fbpx
تقارير وملفاتثقافة وفن

بعد «أصوات المؤذنين».. «شيرين رضا» مذنبة أم ضحية؟

«هو فين قرار توحيد الآذان؟»، تساؤل وجهته الفنانة شيرين رضا ، صاحبه إهانة لأصوات المؤذنين، من خلال تعبيرات خارجة انتقدت بها هذه الأصوات.

كلماتها وطريقة انتقادها للمؤذنين هزت قلوب الكثير، خاصة في عدم قدرتها على استخدام المعاني الصحيحة، حيث عبرت بأسلوب خاطئ فانهالت عليها الألسنة والإتهامات.

ولكن وسط حالة الانتقاد التي أطلقتها تلك التصريحات، إلا أنها وجدت من فهم مقصدها، فهي لم تهن الآذان بعينه، ولم تعمم كلامها، بل انتقدت صوت بعض المؤذنين، بأسلوب غير لائق.

تغريدة قديمة

وتسبب في إشعال هذا الجدل، «تويتة» عرضتها المذيعة سمر يسري مقدمة برنامج «أنا وأنا» في غير محلها، ذلك البرنامج الترفيهي الذي استضاف الفنانة شيرين، هل تعمدت المذيعة إثارة هذا الجدل بعرضها لتغريدة منذ عدة أشهر، فهذه التغريدة لم تكن بالجديدة على الفنانة شيرين فكتبتها من عدة أشهر، وطالبت بتوحيد صوت الآذان، فلماذا هذه الموجة الآن؟ وكانت هذه التغريدة الشرارة التي أطلقتها المذيعة مقدمة البرنامج لإشعال هذا الجدل، والتي لم تكن وليدة اليوم.

وكانت المذيعة قد قامت بعرض التغريدة القديمة ، وهو ما اضطر شيرين للتعليق عليها، متسائلة: «إيه الغريب؟ كلنا بنقول ده، في أطفال بيصحوا مفزوعين، هو ده أسلوب الصلاة؟ يالا أفزعك علشان تصلي» واسترسلت حديثها بتعبيرات تؤخذ على الفنانة وغير مقبولة، ولكن بررت حديثها قائلة: «في شوارع صغيره بيكون الميكرفون فيها حتى وانتي قافلة الشبابيك تجننك، طيب انت مش محترم كل الناس اللي حواليك دي يا أخي ومعلي الفوليوم أوي كده ليه؟ ده مالوش دعوة بالدين».

ووجهت المذيعة، سؤالا للفنانة شيرين وليست الداعية شيرين بشأن الآذان الموحد، قائلة: «رأيك ليه ما اتنفذش القرار ده؟»، وهنا اختتمت الفنانة شيرين حديثها قائلة: «أنا ماعرفش، أنا مش مسؤولة.. أنا كان نفسي أبقى مسؤولة عن حاجات كتيرة علشان كنت خلتها تتنفذ.. حاجات صغيرة هتساعدنا كلنا في حياتنا بس ليه ما بتتنفذش أنا ما أعرفش؟ مشغولين عننا بإيه؟».

الأوقاف تؤيدها

وحول أحدث تصريحات حول هذه الأزمة، هو تأييد وزارة الأوقاف، والذي أثار دهشة جديدة، حيث أعلن الدكتور جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية تأييده لها، وقال: «إن الوزارة تفهمت كلام الفنانة»، معتبرًا حديثها عن الأذان «غيرة زائدة على الإسلام والدين»، نافيًا وجود أَي تجاوز من جانبها.

وأضاف طايع في تصريحات تلفزيونية أن الوزارة تختار المؤذنين بدقة وعناية ووفق ضوابط وشروط صارمة، بهدف إرضاء المواطنين وتشجيعهم على آداء شعائرهم الدينية، كما أكد أن الأوقاف وضعت شروطًا لإنشاء المساجد والزوايا، أبرزها ألا تقترب الزاوية من المسجد إلا بمسافة أكثر من 500 متر، مشيرًا إلى أنه تم إغلاق ٢٠ ألف زاوية مخالفة في كافة محافظات مصر.

موجة غضب

وهنا نتوقف عند موجة الغضب التي سببتها تصريحات شيرين حول أصوات المؤذنين ووصفتها بـ”الجعير”، حيث انهالت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من الانتقادات والرفض لمثل هذه التصريحات، وشاركت الفنانة أحلام في تلك الموجة الغاضبة، وكتبت عدة تغريدات على موقع «تويتر»: «لو سمحتم الأستاذة الفاشلة تبي صوت موسيقى هادية عشان ما حد يزعجها طال عمرها بس نبي نعرف ايش نوع الموسيقى شرقي ولا غربي، شر البلية ما يضحك، حسبي الله وكفى».

ولم تكتفِ أحلام بذلك بل دخلت في الأمور الشخصية وتطرقت لطلاق رضا من عمرو دياب حيث كتبت في تعليق آخر: «زين سوا فيك عمرو دياب شاتك»، وأضافت أنها تريد ان «تنتفها»، ووصفتها في تعليق آخر بـ«الفاشلة»، وهي تريد موسيقى هادئة حتى لا تنزعج، وختمت: «شر البلية ما يضحك».

الأزهريون يعلقون

وحول آراء شيوخ الأزهر، علق الشيخ إسلام عامر شيخ أزهري، على وصف الفنانة شيرين رضا لصوت بعض المؤذنين بـ «الجعير»، قائلًا: «العيب على وزارة الأوقاف»، مشيرا إلى أن وزارة الأوقاف كان يجب عليها إجراء اختبارات صوت للمؤذنين قبل السماح لهم برفع الأذان، متابعًا «مش وقته نتكلم في الأمور دي، ونثير الجدل بسبب حالة فردية».

ومن جانبه، استنكر الدكتور حذيفة المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، هجوم شيرين على صوت الأذان، قائلًا «كلام خطأ وغير مؤدب في التعامل مع هذه القضية».

وقال «حذيفة» خلال لقائه ببرنامج «عم يتساءلون» تقديم الإعلامي أحمد عبدون المذاع على فضائية «LTC»: «إن الأذان نوعان، الأول: يؤذن الإنسان لنفسه بصوت منخفض ولا يقصد النداء للصلاة، والثانى الأذان لإعلام الناس بدخول وقت العبادة، وهذا النوع في حاجة لاختيار الصوت الحسن لكي يأتي الناس لأداء العبادة».

وأضاف: «أن القاهرة عُرفت منذ القدم ببلد الألف مئذنة، ولم يفزع السائحون من أصوات المؤذنين»، منوهًا بأن هناك أسبابًا أخرى جعلت أعداد السائحين تقل في مصر، والأذان بريء من ذلك.

البرلمان ومعاقبة القانون

وفي أول تحرك برلماني ضد شيرين رضا بسبب أزمة «الأذان»، أعلن النائب هاني مرجان عضو مجلس النواب عن دائرة منشأة ناصر والجمالية، عن تقدمه ببيان عاجل بالبرلمان، بشأن الواقعة، وقال “مرجان”: «إنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام، للتحقيق مع شيرين رضا»، موضحًا أن ما ذكرته «يعاقب عليه القانون».

وأضاف في بيان له الثلاثاء، أن «المؤذن له تكريم وجزاءٌ كبير عند الله، ولا يجوز التهكم عليه وإهانته بهذا الشكل، خاصة وأننا فى دولة اسلامية وبلد الأزهر الشريف، فماذا ننتظر من الدول الغربية التي لا ينتشر فيها الإسلام بشكل كبير».

وتابع عضو مجلس النواب :«المسلمون يغضبون من أى إساءة إلى دينهم في أي بقعة في العالم، فكيف تأتي تلك الفنانة لتُسئ إلى الاسلام بهذا الشكل»، مطالبا باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدها.

لحن السماء

وبعيدا عن الانتقاد والشجب وتخصيص الشخصيات، رفض الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، المساس والاستهتار بكلمات الآذان، مشددًا على عظمة الأذان، قائلا: «الآذان من شعائر الدين ورمز من رموزه، ويجب تعظيمه وتوقيره واحترامه»، مشيرًا إلى أن الأذان نداء لشعيرة وعبادة الصلاة.

وأضاف «الجندي»، خلال حلقة برنامجه «لعلهم يفقهون»، على فضائية «dmc»، أن الآذان شخصية الأمة وكيانها وهويتها، ولحن السماء وشعار الحق، ونداء الخير والفلاح، وإعلاء كلمة الله، ومن أجل ذلك اهتم المسلمون بالأذان وصمموا المآذن، واشترط الرسول -صلى الله عليه وسلم في المؤذن حلاوة الصوت، لأنه رسالة لإعلاء الدين وترقيق القلوب وتهذيب النفوس.

وطالب الداعية الإسلامي، بضرورة أن يكون صوت المؤذن جميلًا، محذرًا من أن الاستهتار بألفاظ وكلمات الأذان هتوصلنا لصورة غير مرغوب فيها».

«ربنا هيحاسبها»

واستمرارا لردود الأفعال ، استنكر الإعلامي عمرو أديب الجدل المثار حول تصريحات شيرين، وسخر أديب خلال برنامجه «كل يوم» على فضائية “أون إي” من الجدل الدائر، قائلا: «عاملين دوشة على الآذان وأكبر جامع بيأذن والأقصى هيتهد».

وتابع: «سيبكم من شيرين رضا، هي مش هتغير البلد، حتى لو غلطت ربنا الي هيحاسبها، بلاش نيجي في الهايفة ونتصدر».

دفاع عملي

ووسط حالة الغضب التي عمت القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن شيرين رضا كان لها من يدافع عنها أيضا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وفي دفاع عملي تداول رواد المواقع مقطع فيديو صغير للإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، انتقد فيه صوت الآذان في الميكروفون . معتبرا أن الميكروفون نقمة.

«اللي قاعد نايم طول النهار ويطلع قبل الفجر بساعة يهبهب.. وناس عاوزة تنام وناس مريضة. الميكروفون أكبر نقمة منيت به الأمة الإسلامية الحديثة، وهى ليست لله فى شئ»، كانت هذه الكلمات رد الشيخ الراحل على سؤال حول رأيه في الصوت العالي للأذان والذي يسببه الميكروفون، وذلك خلال لقاء تلفزيوني له على قناة «أزهري» الفضائية.

مشروع القانون

وأخيرا نتوقف على مشروع قانون الأذان الموحد وأسباب تعطله، حيث قال الدكتور جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف: «إن مشروع القانون تعطل بسبب سرقة بعض الرسيفرات الخاصة بالأذان الموحد سرقت من المساجد عقب ثورة 25 يناير».

وأوضح الشيخ طايع أن وزير الأوقاف سابقًا محمود حمدي زقزوق، هو من أعطى إشارة البدء بتطبيق قانون الأذن الموحد، مؤكدًا أنه قرار صائب.

رفض التوحيد

وفي هذا الشأن، أعرب شكري الجندي وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، عن رفضه لفكرة توحيد الآذان، نظرًا لأن اختلاف الأصوات ووجود مؤذن بكل مسجد يعمل على تحقيق تفاعل بين المؤذن والمصلين في المسجد، وتحقيق ارتياح نفسي عند سماع الآذان بأصوات مختلفة في المساجد.

وقال: «إن اللجنة ستناقش خلال الفترة المقبلة مع وزارة الأوقاف معايير الوزارة لاختيار مقيمي الشعائر»، لافتًا إلى ضرورة عمل دورات تدريبية لبعضهم في كيفية أداء الآذان ومخارج الحروف والمد فيها، مؤكدًا ضرورة تخفيف مكبرات الصوت عند رفع الآذان بالمساجد في كل الأوقات، قائلًا: «الصوت لما بيكون هادي يسبب ارتياح نفسي بخلاف الصوت العالي».

وتابع: «حتى الآن لم يتم إرسال أية مقترحات أو مطالب بتوحيد الآذان ولكن فور إرسالها للبرلمان سيتم مناقشتها بما يتناسب مع الدين الإسلامي وتحقيق الأهداف المرجوة من الآذان منذ الدعوة للإسلام».

بواسطة
منارة جمال
زر الذهاب إلى الأعلى