fbpx
الرأي

حرية الرأى والتعبير عبر الفيس إلى أين ؟! .

الكاتب الصحفى
محمود الشاذلى
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
نائب بملجس الشعب السابق “حزب الوفد”

 

 

كشف التعاطى مع وباء فيرس كورونا ، وهذا الجدل الدائر الذى خلف مأساه إنسانيه تمثلت فى رفض أهالى إحدى القرى بالدقهليه دفن الطبيبة الشهيده تأثرا بهذا الشحن السلبى الغير مسبوق عبر الفيس بوك بلا وعى حتى أصبح وبالا على مصر العظيمه أهلا ووطنا وشعبا ، بل إن هذا الفيس بوك بات يهدد السلم الإجتماعى بعد أن أصبح بلا ضوابط يتصدر مشهده عديمى الخبره الذين يفتقدون للحكمه ، وبات هؤلاء يتحكمون فى صفحات عديده إنطلاقا من هوى شخصى دون إدراك منهم بخطورة هذا الإستخدام البغيض الذى يرسخ للسلبيه ، ويدعو إلى الإحباط حتى بات جميع العقلاء يطالبون الأجهزه بالتدخل لضبط الإيقاع وحماية الوطن من الصراعات التى تدفع للإنهيار وليس للتنميه والبناء .
القضيه جد خطيره الأمر الذى يجعلنى ككاتب متخصص قضى أكثر من نصف عمره فى بلاط صاحبة الجلاله ومازلت بفضل الله وكذلك ينتمى إلى الليبراليه فكرا مدنيا حيث ” الوفد ” فى زمن الشموخ أن أدق ناقوس الخطر وأطرح للمناقشه تلك القضيه معرجا على ماأراه من حتمية فرض الإحترام سلوكا ، والموضوعيه وجودا على القائمين بشأن تلك الصفحات ، أو ردعهم بالقانون رافضا أن تكون حرية الرأى والتعبير على هذا النحو البغيض ، بل لتذهب تلك الحريه إلى الجحيم إذا كانت ستضر بالوطن وتعمل على تفسخ أوصاله .
قولا واحدا .. يتنامى السخف فى المجتمع المصرى فى القلب منه مجتمع بلدتى بسيون ، تأثرا بتزايد الإنحطاط عبر الصفحات التى تم ويتم تدشينها عبر الفيس بوك من بعض منعدمى الفهم ، قليلى الخبره ، والتى تتناول كل شئون الحياه كيانات وأفراد ، والتى وصل تزكية التجاوزات فى التناول بتلك الصفحات مرحله خطيره حيث يتم تدشين صفحات وهميه الغرض منها تصفية الحسابات بين الأشخاص خاصة بين أنصار نواب ، وأنصار أشخاص محتمل ترشحهم نظرا لإقتراب الإستحقاق الإنتخابى الأمر الذى إستلزم معه ضرورة الإنتباه ، وحتمية المواجهة ، البعض ينفعل متألما ويكتفى بعمل بلوك لكل متجاوز طاله بأذى لفظى ، والبعض يصمت ، وآخرين متفرجين ، وقليل هم الذين يتقدمون ببلاغات رسميه ويحصلون على أحكام قضائيه خاصة بعد وصول أجهزه متطوره بمباحث النت تكشف الأشخاص مجهولى الهويه القائمين على تلك الصفحات ، بل يتم تحديد مكان إقامتهم ، وبين الصمت وسيف القانون وتألم الكرام باتت تلك القضيه جديره بالمناقشه بغية التحليل والوصول لرؤيه موضوعيه فى هذه القضيه .
فجرت هذه القضيه الجوهريه التى أعتبر أنها تتعلق بحرية الرأى والتعبير أهمية أن يكون محور النقاش حقيقى وجاد للوصول إلى تصور يقضى على تلك المهزله التى تتنامى وتيرتها فى كل مصر بلدان ومجتمع أتابع جانبا منه فى بلدتى بسيون ، خاصة وأننى أعتبرحرية الرأى والتعبير حق إنسانى مقرر وأساس تقدم الأمم ونهضة الشعوب ، كما أن النقد حق وواجب لتصويب الخلل ومحاصرة الفساد ، ولولا النقد لتعاظم هذا الفساد وإنهارت الأخلاق ، ووقع المجتمع فى براثن الخطايا ، لكن يبقى أن النقد المباح والمقرر يجب أن يتسم بالموضوعيه والإحترام والحجه والبيان وليس الإسفاف والتطاول والتجريح والإدعاءات الكاذبه ، أو يكون منطلقا لإهانة المواطن والشخصيات العامه والمسئولين هكذا تربيت وتعلمت فى مدرسة ” الوفد ” السياسيه والصحفيه فى زمن الشموخ ، على يد عظماء السياسه والصحافه فى مصر وكذلك نائبا وفديا بمجلس الشعب .
كان أستاذى العظيم مصطفى شردى ينبهنا كثيرا فى محاوله منه لضبط تهور أقلامنا كشباب نملك قلما هو كالسيف أن يكون منطلق النقد حقائق ووقائع مدعمه بالمستندات أو مقرونه بشهود ووقائع لترسيخ المصداقيه وإحتراما لمن يطالهم النقد لأنهم فى النهايه بشر ولهم أسر وأبناء لايجب أن نحقر منهم أمامهم .
أصبحت كثير الإنزعاج مما ألمسه من نقد لشخصيات عامه أو مسئولين أو نواب طالنى بعض رزازه نائبا بالبرلمان ، وشخصيه عامه وكأن هؤلاء قدرهم أنهم يتحملون المسئوليه فيتعين شتمهم وسبهم والإدعاء عليهم بالباطل بلا أى سند ، بالإضافه إلى التحقير من شأنهم من خلال سرد وقائع لو صحت فإن رجمهم يكون حقا مستحقا ، ونبذهم فى المجتمع يكون واجبا محتما الأمر الذى جعل تلك الفئات يكرهون تحمل المسئوليه ويعتذرون إما عنها أو الإستمرار فيها فيضيع على الوطن عطاء خبرات حقيقيه .
هؤلاء جميعا يكونوا أمام خيارين كلاهما مر إما تحمل السخافات والإدعاءات ودفع جزءا من عرضهم ضريبه فى العمل العام ويحتسبون الأجر والثواب عند رب العالمين الذين يشكون له سبحانه هؤلاء المتنطعين فيتهمون بالضعف عن المواجهة والزود عن أنفسهم ، وإذا إتخذوا إجراءا قانونيا هو حق طبيعى لهم وذلك عبر مباحث النت الذين يعد ضباطها تاجا على رأس الوطن كل الوطن لأنهم منوط بهم حماية الأخلاق والمجتمع من الدمار فيحاكم البعض منهم وقد يكون العقاب صدور حكما قضائيا بالسجن بالتالى يوجه لهؤلاء لوما شديدا كيف لهم أن يتقدموا ببلاغات ويحبسون الناس دون أن يكلف المنتقدون أنفسهم عناء التصدى للمتجاوزين وردعهم .
يتعين وفورا إنطلاقا من الواجب الوطنى والحفاظ على ماتبقى من قيم ومبادىء وأخلاقيات بالمجتمع أن يغادر كل الكرام تلك الصفحات على الفيس بوك والتى باتت منصات لإطلاق الشتائم وبث الشائعات ، وعمل بلوك للقائمين عليها ، كما يتعين على الأجهزه الأمنيه أن تتدخل وبسرعه لضبط الإيقاع بتلك الصفحات ومحاسبة مروجى الفتن ، ومتبنى السخافات والشتائم قبل أن تنتقل المواجهات من تلك الصفحات إلى الحياه المجتمعيه فيتحول الأمر إلى حرب شوارع .
تلك قضيه محوريه يجب أن يتناولها علماء النفس وأساتذة علم الإجتماع بالدراسه والتحليل ، وتكون محور مناقشات العقلاء والشباب أملا فى إستعادة الشكل الحضارى لشموخ وعظمة المصريين فى القلب منهم بلدتى بسيون . هذا ماعندى بشأن تلك القضيه الخطيره وذاك رؤيتى وتلك قناعاتى التى أتمسك بها تمسكى بالقيم والمبادىء والأخلاقيات .
زر الذهاب إلى الأعلى