«حيتان المال» الروس في ازدياد ينافسون الأوروبيين والأميركيين
لا تقف أزمة الاقتصاد عائقاً أمام زيادة ثروات «حيتان المال» في روسيا، وامتلاكهم يخوتاً فارهة، وطائرات خاصة. فوفق أحدث التقارير، تصدرت روسيا المؤشر العالمي في نمو أعداد الأغنياء و «فاحشي» الثراء، على رغم تسجيل الاقتصاد الروسي معدلات نمو أدنى بنحو مرتين ونصف المرة مقارنة بمتوسط النمو العالمي.
تقرير الثروة الصادر عن مؤسسة «نايت فرانك» (Knight Frank) العالمية كشف أن أعداد الروس الذين يملكون ثروات أكثر من نصف بليون دولار، ازدادت عام 2017 بنحو 22 في المئة، ليبلغ عددهم 220 شخصاً، يملكون نحو 470 بليون دولار، أي ما يزيد على احتياطات روسيا الحالية من الذهب والعملات الأجنبية.
ويملك أكثر من 38 ألف روسي خمسة بلايين دولار أو أكثر بزيادة 27 في المئة. وتزيد معدلات صعود أغنياء روسيا بنحو مرتين مقارنة بنظرائهم في أوروبا والولايات المتحدة.
وسجلت مبيعات الطائرات الخاصة في روسيا زيادة بنحو 7 في المئة العام الماضي مقارنة بـ4 و3 في المئة في أسواق آسيا وأميركا الشمالية على التوالي.
وحل الروس في المرتبة الثانية عالمياً بعد المواطنين الأميركيين بامتلاك اليخوت الفارهة التي يزيد طولها على أربعين متراً، ويملك أكثر من 1300 ميسور روسي يختاً فارهاً.
وفي مقابل أكثر من 20 مليون روسي يعيشون تحت خط الفقر، ومثلهم مهدد بشبح العوز والجوع، زادت ثروات أغنياء روسيا وأعدادهم في السنة الأخيرة، على رغم تراجع مستوى دخل الروس بنحو 1.7 في المئة وفق الإحصاءات الرسمية.وتُنذر زيادة ثروة الأغنياء وبؤس الفقراء بتفجر مشكلات اجتماعية خطيرة مع زيادة أوجه التشابه بين المجتمع في روسيا ومجتمعات أميركا الوسطى والجنوبية. وفي الأعوام الأخيرة، ظهر في روسيا مجتمعان متوازيان؛ الأول للأغنياء الذين يعيشون في مجمعات سكنية بقصور فارهة، ويمارسون الرياضة في صالات لا يطيق دفع ثمنها إلا أصحاب النعمة، ويملكون سيارات من أحدث طراز، ولهم مطاعمهم الخاصة، ويتلقى أولادهم التعليم في مدارس خاصة، قبل أن يقصدوا إحدى العواصم الأوروبية أو الولايات المتحدة لتلقي تعليمهم العالي. ومجتمع آخر يكد ويكدح من أجل تحصيل لقمة العيش وتحسين ظروف سكنه وعمله، ويضطر إلى استخدام وسائل النقل العامة، ويتعالج في المستشفيات والعيادات الحكومية، ولا يملك في معظم الأحيان ثمناً لشراء رحلة سياحية إلى الخارج، ما يضطره إلى قضاء عطلاته في البيوت الصيفية، أو مدينته أو قريته.
وعلى عكس النبرة القومية السائدة، لا يبدي معظم أصحاب الملايين والبلايين اهتماماً بالحس القومي. فالإحصاءات تُبين أن 58 في المئة منهم يملكون جنسية أخرى، إضافة إلى جنسيتهم الروسية، ويدرس 45 في المئة منهم إمكان الانتقال إلى «الغرب المعادي» للإقامة الدائمة فيه.
وكشفت البيانات الأخيرة أن أكثر من 20 ألف مليونير وبليونير روسي هجر بلاده ما بين عام 2003 و2016. واللافت أن نحو ثلث هؤلاء غادر روسيا بين عامي 2014 و2016 بعد اشتداد المواجهة مع الغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية.