«تناقضات» مندوبة أمريكا بالأمم المتحدة تكشف عن نوايا «العم سام»
«هايلي»: مشروع القرار المصري يعيق السلام.. والمستوطنات تقرب بين فلسطين والاحتلال!
وقعت مندوبة أمريكا الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، في عدد كبير من التناقضات خلال خطابها أمس، في مجلس الأمن لمناقشة مشروع القرار المصري الذي يطالب بإلغاء أي قرارات احادية تتعلق بوضع القدس.
وكان من الواضح عزم النية لاستخدام «الفيتو» الأمريكي دون أعطاء أي فرصة للنقاش، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق «الفيتو» أمام مجلس الأمن الدولي أمس، ضد مشروع قرار طرحته مصر ، يدعو إلى إلغاء أي قرارات أحادية تتعلق بوضع مدينة القدس.
ودعمت 14 دولة الأعضاء في مجلس الأمن مسودة القرار، التي دعت إلى الامتناع عن نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى القدس، في مقابل استخدام نيكي هايلي مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة للفيتو، وهو ما يبطل القرار .
مشروع القرار المصري يعيق السلام
بدأت مندوبة أمريكا خطابها بأنها لن تتردد في استخدام «الفيتو» الأمريكي، وأنه الخيار الأول، ولن تفتح مجال للنقاش، فالخطة الأمريكية مدروسة بعناية، وعضوية الولايات المتحدة الدائمة جعلت لها اليد العليا في قرارات مجلس الأمن.
أكدت نيكي هايلي، أن مشروع القرار المصري الذي يطالب بإلغاء أي قرارات احادية تتعلق بوضع القدس، يعيق عملية السلام في المنطقة.
انتقدت نيكي هيلي الوضع القانوني للمدينة القديمة، الوضع الذي أقره مجلس الأمن بالأجماع، ورأت أن الأصرار عليه هو أعاقة لعملية السلام.
تحيزت الولايات المتحدة لحليفتها المدللة في المنطقة، واختارت أن تسن قوانين جديدة خاصة لها، في سابقة ليست الأولى على أمريكا التي تسن قوانينها بالقوة، وتلغي أخرياتها بزعم «السلام».
بناء المستوطنات يقرب بين فلسطين والاحتلال
تستمر نيكي هايلي في التلفظ بالكلمات الغير متزنة، والتي تدل على غياب العقل الأمريكي في حضرة الكيان الصهيوني، ففي سابقة غريبة تصر هايلي على التأكيد أن بناء المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين يكمل عملية السلام في المنطقة، ويجعل القادة في فلسطين والاحتلال «يجلسون على طاولة الحوار مرة أخرى».
قالت هايلي، إن بناء المستوطنات كان أمر مرفوض في السابق، مشيرة إلى رفض الولايات المتحدة نفسها الأمر، ودعت لوقف الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين، ولكن اكتشفت -على حد وصفها- توقف السلطات الفلسطينية بعدها عن محادثات السلام مع الجانب الإسرائيلي.
ولهذه الأسباب الواهية، أكدت هايلي أنها معترضة على القرار رقم 2334 وهو قرار تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 ديسمبر 2016، حث على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ونص القرار على مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وعدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967.
وأشارت إلى أن تأييد القرار رقم 2334 أعطى السماحية للسلطات الفلسطينية لتجاهل عمليات السلام -على حد وصفها-، مضيفة إلى إكسابهم نوع من الشجاعة لتجاهل المفاوضات في المستقبل.
التحيز الأممي ضد «الاحتلال».. والعطف الأمريكي
استخدمت هايلي استراتيجية هجومية على قرارات مجلس الأمن السابقة بشأن الاحتلال الإسرائيلي، وفي جمل متكررة استخدمت المندوبة الأمريكية في أكثر من مناسبة أن الامم المتحدة متحيزة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
يبدو من استخدام الولايات المتحدة الفيتو الأمريكي 43 مرة لصالح الاحتلال الإسرائيلي منذ 1967 حتى أمس، أن أمريكا هي التي تنحاز وبقوة للجانب الصهيوني.