fbpx
دنيا ودين

دكتور بجامعة الأزهر : التشدد في الدين هو بذرة التطرف والإرهاب في المجتمع

كتبت_ نهي الزيني

أكد الداعية الإسلامي الدكتور إسلام القزاز في حوار مع جريدة الديوان فيما يخص ويتعلق في انتشار التطرف الفكري وما شابهه خاصة في هذه الآونة : قائلا :
إنني أري أن أول مظاهر التطرف هو التعصب للرأي تعصباً لا يعترف للآخرين برأي، وهذا يُشير إلى جمود المتعصب مما لا يسمح له برؤية مقاصد الشرع ولا ظروف العصر.
إن التطرف والتشدد مرفوضان في منطق الاسلام لأنه دين التعايش.. قال الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم) الحجرات 13. ومن هذه الآية نفهم ما يريده الدين الاسلامي الحنيف من قيم لابد أن تسود المجتمع فقد أشارت الى وحدة المنشأ وعدم الايمان بالعناوين المزيفة، التي يضعها البعض من بني البشر، وكذلك تنوع المجتمع (شعوبا وقبائل) وهذه طبيعة المجتمعات الانسانية على اختلاف أديانها ومذاهبها يقرها القرآن الكريم وتستمد حقيقتها من الخالق تبارك وتعالى، فلا يحق لطائفة او امة أن تلغي طائفة او أمة أخرى، ولابد ان يكون هناك تعايش متبادل بين الجماعات الانسانية، وهذا التنوع هو جعل تكويني وليس من حق احد ان يلغي هذا الأمر الإلهي، وان هذا التنوع مهم في الإبداع والتدافع بين الناس لنشوء حياة يسودها التبادل في الخبرات”.
وفي جانب موازِ أكدت الآية على التعارف (لتعارفوا), فالتعارف يلغي دور العنف والتطرف وينهي مشاكل الاختلاف بين البشر، وهذا هو أساس التعايش الانساني، والتعارف لا يلغي التعددية بل يريد أن يكون بني البشر نسيجا واحدا فضلا عن ارتباطات أبناء الدين الواحد.
وأن وحدة الانسانية عامل مشترك لكل الناس ولهذا يشير مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام الى ذلك في كتابه لمالك الاشتر رضوان الله عليه بقوله: (واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم والعطف بهم ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم فأنهم صنفان إما اخ لك في الدين او نضير لك في الخلق).
وفي موضع آخر لم يكفّر أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو خليفة الأمة الإسلامية بأجمعها الخوارج عندما حاربوه وقال (ان القوم طلبوا الحق فأخطئوه).
وقد تعامل أمير المؤمنين عليه السلام مع النصرانية واليهودية بسماحة تامة واحترام شديد، فقد ذكرت بعض مصادر التاريخ انه عليه السلام مرَّ به شيخ كبير كفيف البصر يسأل الناس ان يعطوه، فقال (عليه السلام) لمَن كان معه ما هذا؟ فقالوا يا أمير المؤمنين هذا رجل نصراني فقال عليه السلام استعملتموه حتى إذا كبرَ وعجزَ منعتموه! انفِقوا عليه من بيت مال المسلمين.
من هذه الدلالات وغيرها الكثير يتضح بجلاء ان الاسلام دين التعايش والمحبة لا دين العنف والتكفير والتهميش والقتل بل هو دين الدعوة الى التعايش مع بقية الأديان.
وأنه حين يحاول المتطرفون إضفاء القداسة الدينية على مشروعهم السياسي والأيديولوجي، وما يترتب علي ذلك من ممارسات إرهابية، فإن نطاق خطر الإرهاب يتوسع ليشمل الإنسان والدين والعقل والحياة.

أسأل الله العظيم أن يحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء وسائر بلدان المسلمين يا رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى