انهيار ديمقراطية أردوغان عند أول اختبار
صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان للديمقراطية حدود كما كشر عن أنيابه الدكتاتورية عند أول اختبار لم تكن فيه النتائج لصالحه، فها هي اللجنة العليا للانتخابات تنصاع لضغوط أردوغان، وتقرر إعادة الانتخابات في إسطنبول بعد أن أعلنت سابقًا نتائجها النهائية لصالح مرشح المعارضة، وطلبت منه ممارسة مهامه.
وبذلك أسقطت استنبول عمدتها السابق أردوغان مرتين، المرة الأولى في صناديق الاقتراع التي كان يظن أنه وحزبه يضعانها في جيوبهم، أما الثانية فهي كشف عورة سياسة الرئيس، الذي لم يتقبل الصفعة، ولم يتحمل الخسارة، فانقلب على تصريحاته مشككًا بل جازمًا بالتزوير، علمًا أن السلطات المشرفة على العملية الانتخابية كلها تأتمر بأمره.
جنون أردوغان من نتيجة إسطنبول مرده، بحسب متخصصين بالشأن التركي، هلع الرجل من كشف أوراق الفساد التي عمل على طيها خلال السنوات الماضية، والتي أثبتت تقارير دولية ضلوعه وبنيه وأقاربه فيها، وهو من أعلن بطريقة أو بأخرى عن مخاوفه هذه.
مفاعيل قرار اللجنة العليا بإعادة انتخابات إسطنبول لن تمر على المشهد التركي مرور الكرام، فالتظاهرات الرافضة وسط المدينة لم تتأخر، وهو ما ينذر بفوضى قد تزيد من متاعب تركيا الاقتصادية، وبالتأكيد فإن المعارضة التي اصطفت لمواجهة استئثار العدالة والتنمية بالسلطة، ونجحت بإسقاطه في المدن الكبرى، لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا الانقلاب الأردوغاني، خاصة أن الثقة باتت معدومة في نزاهة اللجنة العليا بعدما توضح خنوعها له، وبالتالي فإن النتيجة ستكون حتمًا مفصلة على مقاس الديمقراطية التي تقول للرئيس التركي نعم، فقط نعم، وإلا فإن الحلول أمام أردوغان لا تنتهي، بدءًا من تهمة العلاقة بفتح الله غولن، وليس انتهاء بالسجون بحجة تهديد الأمن القومي للدولة.