fbpx
دنيا ودين

حكم جمع الصلاة ‎

يُقصد بالجمع بين الصلوات أن يصلّي المسلم صلاتي الظهر والعصر في وقت واحد، أو أنّ يصلّي المغرب والعشاء في وقت واحد، فإن صلّاهما في وقت الأولى منهما كان جمعَ تقديم، وإن صلّاهما في وقت الثّانية منهما كان جمع تأخير وأجمع العلماء على جواز الجمع بين الصلوات للحاجّ في عرفة ومزدلفة، واختلفوا فيه في غير هاتين الحالتين، وجمهور العلماء على جواز ذلك إذا حصلت أعذاره وأسبابه، وذلك لثبوت جمع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للصلاة في غير عرفة ومزدلفة، وأعذار الجمع تشمل العديد من الأمور بيانها فيما يأتي:
 يجوز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم للحاجّ في عرفة، ويجوز له كذلك الجمع بين المغرب والعشاء بعد الإفاضة من عرفة لثبوت ذلك عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
يجوز الجمع كذلك للمسافر عند الشافعيّة والمالكيّة والحنابلة، فله أن يجمع بين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير، وذلك لثبوت فعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لذلك.
يجوز الجمع في حال المرض أيضاً، ويكون ذلك في الظهر والعصر أو المغرب والعشاء، جمع تقديم أو تأخير، إلّا أنّ المالكيّة لم يجوّزوا ذلك إلّا أن يكون جمع تقديم، وذهب الحنفيّة وفي المشهور عن مذهب الشافعيّة إلى عدم جواز الجمع لعذر المرض لعدم ثبوت فعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك في مرضه.
يجوز الجمع عند نزول المطر أو البرد، ورأى المالكيّة أنّه جائز بين المغرب والعشاء تقديماً فقط، وعند الحنابلة هو جائز بين المغرب والعشاء بالتقديم أو التأخير، أمّا الشافعيّة فيجوزونه بين المغرب والعشاء وبين الظهر والعصر أيضاً إلّا أنّهم يجوّزونه تقديماً فقط، كما أجاز الحنابلة والمالكيّة الجمع في الوحل أيضاً. يجوز الجمع عند الخوف عند الحنابلة وبعض الشافعيّة وفي رواية عن المالكيّة كذلك، ويكون الجواز فيه بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء تقديماً أو تأخيراً.
الجمع عند وجود عذر غير الأعذار السابقة عند الحنابلة وبعض الفقهاء الآخرين، واشترط بعضهم ألّا يُتخذ الجمع عادة، ومثل ذلك العذر: انشغال الطبيب بغرفة العمليات في وقت الصلاة. تجدر الإشارة إلى أنّ الحنفيّة لم يجيزوا الجمع لا لمرض ولا لسفر ولا لغيره من الأعذار، إلّا أنّ قولهم هذا مخالف للأدلة الثابتة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من قيامه بالجمع في عدّة مواضع من سيرته الحنيفة
بواسطة
نهي الزيني
زر الذهاب إلى الأعلى