fbpx
أكتب

جماداً يَسّْتقَي منا روحاً

عندما تمنح الأشياء نوراً من أنوار روحك
… شغلتني هذه العلاقات الخاصة بيننا كبشر و بين الاشياء الصامتة من حولنا … الصامتة شكلاً ، و المتحدثة بثرثرة كيانا و موضوعا …
ألا يحدث ان تتلطف مع بعض الاشياء …
و تترقق في معاملة الجماد …
يحدث ان تداعب أناملك فنجان قهوتك … أو أن تنصت لهذا الحوار بين القلم و ورقة بيضاء …
و أن تبتسم لهاتفك المحمول كثيييرا … عند رؤية صورة شخص او قراءة رسالة …
و يحدث أن تضع أسرارك بين صفحات كتاب تقرأه …
يحدث أن تفتح دولابك فتقيم حوارا بسيناريو محكم بينك و بين شخصيات ملابسك …
و يحدث أن ترتبط روحيا بمكان … و مقعد … و مشروب … و شارع … و تاريخ … و أغنية …و لوحة …
يحدث أن تشاركك سيارتك لحظات لا تنسى من حياتك … كذلك زجاجات عطرك المفضل …
يحدث ان ترتبط نفسيا بطبق معين و كوبا له ذكرى خاصة …
ألا تداعب أناملك برفق مفاتيحك وهي سجينة الميدالية التي تعكس شخصيتك …
الا تحتوي براحتيك عجلة القيادة و تشعر بمدى ارتباطك بها …
الا تضحك و انت تلقى الصباح على مرآتك اللامعة …
و ماذا عن علاقة الفنان بفرشاته و علب الوانه و لوحاته … حتى تلك العلاقة المميزة بين النحات و احجاره و ادواته … علاقة تنصهر فيها القوة و الصلابة على توهج الإحساس و الإبداع
و عن علاقة العالم بمعمله و ادواته و مكونات تجاربه ، و التي قد يقضي معها ثلثي عمره ، او يزيد
و عن علاقة الجراح بمشرطه و تلك الحوارات و النقاشات الدقيقة جدا بينهما التي تسفر عن إنقاذ نفس بشرية أحيانا …
و عن علاقة المصور بكاميراته و احساسه بها ، يمنحها نورا من عينه ، لتضيئ له مشاهد الكون على اتساعه …..
و مهندس الصوت بأدواته و سماعاته و بث ذبذبات من خلجات نفسه لها ، و إعادة صياغتها و تجربتها ، …
علاقة العازف بآلته الموسيقية ، و علاقة لاعب الكرة بالساحرة المستديرة …
علاقتي الخاصة جدا بالقلم و الورق و الميكروفون … ارتباط قوى بدرجة عشق لا نهاية له و لا توقف …
و ما اكثر هذه الاشياء التي تظل ترافقنا و نقيم معها علاقات من نوع خاص جدااا …

بواسطة
هناء عوض
زر الذهاب إلى الأعلى