fbpx
غير مصنف

الوسادة الخالية

 

سَأُغْمِضُ جَفْنَيَّ يَا غَالِيْةْ
و قُرْبِي وِسَادَتُكِ الخَالِيْةْ

لَعَلِّي أَرَاكِ خَيَالاً بِقُرْبِي
تَنَامِيْنَ كَالزَّهْرَةِ الغَافِيَةْ

و أَمْسَحُ رِفْقاً عَلَى وَجْنَتَيْكِ
فَلا أَخْدِشُ الوَرْدَةَ الزَّاهِيَةْ

تَمُرُّ الأَنَامِلُ فَوْقَ الشِّفَاهِ
لِتَشْفَي مِنْ الوَجْدِ بِالشَّافِيَةْ

و تَخْطُوٍ عَلَى الجِيٍدِ فِي رِقَّةٍ
تُلامِسُهُ لَمْسَةً حَانِيَةْ

و ترْفُلُ في خُصَلٍ كالحرير
ترقُّ بِملْمَسِها لاهِيةْ

سأغمض جفنيَّ لكن سأصحو
لألقى و سادتك الخاليةْ
*

سأغمض جفنيَّ حتى أراكِ
تطيرينَ شدواَ على الرابية

أمتِّع عيني بحسنٍ تجلى
و أطربُ للَّحنِ والغانيةْ

حماماً تفنَّنَ حوماً وغنَّى
حنيناً وحباً بِلا قافيةْ

أراكِ كطيرٍ يطيرُ لأجلي
فأُهْدي لهُ النغمةَ الشاديةْ

وأَشْعرُ وهماً بحبٍ وعزٍّ
و أُطلق للناس أنْغاميه

أنا الحبُّ لا حبَّ بعدي سيأتي
و ما مرَّ قبلي كأياميه
* * *

سأغمض جفنيَّ أُهْديك شِعري
أقولُ ويُغْرِيكِ إلقائيهْ

و أحسبُ أني حظيظٌ لديكِ
و ترضيكِ منيَ ألحانيهْ

فأشْدو و أشْدو لأقْربَ حتَّى
كأنَّكِ نمتِ بأحضانيهْ

فأُصغي لقلبكِ يشكو غراماً
و يشتاقُ للقْبلةِ الهانيهْ

و أرْسُمُها بين عينيكِ حباً
و شوقاً فتَرعشُ أعضائيه

أُحسُّكِ طفتِ بأرجاء جسمي
إلى أن سكنتِ بأحشائيه

* * *

سأغمض جفنيَّ أُصغي خيالاً
لصوتك يشدو بأشعاريهْ

فيزداد شِعري جمالاً وأَنْسى
مع الحبِّ آلامي الداميةْ

و أصْبو وأزْهو وأشْدو و أسْمو
أحلِّق في الغيمة العاليةْ

و أطلقُ لحناً يذيبُ القلوبَ
و تهْفو لهُ المهجةُ القاسية

و تسجعُ باللحن كلُّ الطيورِ
و تصْفو المحيطاتُ كالساقيةْ

و تعبقُ في الأرضِ كلُّ الزهورُ
و ترقصُ أغْصَانُها الحاليةْ

أعلِّلُ نفْسي بآمالِ حبٍ
متى تدركُ النفسُ آماليه ؟؟
* * *

تعليق :
أحبَّ الوسادةَ لمَّا تولتْ
و أَودَعها لوعةً قاسيةْ

كأنَّ الوسادةَ حنَّتْ عليهِ
وما حنَّتِ الغادةُ الجافيةْ

ينامُ عليها وتحْنو عليه
يحسُّ بها الوجنةَ الدانيةْ

يُقبِّلُ كلَّ الزوايا بشوقٍ
و يحْسبُها المنيةَ القاصيةْ

و يُرْقِدُها كلَّ ليلٍ و ينسى الـ
ـتي قد تسلَّت به لاهية

سميرةُ ليلٍ رفيقةُ حلمٍ
أنيسةُ روحٍ هي الخاليةْ
* * * * *

إبراهيم بن يحيى المهدي
#أبوالحسناء

زر الذهاب إلى الأعلى