الأخبار

حلوى المولد تتحدى الغلاء.. 15% زيادة في الإنتاج هذا العام

مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، تشهد الأسواق المصرية حالة من النشاط الاستثنائي، إذ تتزين المحلات والسلاسل التجارية والمجمعات الاستهلاكية بتشكيلات واسعة من الحلوى التي اعتاد المصريون على اقتنائها كجزء أصيل من طقوس الاحتفال.

وقد تنوعت العروض هذا العام بين العلب السادة والعلب الفاخرة الممزوجة بالمكسرات، لتلبي مختلف الشرائح الاجتماعية، وسط منافسة قوية بين المصانع والقطاع الخاص، ومشاركة حكومية تهدف إلى طرح منتجات بأسعار تنافسية.

أسعار الحلوى وتدرجات الأوزان
شهدت أسعار حلوى المولد لهذا الموسم تفاوتًا ملحوظًا حسب النوع والجودة. فقد سجلت أسعار الحلوى السادة نحو 120 جنيهًا للكيلو، فيما تراوحت أسعار العلب الفاخرة (لوكس) بين 145 جنيهًا للكيلو وصولًا إلى 850 جنيهًا للعلبة وزن 5 كيلوجرامات، مع تدرجات للأوزان الأخرى بين 2 و3 و4 كجم بأسعار تبدأ من 290 وحتى 700 جنيه.

أما العلب الفاخرة بالمكسرات – التي تحتوي على خامات مستوردة مثل البندق والفستق – فقد وصلت أسعارها إلى مستويات أعلى، حيث بلغ سعر علبة وزن 2 كجم نحو 450 جنيهًا، و3 كجم 675 جنيهًا، فيما ارتفع سعر العلبة الفاخرة وزن 5 كجم إلى 1100 جنيه.

زيادة في الإنتاج وتحديات الخامات
أكد خبراء الصناعات الغذائية أن موسم المولد النبوي يمثل ذروة النشاط لقطاع الحلويات، إذ يتم وضع خطط إنتاج خاصة تبدأ من تدبير العمالة الموسمية وصولًا إلى توفير الخامات النادرة غير المتداولة طوال العام.

وقد استهدفت خطة الإنتاج هذا العام زيادة بنسبة 15٪ عن العام الماضي، استنادًا إلى دراسات دقيقة لحجم السوق وطلبيات المبيعات. إلا أن التحدي الأكبر أمام المصانع لا يقتصر على زيادة المعروض، بل يتعلّق بضمان عدم ارتجاع البضاعة، وهو ما يدفع المنتجين إلى العمل وفق خطط يومية مرنة تعتمد على متابعة حركة الطلب وضبط التوازن مع الكميات المعروضة.

في المقابل، شهدت أسعار الخامات تقلبات واضحة، إذ ارتفعت بعض الأصناف بنسب وصلت إلى 60٪ مثل جوز الهند الذي يعاني نقصًا في الكميات وضعفًا في الجودة، ما دفع المنتجين للبحث عن مصادر بديلة عالمية. كما واجه الفول السوداني والبندق تحديات تتعلق بمواسم الإنتاج في الخارج، ما اضطر المصانع للاعتماد على المخزون السابق لتغطية الطلب.

دور الحكومة في توفير منتجات بأسعار مناسبة
وفي إطار دعم الأسر المصرية، تشارك وزارة التموين عبر الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى في طرح كميات من حلوى المولد بأسعار تنافسية، حيث تم توفير نحو 25 طنًا من المنتجات هذا الموسم.

وأوضحت الوزارة أن المواطنين يمكنهم شراء الحلوى عبر فارق نقاط الخبز المدعوم، بما يتيح الحصول على مستلزمات الاحتفال بتكلفة أقل. وأشارت إلى أن حجم الإنتاج المستهدف للشركة يتراوح بين 25 و30 طنًا، مع الاستعداد لزيادة المعروض في حال ارتفاع معدلات الإقبال، بما يضمن تلبية احتياجات جميع الفئات وبجودة مناسبة.

إرشادات المستهلك قبل الشراء
من جانبه، أصدر جهاز حماية المستهلك مجموعة من الإرشادات لضمان شراء حلوى آمنة وصحية، من أبرزها التأكد من سلامة الغلاف الخارجي للمنتج، وضرورة مراجعة تاريخ الإنتاج والصلاحية قبل الشراء، وذلك لتفادي التعرض لأي منتجات مقلدة أو غير مطابقة للمواصفات قد تضر بصحة المستهلك.

يبقى موسم المولد النبوي فرصة اقتصادية واجتماعية هامة، إذ يمثل مصدر انتعاش لقطاع الصناعات الغذائية، كما يعكس جانبًا من التراث الشعبي المرتبط بالعادات المصرية. وبينما يسعى المنتجون لمواجهة التحديات المرتبطة بارتفاع أسعار الخامات وضبط المعروض، تظل الحكومة حاضرة لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين عبر طرح منتجات بأسعار أقل، في مشهد يجمع بين التنافس التجاري والبعد الاجتماعي للاحتفال بالمناسبة الدينية العطرة.

زر الذهاب إلى الأعلى