بالمواقف وليس بطول السنين ..قصة صورة أربعة أصدقاء في حجرة طبية واحدة

محمد ناصر

أربعة أصدقاء في حجرة طبية واحدة، استلقى اثنان منهما على أريكة واحدة، ونام أحدهم فوق كرسي خشبي، بينما ينام الأخير على سرير طبي منذ أيام، عقب تعرضه لحادث أدى إلى تعرضه لكسور وإجراء عمليات جراحية، لحظة كانت مناسبة ليوثقها عمر عبدالناصر بصورة، وضعها على صفحته الشخصية مرفقا معها كلمة “الأصدقاء” باللغة الإنجليزية، دون أن يدرك أنها ستحدث كل ذلك التفاعل.

مساء الثلاثاء الماضي، كان الـ4 يجلسون سويا، داخل أحد محال “البلاي ستيشن”، وامتد اللعب حتى وقت متأخر من الليل، ثم انصرف الجميع إلى منازلهم، قبل أن يتصل أحمد أشرف بأصدقائه، الذين يعرفهم منذ 6 سنوات، ويخبرهم أنه تعرض لحادث، ولأنه أجرى المكالمة بنفسه، فإن عمر وصديقه لم يتوقعا أن تكون حالة صديقهم الذي تركاه منذ 10 دقائق بذلك السوء.

يضيف عمر: “نعرف بعض من الكلية، كنا بندرس إعلام سوا، وبقالنا 6 سنين صحاب جدا”، الذي اتجه لصديقه سريعا، وهناك عرف أنه سيخوض عددا من العمليات، كما سيقوم بتركيب عددًا من الشرائح والمسامير بعد تعرضه لكسور، وخيطت رأسه بعدة غرز: “وبقينا بنتناوب بعد كده على الجلوس معاه، بنحاول نريح أسرته برضه وميفضلوش طول الوقت موجودين”.

الثالثة صباحا، قبل دقائق من أذان فجر اليوم الثالث للحادث، كان محمد مبارك وأحمد محسن نائمان داخل الحجرة الطبية، التي يستقر فيها أحمد، بينما ظل عمر مستيقظا، فعلى أحدهم أن يظل منتبها طيلة الوقت لصديقهم، قبل أن يفكر في التقاط صورة يوثق بها تلك اللحظات، التي يراها طبيعية بين الأصدقاء: “حطيت الكاميرا على شاشة في الغرفة وظبطتلها توقيت معين وخدت الصورة”.

يعتبر عمر ما حدث مع صديقه ودعمه له مع آخرين أمر طبيعي، يفعله كل الأصدقاء مع بعضهم، لكن توثيقه لذلك بصورة، هو ما أحدث ذلك التفاعل: “الصحاب بيدعموا بعض وبيخلوا بالهم من بعض، بس يمكن عشان الصورة إنسانية ولمست ذكريات لناس مع بعضها خلى ليها تفاعل”.

الوقت الذي يمضيه الأربعة مع بعضهم داخل المستشفى، يمر في أحاديث طويلة، وذكريات مضت بينهم، يتخلله بعض الكلام الجاد وكثير من المزاح: “عشان نهون عليه اللي هو فيه، والحمد لله إنه بقى أحسن”.

نشر عمر الصورة على صفحته، فلاقت آلاف التفاعل، وتمت مشاركتها من على صفحته أكثر من 12 ألف مرة، بينما نشرتها صفحات أخرى، تحت مسميات عدة تتحدث جميعها عن الأصدقاء وعلاقتهم بعضهم البعض، وكان التفاعل يتخطى الآلاف أيضا: “ومكنتش متوقع إنها تعمل ده، وتاني يوم وريت أحمد الصورة وقلتله إنت اتشهرت خلاص وضحكنا”.

أكثر ما يعجب عمر ملتقط الصورة، أن من يروها يدعون لصديقهم ويتمنون له الشفاء، ويتمنون لعلاقتهم الطيبة كذلك أن تستمر، وهو مكسب بحسب الشاب عظيم.