الملك مبابى.. محطم الأرقام وخليفة الأساطير

كتبت -اية اشرف
أسدل الستار على منافسات كأس العالم لكرة القدم والتى استضافتها قطر على مدار شهر، وكانت من امتع نسخ المونديال فنيا، وإن كان الجميع يرى أن تتويج الارجنتين بالمونديال هو خير ختام أسطورى لمشوار النجم ليونيل ميسى، فإن هذه النسخة أيضا شهدت بزوغ نجم جديد بالرقم 10 طمئن عشاق الساحرة المستديرة على مستقبل الكرة هو النجم الفرنسى كيليان مبابي.
مبابى إبن الـ 23 عاما، الذى ولد بفرنسا لأب كاميروني، وام جزائرية هى المحامية ولاعبة كرة اليد السابقة فايزة العمارى، التى آمنت بموهبة نجلها ووقفت إلى جواره ومازالت تدير كل شئونه حتى أصبح هذا النجم الذى يتحدث عنه العالم أجمع.
ورغم أن المباراة النهائية للمونديال أعطت امبابى أملا كبيرا فى السعادة بتسجيله ثلاثة أهداف خلال اللقاء»هاتريك» لتكون أول ثلاثية فى نهائى كأس العالم منذ أن فعلها السير جيف هيرست فى عام 1966، عندما فازت إنجلترا على ألمانيا الغربية، إلا أن الختام كان حزينا عقب خسارة فرنسا وضياع حلم مبابى بأن ينضم إلى الجوهرة السوداء بيليه ويكون اصغر ثانى لاعب يحقق المونديال مرتين، حيث سبق للأسطورة البرازيلية بيليه أن فعل ذلك وهو يبلغ من العمر 21 عامًا عندما فى عام 1962، ورغم الحسرة تصدر ملك الكرة الجديد كيليان مبابى مبابى صدارة قائمة الهدافين برصيد ثمانية أهداف، وكتب مهاجم باريس سان جيرمان التاريخ أيضًا عندما أصبح أول لاعب يسجل أربعة أهداف فى نهائيات كأس العالم، بعد أن سجل أيضًا فى فوز فرنسا على كرواتيا عام 2018 بمونديال روسيا .
وأصبح مبابى الذى رفع مجموع أهدافه فى المونديال إلى 12 هدفاً، محطمًا الرقم القياسى الذى سجله أوزيبيو، الذى سجل ثمانية أهداف للبرتغال بعمر 24 عامًا و 182 يومًا، ويصبح أصغر لاعب يصل إلى إنجاز التسجيل فى المباراة النهائية بنسختين متتاليتين من المونديال.
وانضم مبابى إلى البرازيليين فافا وبيليه، وبول برايتنر من ألمانيا الغربية، والفرنسى زين الدين زيدان كلاعبين وحيدين سجلوا فى نهائيات كأس العالم عدة مرات.
واختير مبابى أيضا كثانى أفضل لاعب فى البطولة وحصل على الكرة الفضية بالإضافة للحذاء الذهبى كهداف للمونديال.
وغادر مبابى قطر بعد أن اعتلى عرش قلوب عشاق الساحرة المستديرة بموهبته الهائلة، ورغم حزنه لعدم التتويج الا أن إبهاره للجماهير وترسيخ مكانه ومكانته فى قلوبهم جائزة أكبر بكثير أصبحت فى متناوله.
كانت الأرجنتين وليونيل ميسى هما اللذان حققا المجد فى النهاية، لكن مبابى أضاء ملعب لوسيل وشعر لفترة من الوقت أن هذا كان من المفترض أن يكون وقته.
وقال ديدييه ديشان المدير الفنى للمنتخب الفرنسي: «جلبت كيليان من الجناح – لأننى رأيت أننا فى ورطة عميقة.
فى الأساس، لم نكن فى حالة جيدة. من الناحية الجسدية، افتقرنا إلى هذا، لكننا كنا بحاجة إلى العودة إلى اللوحة ومحاولة تغيير شيء ما.ل وتابع :» قلت دائمًا أن كل شيء ممكن، يمكنك التغيير فى غمضة عين وقد فعلنا ذلك. لقد عدنا من بين الأموات، وقمنا بعودة رائعة – للأسف لم يكن ذلك كافياً.
واختتم ديشان:»لقد كانت كأس العالم للأرقام القياسية وترك كيليان بصماته، ولكن للاسف لم تنتهى المباراة النهائية بالطريقة التى كان يود».