fbpx
الرأي

حنان أبو الضياء تكتب : الأرهاب “النتاوى” !

مازلنا نتعامل مع النت وكل وسائل السوشيال ميديا على أنها وسائل ترفهية ؛على عكس الإرهابيين الذين طوّروا وسائِل استخدام الإنترنت؛ولديهم عقول مميزة فى ذلك المجال ، و الأخطر أنّ هناك شرِكات مثل الـ Deep Web، و “الأمازون”تسمح لهؤلاء باستخدام وسائِل الإنترنت المخفيّة. فلا تستطيع الأجهِزة الشرعية القبض عليهم ؛وأقلّ منظمة إرهابية عندها مثلاً 90 ألف موقع إلكتروني، والـ Dark net التي يلجأ إليها الكثير من التنظيمات الإرهابية لنشر الصُوَر والفيديوهات لا يستطيع أحد العثور عليها.. و “داعش” استعملت، وبكثرة، “تويتر”، لتجنيد أشخاص ولنشر دعايتها وعندما تمّ إغلاق صفحات “داعش” وهى أكثر من 360 ألف موقِع على “تويتر” كان يتم افتتاح بديلاً عنها بنفس الصورة التي تمّ إغلاقها ؛ وتعرّض “تويتر” أيضاً لتهديدات إرهابية وحصل تواصل معه بقولهم للموقع، “إبقوا خارِج هذا الصِراع وإلاّ سنُفجِّر مصالِحكم في أماكِن عديدة”. منذ أكثر من خمس سنوات قال “أيمن الظواهري”، إنّ الجهاد عبر الإنترنت هو بأهمية الجهاد المُسلّح.
والمأساة بالنسبة لنا تكمن فى أن إسرائيل تتمتّع بقوة تكنولوجية و لديها حوالى 28 شركة عالمية في مجال أمن المعلومات وأمن الإنترنت، وهو ما يفوق المُعدّل الأميركي ؛والهيمنة الإسرائيلية، ليست فقط على موارِد الإنترنت ولكن لها القدرة على تحريك وتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي لخدمة سياساتها الخارجية لذلك تم تدشين صفحات باللغة العربية لمُخاطبة الشباب العربي . وأول مؤشِر للقوى الإلكترونية لـ “إسرائيل” المصنفة عالمياً بالقوى الخمسة في ما يتعلّق في الـ ” Cyber Power”، يكمن فى تطوير “إسرائيل” بالتعاون مع “أميركا” فيروس “Staxy Net” الذي استُخدِمَ للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية في عام 2009، وهناك تطوُّر واهتمام غير مسبوقين في “إسرائيل” في ما يتعلّق بتطوير الأسلِحة الإلكترونية أو في ما يتعلّق بالـ Cyber weapons وكيف يتم استخدامها في ما يتعلّق بشنّ هجمات على الدول الأُخرى كقرصنة وهجمات اختراق وفي ما يتعلّق بتطوير دفاعاتها الإلكترونية أيضاً. وهناك مؤتمر سنوي يُعقَد بالتعاون مع “أميركا” في ما يتعلّق بالتعاون في مجال أمن المعلومات . وهناك مؤسسة صهيونية اسمها Memory تُراقب كلّ ما يصدُر في الوطن العربي و الإسلامي فيما يخص ذكرأسم “إمريكا”و ” إسرائيل”، وأية زلّة لسان أو أية كلِمة سيئة يتمّ إعادة نشرها للإعلام الأميركي وللكونجرِس على أنّ هذا هو الشارِع العربي والشارِع الإسلامي و ميزانيتها تصل إلى 17 مليون دولار؛ولديها مُترجمين يتكلّمون اللغة العربية .. والجميع يعلم أن هناك توظيف لعُملاء لـ “الموساد” عبر الإنترنت، على أساس إنها مؤسسة تحمي المُجتَمع، وهناك صفحات على الإنترنت مكتوبة باللغة العربية؛وأيضا الاستخبارات الأميركية، و البريطانية، الفرنسية، كلها تُجنِّد عُملاء من الإنترنت. وهناك مِنَح مجانية لطُلاّب من أجل أن يؤسّسوا شبكات، للردّ على كلّ من يتّهِم “إسرائيل” .و” الفيس بوك” يُسلِّم مُعظم الداتا عنده إلى “إسرائيل” لأنه أكبر جهاز استخباراتي وُجِدَ في التاريخ. فكل مايخصك من بصمة الصوت وبصمة الإصبع وموقع التواجد، حتّى وصل إلى مرحلة أن النظام عندهم والروبوت في داخله يُمكنه أن يُحدِّد المشاعِر بموجب التكرار الذي يمر به المُستخدم. لذلك أصبح بإمكانهم معرفة أي عمل قد تقوم به. و “إسرائيل” وقعت اتّفاقية مع شركة “فيس بوك” لرصدِ وشطبِ أيّة تعليقاتٍ تدعو إلى مقاومة الاحتلال. وأستخدمت مقالات في الصُحف الأميركية كوسيلة للضغط على الـ “فيس بوك” لحذف صفحات تتّهمها “إسرائيل” بأنها تنشُر الإرهاب الفلسطيني المُعادي لـ “إسرائيل” أو المُعادي للسامية. و في النهاية، “فيس بوك” رضخت سواء تحت ضغوط سياسية مالية أو تحت تعاطُف من قِبَل بعض الجهات الموجودة في “فيس بوك”…على الجانب الاخر هناك مجموعات أسّست للردّ على القرصنة الإسرائيلية بقرصنة مُقابِلة عربية. وتم اختراق لمواقع إسرائيلية منذ العام 2013 وحتى الآن بشكلٍ مُباشر ويومي لحوالى 7،800 موقع إسرائيلي بالإضافة إلى حسابات 17 ألف حساب على الـ “فيس بوك” تابعة لأشخاص منهم مهمّين ومنهم عاديين ولكنهم يواجهون حوالى 19 ألف شخص. و”إسرائيل” قامت بإنشاء فيروس لضرب مُعظم الكومبيوترات ضمن بعض الدول فحدث ردٌّ عليها بهجوم مُقابِل .

زر الذهاب إلى الأعلى