fbpx
تقارير وملفاتعربي وعالمي

بـ«دوافع اقتصادية» وشعارات سياسية .. إيران تستقبل العام الجديد بانتفاضة شعب

هل ستكون نهاية العام اليوم نهاية أيضا لحكم المرشد؟!!

مع احتفالات العالم برأس السنة وقدوم العام الجديد ، تعيش إيران أجواء ساخنة من الاحتجاجات والتظاهرات، فهل ستكون نهاية العام اليوم نهاية أيضا لحكم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، فبعد ثمان سنوات من آخر تظاهرات شهدتها إيران، تشتعل الساحة السياسية والشعبية بقسوة غير مسبوقة على المرشد ورئيس الجمهورية والحكومة.

هذا الغضب العارم الذي يعم إيران منذ الخميس الماضي، وليد لأعوام طويلة من الثورة الإيرانية، مما أسفر عن وضع اقتصادي صعب يعيشه الشعب الإيراني، وارتفاع في نسب البطالة والتضخم الزائد، وهو الأمر الذي تغفله الحكومة، ويعاني منه الشعب الذي خرج الآن يدعو للإطاحة بالقائد الأعلى ورئيس الجمهورية حسن روحاني، في تظاهرات هي الأعنف منذ الاضطرابات التي استمرت لعدة أشهر في عام 2009، بعد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدى نجاد آنذاك.

وبين المطالب الاقتصادية والسياسية تتباين الرؤية الآن، هل ستخفق التظاهرات وستلبي الحكومة المطالب الاقتصادية، أن أن الوضع فاق الأزمة الاقتصادية، والأزمة في الحقيقة سياسية، وستشهد إيران تغييرا سياسيا شاملا في الفترة القادمة؟!!

المتظاهرون يهتفون

ولليوم الرابع على التوالي، على خروج آلاف المتظاهرين انطلاقا من مدينة مشهد شمال شرق البلاد، وصولا إلى العاصمة طهران والمحافظات الأخرى، وبعد سقوط عدد من القتلى والجرحى خلال تفريق قوات الأمن للمتظاهرين، تتوالى الصرخات والتنديدات ضد الغلاء وسياسات الحكومة الداخلية والخارجية، حيث تستعد 70 مدينة إيرانية للخروج اليوم الأحد، بمظاهرات عارمة، وفقا لما نشره نشطاء مواقع التواصل، حيث تم تحديد زمان ومكان انطلاق المظاهرات.

وتشهد إيران تطورا كبيرا في الأحداث مما يثير الشكوك حول كونها مجرد مطالب اقتصادية ، ففي حين ذكرت وكالة أنباء “تسنيم” التابعة للحرس الثوري، أن هذه الاحتجاجات قامت من أجل مطالب اقتصادية، جاءات شعارات المتظاهرين التي رفعت تؤكد أنها ليست شعارات تخص القضايا الاقتصادية، حيث إن الشعارات التي أطلقت منذ الخميس وحتى أمس تشبه تلك التي كانت تطلق عام 2009 في إشارة إلى احتجاجات الحركة الخضراء، التي استمرت عدة أشهر بعد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدى نجاد آنذاك.

وتأكيدا لهذا أن طلاب جامعة طهران قد رفعوا شعارات ضد الأجنحة السياسية والمسؤولين في البلاد، وتوالت هتافات الطلبة المحتجين قائلين: “لعبة الإصلاحيين – الأصوليين انتهت” وشعار “الموت للديكتاتور”.

تظاهرات السبت

وشهدت العاصمة طهران امس السبت، أكبر مظاهرة في ساحة الثورة وسط البلاد، وهتفوا بشعارات معارضة، ونشر نشطاء في وسائل الإعلام صورا تظهر فض عناصر الأمن لجموع المتظاهرين في المكان، فيما احتشد عشرات الطلاب المتظاهرين أمام المدخل الرئيسي لجامعة طهران وهتفوا: “إصلاحيون ومحافظون انتهى كل شيء”.

وفي محاولة الحكومة للسيطرة على الأوضاع، قررت إغلاق محطات مترو الأنفاق في وسط المدينة لدواع أمنية وللحيلولة دون تدفق مزيد من المحتجين إلى محيط الجامعة.

ورغم التواجد الأمني، قرر المحتجون أن يواصلوا ما بدأوه حتى بعد حلول الظلام، ورفضوا العودة إلى منازلهم، مناشدين أفراد الشرطة بحمايتهم من تصرفات الحكومة، رافعين شعارات مناهضة لرموز النظام ورأسه المرشد الأعلى علي خامنئي، مطالبين برحيلهم، وإخراج قوات الحرس الثوري من سوريا ودول المنطقة.

كما طالب المتظاهرين في شعاراتهم الإلتفات إلى فقر الإيرانيين وأوضاعهم المعيشية المتدهورة، بدل إنفاق ثرواتهم على دعم الإرهاب والحروب في الدول المجاورة .

قتلى وهجوم

وواجهت إيران المظاهرات بأسلوب قمعي وأطلقت القوات الأمنية الإيرانية مساء يوم السبت 30 ديسمبر الرصاص الحي على المتظاهرين في مدينة “دورود” في مقاطعة لورستان وقتلت ثلاثة منهم وأصابت عددا آخر.

وحول ضحايا التظاهرات التي واجتها الحكومة الإيرانية بأسلوب قمعي، سقط 4 قتلى من المتظاهرين بالرصاص الحي، مساء السبت، بينما جرح عدد آخر بنيران الحرس الثوري، الذي هاجم مظاهرة ليلية بمدينة “درود”، الواقعة بمحافظة لورستان وسط إيران، ولم يستسلم المتظاهرون، حيث هاجموا مقرا للحرس الثوري الإيراني في بندر عباس جنوب إيران.

وقام المتظاهرون أيضًا، بتمزيق صور قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذراع العسكري الخارجي للحرس الثوري في مدينة شيراز وهي سادس أكبر مدينة في إيران بعد كل من طهران ومشهد وأصفهان وتبريز وكرج.

أين الحرية ؟!

وفي اتهامات “أمريكية – إيرانية” متبادلة بشأن التظاهرات، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منتصرا للشعب الإيراني، رافضا اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين، حيث غرد على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن العالم كله يشاهد وأن من حق الشعب الإيراني التعبير بحرية عن رأيه في الشوارع».

وهو التعليق الذي رفضته الحكومة الإيرانية، وهاجمته، حيث قالت وزارة الخارجية الإيرانية: « إن الرئيس ترامب والبيت الأبيض يفتقران إلى المصداقية لدرجة أن كلماتهم لا قيمة لها».

تحذيرات حكومية

ومن جانبها ردت وزارة الداخلية على تظاهرات المستمرة منذ الخميس الماضي، وحذر وزير الداخلية الإيرانى عبد الرضا رحمانى فضلى، صباح اليوم الأحد، من أن الحكومة ستتصدى “لمن يستخدمون العنف ويثيرون الفوضى”.

وصرح رحمانى فضلى، للتلفزيون الرسمى: “الذين يخربون الأملاك العامة، ويثيرون الفوضى ويتصرفون بشكل مخالف للقانون سيحاسبون على أفعالهم ويدفعون الثمن، سنتصدى للعنف وللذين يثيرون الخوف والرعب”.

واستمرارا للتصريحات الحكومية المناوئة للواقع، قال المتحدث الاسبق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي: «إن تلك التجمعات تتعلق بالقضايا الاقتصادية والمعيشية»، داعيا المسئولين للاهتمام بذلك كي لا تخرج القضية عن إطارها الرئيسي، معتبرا التجمعات «غير مقلقة من الناحية السياسية».

وحول الجانب الأمني، قال نائب قائد مقر «ثار الله » التابع للحرس الثوري الإيراني العميد اسماعيل كوثري: «إن الأمن مستتب بشكل كامل في مدينة طهران» وأن قوات الشرطة «تسيطر بشكل كامل على أوضاع المدينة وضواحيها».

بواسطة
منارة جمال
زر الذهاب إلى الأعلى