أهم الأخبارالحدثتقارير وملفات

رحيل الرئيس السودانى الذى خلع “سوار الذهب” ليلبسه التاريخ

كتب-سيدالعبيدى:

حين مددت يدي لأصافح الجنرال في قصر البستان بمسقط عام ١٩٨٥ كنت أدرك أنني أصافح رجلا خلع “سوار الذهب” ليلبسه التاريخ، وكنت على يقين بأن السودان الذي يشرق في عينيه سيلزمه إبقاء سوار الذهب في ذمة التاريخ، والتخلى عنه إلى الأبد، وإنه لن يكون بمقدور فيضان النيلين الأبيض والأزرق ومعهما نهر عطبرة وكل بحيرات السودان من محو وعْد الجنرال بتسليم الكرسي خلال عام.

تلك كانت كلمات المؤرخ العمانى سالم بن حمود السيابى فى نعى الرئيس السوادنى المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب الذي وُصف بأنه الزعيم العربي الوحيد الذي تنازل طوعا عن السلطة والذى رحل عن عالمنا عن عمر يناهر 83 عاما، في المملكة العربية السعودية.

ولد سوار الذهب في مدينة الأبيض عام 1935، وتخرج من الكلية الحربية عام 1956 وتدرج في السلك العسكري،في عام 1971وأثناء انقلاب العسكري السوداني الرائد، هاشم العطا، رفض تسليم حامية مدينة الأبيض العسكرية عندما كان قائدا لها، حتى استعاد الرئيس الخامس للسودان جعفر نميري مقاليد الحكم بعد أيام قليلة.

ورغم هذا الموقف فقد أُبعد تعسفيا عن السودان إلى قطر حيث عمل هناك مستشارا عسكريا للشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وقد كان أول من فصل الجيش عن الشرطة في قطر وأسس كيانين مستقلين هما شرطة قطر والقوات المسلحة القطرية.

وبعد أن غيرت القيادة السودانية موقفها منه عاد إلى البلاد ليتولى منصب رئيس الأركان ووزير الدفاع. في أعقاب انتفاضة أبريل 1985 التي أطاحت بحكم جعفر نميري تولى سوار الذهب رئاسة المجلس العسكري الانتقالي ورقي لرتبة المشير متعهداً بعد تسلمه السلطة بأن يتخلى عنها خلال عام واحد لحكومة منتخبة.

سلم سوار الذهب السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها الصادق المهدي ورئيس مجلس سيادتها أحمد الميرغني ليعتزل بعدها العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

شغل سوار الذهب منصب رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، ثم وزير الدفاع وذلك في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، رفض تسليم حامية مدينة الأبيض العسكرية عندما كان قائدا للحامية عند انقلاب الرائد هاشم العطا عام 1971، حتى استعاد النميري مقاليد الحكومة بعد ثلاثه أيام.

ولد بمدينة الأبيض وتلقى تعليمه العسكري في الكلية الحربية السودانية وتخرج فيها عام1955 تقلد عدّة مناصب في الجيش السوداني حتى وصل به المطاف إلى وزارة الدفاع كوزير معين. أُبعِد عن الخدمة (تعسفيا) في العام 1972 وأرسل لدولة قطر عاد بعد الرضا عنه من قبل المايويين وعين رئيسا لهيئة الأركان وتدرج إلى عين في مارس 1985 قائدا أعلى للقوات المسلحة السودانية مع تمديد فترة عمله بالجيش لمدة سنة حسب قرار رئيس الجمهورية وذلك حتى لا يشغل المنصب من بعده أحد اللوائين (تاج الدين – أو عثمان عبد الله) وفي أبريل من عام 1985.

في عام 2004 فاز سوار الذهب بجائزة الملك فيصل السنوية المخصصة لمن قدم خدمات جليلة للدين الإسلام ثم اختير  من بين 13 شخصية إسلامية عامة رشحت للجائزة في ذلك العام وجاء الاختيار بناء على “العمل النبيل الذي كان محل افتخار للعالمين الإسلامي والعربي”.

دفن عبدالرحمن سوار الذهب فى المدنية المنورة  بناءًا على وصيته الذى أستجاب لها الملك سلمان بن عبدالعزيز وأمر بنقل الجثمان بطائرة خاصة إلى المدينة المنورة ليُوارى الثرى هناك تنفيذا لوصيته.

زر الذهاب إلى الأعلى