fbpx
أهم الأخبار

المؤتمرات والمعارض.. هل تعوض خسائر السياحة؟

تقرير – محمد عيد:

خلال أقل من أسبوعين، كانت مدينة شرم الشيخ على موعد مع استضافة مؤتمرين كبيرين، الأول هو منتدى شباب العالم، الذي شارك فيه ما يزيد على ٥ آلاف شخص، والثاني مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، الذي يشارك فيه ما يزيد على ٩ آلاف شخص، من ١٩٦ دولة.

وعلاوة على المكاسب السياسية التي يمكن أن تجنيها مصر من وراء تلك الفعاليات الكبرى، فإن النظرة الاقتصادية لا تقل أهمية.

فسياحة المعارض والمؤتمرات باتت تمثل نشاطا جذابا، تتنافس عليه المقاصد السياحية الدولية والإقليمية، ويمكن لمصر إذا نجحت في بناء منظومة حقيقية لإنعاش هذا النوع من السياحة أن تحقق مكاسب كبرى تعوضها عن الخسائر الكبيرة التي طالت قطاع السياحة على مدى السنوات الماضية.

وتدل الأرقام المعلنة عن حجم سياحة المؤتمرات إقليميا ودوليا على حجم المنافسة الكبيرة في هذا المجال، فسياحة المؤتمرات تشكل أكثر من١٥٪ من السياحة الوافدة إلى أسبانيا التي يتخطى عددها الأربعين مليون سائح سنويا.

وعربيا، تأتي دولة الإمارات في المرتبة الأولى في مجال تنظيم المؤتمرات، وفقا لتقارير منظمة الأيكا، وأظهرت بيانات منظمة السياحة العالمية أن إجمالي عدد السائحين الدوليين في إمارة دبي  وحدها بلغ نحو 15.8 مليون سائح خلال العام 2017، نسبة كبيرة منهم مشاركون في معارض ومؤتمرات، بينما تجاوزت عائدات سياحة المؤتمرات في السعودية 30 مليار ريال خلال العام الماضي.

وتمتاز سياحة المؤتمرات بالعديد من السمات التي تؤهلها لتكون مصدر دخل يمكن التعويل عليه، فهي أولا لا تحتاج إلى تكلفة كبيرة، فغالبا ما تحظى المعارض والمؤتمرات الكبرى برعاية العديد من الشركات والمؤسسات العالمية، ما يوفر تكاليف استضافتها، فضلا عن أن المشاركين في تلك الفعاليات أغلبهم من الشباب ورجال الأعمال.

وهؤلاء من بين فئات السائحين الأكثر إنفاقا، وغالبا لا تقتصر إقامتهم على حضور المؤتمر فقط، بل يكون لديهم اهتمامات بالحصول على خدمات سياحية إضافية، الأمر الذي يمثل دخلا جديدا ليس لفنادق الإقامة وحدها، ولكن لمختلف مقدمي الخدمات في المقاصد السياحية، فضلا عن أن المشاركين في تلك المؤتمرات هم عملاء محتملون يمكن اجتذابهم – إذا ما حظوا بتجربة استضافة مميزة –  لتكرار زيارتهم بعيدا عن العمل.

كما أن سياحة المؤتمرات لا تحتاج إلى إجراءات أمنية مكلفة، فالغالبية العظمى منها تنظم في مقاصد سياحية وداخل منشآت يسهل تأمينها، الأمر الذي  لا يمثل عبئا كبيرا على قوات وأجهزة الأمن.

كل تلك المزايا لا تعني أن الطريق لجذب سياحة المؤتمرات مفروش بالورود، فالتعامل مع الفئات المشاركة في المؤتمرات لا يخضع لمعايير التعامل مع “السائح الفقير” الذي يمثل “السعر” بالنسبة له معيار الاختيار الأول، وربما الوحيد، فالتعامل هنا مع فئة أعلى دخلا وتطلعا لمستوى الخدمة، وهو ما يتطلب تصورا مختلفا لاجتذابهم.

كما أن الأمر يتطلب تيسيرات كبيرة سواء في الحصول على التأشيرات أو موافقات تجهيز المؤتمرات والمعارض، وبناء شبكة فعالة من الخدمات اللوجيستية والسياحية والإدارية، يمكن الاعتماد عليها فعليا في تنظيم فعاليات كبرى.

وإذا ما توافرت تلك المنظومة، إضافة إلى التسويق عالميا، ساعتها يمكن الحديث عن بداية حقيقية لسياحة مؤتمرات مصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى