أهم الأخبارعربي وعالمي

تركيا تعلن اكتمال خطط الهجوم على سوريا وترامب يهددها

قالت تركيا اليوم الثلاثاء إنها أتمت استعداداتها لعملية عسكرية في شمال شرق سوريا بعدما بدأت الولايات المتحدة في سحب‭‭ ‬‬ بعض قواتها، مما يمهد الطريق لهجوم تركي على القوات التي يقودها الأكراد والمتحالفة مع واشنطن منذ وقت طويل.

كن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر من أنه ”سيدمر ويمحو تماما“ اقتصاد تركيا إذا أقدمت على شيء في سوريا يعتبره ”متجاوزا للحدود“ في أعقاب قراره الذي أعلنه يوم الأحد الماضي بسحب 50 من القوات الخاصة الأمريكية من المنطقة الحدودية.

ومن شأن الانسحاب الأمريكي أن يضعف وضع القوات، التي يقودها الأكراد والتي تعتبر شريكة لواشنطن في سوريا، أمام توغل القوات المسلحة التركية التي تعتبرها جماعة إرهابية بسبب صلتها بمتشددين أكراد يشنون تمردا داخل تركيا منذ عقود.

وقالت وزارة الدفاع التركية على تويتر في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء ”لن تقبل القوات المسلحة التركية أبدا بتأسيس ممر للإرهاب على حدودنا. اكتملت جميع استعداداتنا للعملية“.

وأضافت ”من المهم إقامة منطقة آمنة/ممر سلام للمساهمة في سلام واستقرار منطقتنا وحتى يعيش السوريون حياة آمنة“.

وذكر مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية يوم الاثنين أن تركيا لم تشرع ”حتى الآن“ على ما يبدو في توغلها المتوقع بشمال سوريا.

وقال شاهد من رويترز إنه لم يلحظ من تل أبيض السورية الواقعة عبر الحدود أي نشاط عسكري يوم الثلاثاء قرب بلدة أقجة قلعة الحدودية التركية. ونُشرت مدافع هاورتز خلف سواتر على الأرض على الجانب التركي من الحدود وكانت موجهة صوب سوريا.

وقال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية أخلت نقطتي مراقبة في مدينتي تل أبيض ورأس العين السوريتين امس الاثنين.

ويهدف تحذير ترامب على ما يبدو إلى إرضاء منتقديه الذين اتهموه بالتخلي عن الأكراد السوريين من خلال سحب القوات الأمريكية. وشارك في الانتقادات زعماء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري ومن مجلسي الكونجرس ومن بينهم السناتور الجمهوري ميتش مكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ.

وقال ترامب على تويتر ”أكرر ما أكدته من قبل، أنه إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره بحكمتي البالغة التي لا تضاهى متجاوزا للحدود فسأدمر الاقتصاد التركي وأمحوه تماما (لقد فعلت ذلك من قبل)“.

قوبلت تعليقات ترامب برد فعل غاضب في تركيا حتى من ساسة منتمين لأحزاب معارضة مثل زعيمة حزب الخير ميرال أكشينار التي قالت إنه يجب تنحية السياسات المحلية جانبا في مثل هذا اليوم.

وقالت أكشينار لأعضاء البرلمان المنتمين لحزبها، في كلمة داخل مقر البرلمان، ”تهديد اقتصاد تركيا كارثة دبلوماسية… اليوم يوجد حزب واحد فقط وهو علمنا (التركي) الأحمر“.

وأضافت ”أفضل رد على هذه الوقاحة هو الذهاب إلى شرقي الفرات وقطع ممر الإرهاب“.

ونددت القوات التي يقودها أكراد، وكانت أهم شريك لواشنطن في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، بالتحول الكبير المفاجئ في السياسة الأمريكية وقالت إنه مَثّل لها ”طعنا بالظهر“.

وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية ”لا تزال الحشود التركية على الحدود مستمرة. ولدينا بعض المعلومات التي تشير إلى أن الدولة التركية جلبت بعض فصائل (المعارضة) من الجيش الحر من جرابلس وإعزاز وعفرين إلى الحدود. وهذه التحركات تدل على هجوم وشيك، ونحن نتوقع حدوث هجوم في وقت قريب“.

وأضاف بالي لرويترز ”طبعا ثمة تحضيرات لنا على طول الحدود مع الدولة التركية، وقواتنا في حالة الجاهزية“.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين إن واشنطن تتوقع من تركيا تولي المسؤولية عن سجناء تنظيم الدولة الإسلامية إذا سيطرت أنقرة خلال توغلها المرتقب في شمال شرق سوريا على مناطق احتجاز المتشددين.

ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على منشآت الاحتجاز.

وقال حامي أقصوي المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية مساء الاثنين إن بلاده لها حق أصيل في اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية أمنها القومي في مواجهة تهديدات الإرهاب القادمة من سوريا.

وأضاف في بيان مكتوب ”تركيا مصممة على تطهير شرقي الفرات من الإرهابيين وحماية أمنها وبقائها في الوقت الذي تقيم فيه منطقة آمنة بهدف تحقيق السلام والاستقرار“.

وقالت روسيا، أقوى حليف أجنبي للرئيس السوري بشار الأسد، إنها لم تُبلغ مسبقا سواء من الولايات المتحدة أو روسيا بأي ترتيبات توصلتا إليها بشأن خطط لسحب قوات أمريكية من شمال شرق سوريا، مضيفة أنها تتابع الوضع ”عن كثب شديد“.

كما عبرت إيران، وهي حليف آخر للأسد، عن معارضتها لأي عملية عسكرية تركية في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان ”حدوث ذلك لن ينهي المخاوف الأمنية التركية كما سيؤدي إلى ضرر مادي وبشري واسع النطاق“.

ويقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعتزم إعادة توطين مليوني لاجئ في شمال سوريا. وذكرت وسائل إعلام تركية أن مسودة خطة إعادة التوطين تشمل مشروعا إنشائيا بتكلفة 151 مليار ليرة (26 مليار دولار). وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين عبر الهاتف إن الجنود الأمريكيين الخمسين الموجودين في المنطقة التي تستهدفها تركيا سينتشرون في أماكن أخرى في سوريا ”حيث لا يكونون في مرمى النيران“. وللولايات المتحدة نحو ألف جندي في سوريا.

ويشوب التوتر علاقات أنقرة مع واشنطن منذ وقت طويل بسبب قضايا منها السياسة إزاء سوريا وشراء تركيا لمنظومة دفاع صاروخي روسية.

بواسطة
منة الوزير
المصدر
رويترز
زر الذهاب إلى الأعلى