلاق الحملة لحظة وصول المحتوى إلى المنصات المستهدفة،
حيث أن نجاح أية حملة سواء كان الهدف منها توعوي، إرشادي، إطلاق منتدى، جمع تبرعات أو أي هدف آخر يكمن في متابعة الحملة أولاً بأول والتفاعل المباشر مع الجمهور المستهدف سواء من خلال الإجابة على أية تعليقات على محتوى الحملة أو أية استفسارات قد تطرح من قبل الجمهور. ولعل من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل العديد من الحملات هو إغفال القائمين عليها لأهمية التفاعل اللحظي والمراقبة المستمرة لمدى فعالية المحتوى المستخدم في الحملة وخاصة من ناحية مدى تجاوب الجمهور المستهدف مع المحتوى
ومن الوسائل التي يمكن اتباعها من أجل زيادة انتشار الحملات هو توظيف المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل نشر الحملة وحث متابعيهم على التفاعل معها. إلا أنه لا بد من التأكد من أن المؤثر الذي سوف يتم توظيفه يحقق قيمة إضافية للحملة، وبأن متابعيه هم من الجمهور المستهدف في الحملة وذلك من أجل ضمان تحقيق أهداف الحملة بشكل عام وضمان وصول الحملة لأكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف
وختاما لا بد من الإشارة إلى أن عالم التواصل الاجتماعي هو عالم متغير ومتقلب بدرجة يصعب التنبؤ بها، وهو الأمر الذي قد يؤثر سلباً أو إيجاباً على أية حملة تم الإعداد لها جيداً. إلا أن مراعاة أساسيات نجاح الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي يضمن إلى حد كبير وصول الحملة إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف وتحقيق الهدف العام منها