تبدلت الأوراق و تساقطت
بقلم الدكتوره سلوي محمد علي
نحن في حياة بعض فترات .. هذه العبارة أستوقفتني كثيرا ..أجد نفسي أغوص فيها و أسترجع علي مدي سنوات عمري السابقة مواقف و أشخاص و ذكريات مرت متثاقلة تارة و في لمح البصر مرات ، أثقلت مواقفنا مع النفس و مع الآخرين حلاوة الإختيار ، و إن ذلت وتهاوت في بعض الأوقات التي يتقن فيه بعض الأشخاص إختيار الماسك الذي يتلاءم معهم حتي تنخدع في البراءة و في جودة الإتقان .
أقول هذه الكلمات وأنا في ختام العام و أستقبال أخر و قد تساقطت بعض الأسماء مثل أعوامي السابقة و تدافعت و تمركزت أخري بثبات .
لقد برع الزمن في جبرك علي إنتزاع البعض من رحابتك و عفويتك وسماحة قلبك من تلاحق المواقف التي تؤكد سوء الإختيار ، وأصر علي أن تتساقط أوراقه الزائفة ، و تمايلت بعضها قبل أن نصل للمحطة المنتظرة ،و تماسكت أخري رغم الظروف و الأجواء المتلاحقة .
مثلما تراكمت لدينا حصيلة لغوية من مفردات كلمات شائعة أو عميقة المعني أو ترجمة واقعية للأمثال الشعبية الحكيمة التي عاش بها المصري الأصيل ، تشبعت لدينا وتصنفت و تفلترت داخلنا قوائم لكل نفيس وإستبعدت كل رخيص ، و هنا تفيق علي أن المعادلة ليست متوازنة و قلما تجد وسط القوائم الطويلة و الأسماء الرنانة ما يشبهك أو أن يستمر دون تحايل أو تبديل .
أنها الحياة تأتي بألوان مثيرة من التناقضات التي تراها غريبة و تكابر و أنت تبتعد بإرادة أو تقترب بمحبة ، لا لشئ سوي لأنها سنة الحياة في المنح و المنع و الفقد و المد و القرب و البعد و التجاذب و التنافر ، أنها مفردات عشناها و عشنا معها كل ذكرياتنا التي تشكلت بأنامل الآخرين .
و مثلما يغير الشجر أوراقه الذابلة الباهتة في إنطلاقة للتغيير ويزهو و يضئ في ربيع يدوم مع مراعاة كل عوامل الحياة المتداخلة الماء و الهواء و الضوء و الغذاء ، و هو ما نقوم به عندما نراعي علاقاتنا و ننميها لكي تستمر و تمنحها أهم توليفة للنجاح و هي المداومة علي النصح والإهتمام والمحبة و التقدير ، و هنا يسقط من يسقط فخسارته مكسب بعد الأخذ بعوامل الإنجذاب للعقلاء ، و يثبت من يثبت فالله ينجيك و يجنبك الوقوع في براثن الخبثاء .
كاتبة المقال .. كاتبة بالموقع و مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ