المعادلة السياسية.. الواقع قبل المنطق

محيي النواوي يكتب…
إنه اللامنطق الذي سيطر على نظريات التفسير.. “المعادلة السياسية.. الواقع قبل المنطق”
إن “المنطق” كما عرفته النظريات الفلسفية بأنه هو “العلم الذي يقوم بالبحث عن القواعد العامة للفكر الصحيح”.. وهو “وسيلة العقل للتعرف على الصواب وتجنب الخطأ”.. وهو “الأمور والأقوال التي يقبلها العقل”.
جميع هذه التعريفات تنطبق على المعادلات الكيميائية والفيزيائية والرياضية.. فجميعها تتبع خطوات المنطق لكي تكون النتيجة النهائية هي نجاح المعادلة وظهور نتائجها.
فالمنطق الذي كان بهذا الحضور والسيطرة على هذه المعادلات.. لم يكن بهذا الحضور في خطوات المعادلة السياسية التي جرى تحضيرها في”مختبر المؤامرات”.
– إن المعادلة السياسية جعلت الواقع قبل المنطق.. جعلت اللامعقول يسيطر على المعقول.. فالواقع الذي فرضته كان واقعً بائسًا.. تحت عنوان “الدمار واللاوجود”.. تم فيه اغتيال الحجر قبل اغتيال البشر.
صدرت لنا المعادلة السياسية مشاهد مروعة ومفزعة للغاية.. بدايًا من الحربين العالميتين مرورًا بالصراع العربي- الإسرائيلي.. وصولًا لهيمنة جماعات متطرفة على دول ونشر القتل والدمار فيها.. وجعلها في اللاوجود.
إن المرء لتأخذه الدهشة عندما يري منحني الهبوط الذي مرت به الدول العربية تحت ما سمي “ثورات الربيع العربي”.
كيف لشعوب أرادت أن تتغير إلى ما هو أفضل.. باتت مشردة لا تجد طعامًا ولا شرابًا.. أتي كل ما هو أفضل للجماعات الإرهابية الذين أهلكوا الحرث والنسل في بلادنا.. أتي الأفضل للغرب في نهب ثرواتنا.. وتجريب أسلحتهم في أراضي بلادنا التي باتت ساحة لسباق التسلح.. باتت أراضي بلادنا مزروعة بالقذائف بدلًا من أن تزرع بالأشجار والورود.. لم يعد في نشرات الإعلام في العالم سوي أنباء الدم وأعداد القتلي.. واللاجئين في كل مكان والفقراء الذين بلا حدود.. وكأنه “موجز أنباء الحزن”.. يالها من مرافقة مذهلة.. وشعور عميق بالخوف والفزع الشديد.
– كان تأملي لتلك المعادلة يشبه الكثبان الرملية المتحركة. كان صادمًا ومفزعًا.. لقد نجح الغرب في تحضير وتنفيذ المعادلة السياسية التي عملت على تكسير وتحطيم الوطن العربي.. وكان المذهل في ذلك أنهم استعانوا بالعرب ذاتهم لتنفيذ خطوات تلك المعادلة منذ القيام بتحضيرها في “مختبر المؤامرات”.
لم يعلم الغرب أن تلك المعادلة المروعة التي قاموا بتحضيرها لم يكن فقط العرب هم من سيحظوا بنتائجها وحدهم.. بل ستمتد وسينال منها العالم قدر ما نال منها العرب.
قد نصبح بين ليلة وضحاها في أجواء حرب عالمية ثالثة.. وما الموقف والوضع إذا ما إندلعت حرب عالمية ثالثة؟…
قد تأملت تلك المشاهد المروعة التي قد تحدث إذا إندلعت الحرب.. مقارنة بالحربين العالميتين الأولي والثانية.. فقد نتج عن تلك الحروب دمارًا مروعًا.. وقتلي وصل عددهم إلي ما يقرب من 10 مليون قتيل في الحرب العالمية الأولي ونحو ما يقرب من 78 مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية.
تساءلت في حيرة ما عدد الضحايا وما هو كم الدمار إذا وقعت الحرب العالمية الثالثة في ظل التطور التكنولوجي.. وسباق التسلح بين الدول؟.. فعندما كانت الأسلحة أقل تطورًا في حقبة الحربين العالميتين كان عدد الضحايا ما يقرب من 90 مليون قتيل!
فماذا اليوم إذا إندلعت الحرب في ظل وجود الصواريخ التي باتت بلا مدي.. وماذا عن الطائرات التي تسطيع أن تختفي من الردارات.. وماذا عن الدبابات.. وماذا عن الغواصات التي تحمل الرؤوس النووية وتطلقها من قاع البحر.. وماذا وماذا؟…..