خبير: رسوم ترامب الجمركية أضرت بالمستهلك الأمريكي
قال خبير إعادة الهيكلة المصري الدكتور طارق الطنطاوي، إنَّ رسوم ترامب الجمركية المرتفعة بدأت تلقي بظلالها على كاهل المستهلكين الأمريكيين، مع الارتفاعات الملحوظة في الأسعار، وظهور بيانات تؤكد تسارع التضخم خلال شهر يونيو الماضي، لافتًا إلى أن سلعًا مثل الأثاث، والأجهزة المنزلية، والملابس قد تأثرت بشدة جراء الضرائب على دول مثل الصين وكندا.
وأشار الخبير المصري إلى أن تلك البيانات قد قوّضت كثيرًا من مصداقية الرئيس الأمريكي في الادعاء بأن الأمريكيين لن يتكبدوا كلفة نتيجة الرسوم، بل أكدت ما توقعه الاقتصاديون بأن الشركات والمستهلكين الأمريكيين هم من يتحملون العبء الأكبر من هذه الرسوم الجمركية.
وأضاف الطنطاوي أن ما يدعو للعجب، أن تلك البيانات تأتي متزامنة مع استعدادات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جديدة بقيمة 30% على دول الاتحاد الأوروبي، قد تكون بمثابة مؤشر لارتفاع جديد في معدلات التضخم وزيادة لاحقة في الأسعار، محذرًا من التقارير التي تتحدث عن اتجاه التضخم إلى التراجع، على عكس الحقيقة التي تؤكد حتمية تراجع الرئيس الأمريكي عن تلك السياسات.
وحذّر الخبير المصري، الذي شارك في إعادة هيكلة العشرات من الكيانات الاقتصادية العالمية، من أن شركاء أمريكا التجاريين، بمن فيهم الاتحاد الأوروبي، قد يواجهون زيادات حادة في الضرائب على وارداتهم تبدأ خلال أسابيع قليلة، لا سيما وأن كل التوقعات تشير إلى ارتفاع الرسوم على بعض السلع الكندية إلى 35%، وعلى منتجات معينة من المكسيك بنحو 30%، مع فرض رسوم عالية على دول أخرى مثل البرازيل، واليابان، وكوريا الجنوبية، وتايلاند.
وأكد الطنطاوي أن الأخطار بدأت تتضح بصورة أكبر، مع ارتفاع الأسعار بصورة طفيفة عن الشهر قبل الماضي، حيث قفزت أسعار الأثاث المنزلي بنسبة 1% بزيادة قدرها 0.3% عن شهر مايو الماضي، وارتفعت أسعار الأجهزة المنزلية بنحو 1.9% بعد أن كانت 0.8%، وارتفعت أسعار الملابس بنحو 0.4%، مما يؤكد وجود انتكاسة وارتفاع في التضخم قد يتفاقم ويؤثر على المستهلك الأمريكي بشكل كبير في حالة استمرار ترامب في السير في نهج الرسوم الجمركية.
