fbpx
الرأيالعالم

حسين شبكشي يكتب : تحية إلى مسيحيي العالم!

احتفل العالم في الأيام الماضية بميلاد السيد المسيح عليه السلام. في التاريخين: 24 ديسمبر (كانون الأول) بحسب التقويم الغربي، و7 يناير (كانون الثاني) بحسب التقويم الشرقي، وتبادل الكثيرون من أبناء العالم العربي تحديداً الآراء والفتاوى التي تتحدث عن جواز التهنئة بميلاد المسيح أو لا. واسترجعت شخصياً ما قرأت ونشأت عليه فيما يخص العلاقة مع الآخر المسيحي، عرفت عن مقام عظيم للسيد المسيح في القرآن الكريم وأن يوم مولده سلام عليه كما تقول الآية الكريمة (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)، وعرفت أن والدته السيدة مريم عليها السلام لها مكانة استثنائية وهي وحدها دون كل النساء التي سميت سورة عظيمة من سور القرآن باسمها، وهي من اصطفاها الله عز وجل على نساء العالمين، وعرفت أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حاور وأكرم نصارى نجران في مسجده بالمدينة المنورة وتزوج من ماريا القبطية، وأوصى المسلمين بأقباط مصر وأرسل حفنة من أوائل المسلمين الذين آمنوا برسالته إلى الحبشة في هجرة أولى عند ملك مسيحي عظيم هو النجاشي واصفاً إياه بأنه ملك لا يظلم عنده أحد. وحزن الرسول صلى الله عليه وسلم لوفاته. وهناك شخصيات مسيحية كريمة أشير إليها بالخير في سيرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، مثل الراهب بحيرى في بصرى الشام وورقة بن نوفل.

سعودياً عرفت نماذج عاشرتها أو سمعت عنها من المسيحيين كانت لهم بصمات عظيمة في تاريخ البلاد ويحسب لها الفضل. فمن ينسى دور ماكس ستينكي الجيولوجي الأميركي الأسطورة الذي اكتشف النفط في السعودية، والطبيبة الألمانية غيرهارد التي كانت لديها استثناء بالإذن لها بقيادة السيارة لعلاج الأسر في جدة، والخواجة يني القبرصي اليوناني هو وابنته صاحبا أشهر بقالة وقتها التي كانت نافذة الناس على ما لذ وطاب من أطعمة العالم وكان وقتها بمثابة المستثمر الأجنبي الأشهر، وجميل البارودي المسيحي اللبناني الذي كان سفير المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة وكان من أهم وأنبل الدبلوماسيين. هذه مجرد عينة ونماذج من مئات الأمثلة الكريمة لمن عملوا وعاشوا في السعودية من المسيحيين وخدموا البلاد بشكل جيد، هذا دون إغفال أن هناك أعداداً أخرى من الأمهات المسيحيات لمواطنين سعوديين تزوج آباؤهم منهن وأنجبوا الذرية.

هذه هي الحقائق التي يجب أن نتذكرها ونحن نتحدث في جواز التهنئة من عدمه. نحن نهنئ لنشارك الناس فرحتهم عملاً بإفشاء السلام، السلام الذي فيه احترام وتقدير ومراعاة للمشاعر بعيداً عن بث روح الكراهية والعداء والبغضاء. هذا ما أعرف وهذا ما أفهم وهذا ما يربيه ويعززه في ديني.

تحية من السعودية لمسيحيي العالم بمناسبة ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وكل عام والعالم بخير وسلام ووئام. جسور تمد بالخير خير من فجوات تحفر للغير بسوء ظن وقصر فهم. وكم من جسور أتت بخير وكم من فجوات كانت أسباب خراب.

نقلا عن صحيفة الحياة

زر الذهاب إلى الأعلى