fbpx
اخترنا لك

رحيل “صائد المعانى” مودعاً بلاط صاحبة الجلالة

كتب سيدالعبيدى

رحل عن عالمنا أمس الكاتب الكبير إبراهيم سعدة رئيس مجلسى أدراة وتحرير مؤسسة أخبار اليوم الأسبق، مودعاً بلاط صاحبة الجلالة الى مثواه الأخير عن عمر ناهز 81 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.

قدم “سعدة” خلال مسيرته المهنية التى أمتدت لسنوات طويلة العديد والعديد من الأعمال الصحفية المتنوعة والتى أسمهت بشكل مؤثر  فى أحداث طفرة تنويرية وتثقفية ومعرفية فى العمل الصحفى والسياسى مكتسباً من خلالها ثقة الجماعة الصحفية والرأى العام المصرى ليحفر بذلك أسمه بحروف من نور وسط العظماء من المفكرين والكتاب والصحفيين والمثقفين الذين أثرو الحياة المصرية بالعديد من الأعمال التى ساهمت فى أعداد وتخريج أجيالاً واعيه من الشباب المصرى.

وبدأ الكاتب الكبير إبراهيم سعدة رحلته فى بلاط صاحبة الجلالة عندما كان طالبًا بمدرسته الثانوية بمحافظة بورسعيد. حيث أسس مجلة مدرسته، وعمل قبل حصوله على شهادة الثانوية العامة بعدد من الصحف والمجلات منها “الفن”، “سندباد”، و”الجريمة”

وولد ابراهيم سعدة في 3 نوفمبر عام 1937 بمدينة بورسعيد، وتلقى تعليمه بمدارسها، حتى حصل على شهادة الثانوية العامة ثم سافر إلى سويسرا؛ لدراسة الاقتصاد السياسي،وظل هناك قرابة 12 عاماً يكتب القطع الصحفية لدار أخبار اليوم التي تتحدث عن الشباب، حتى شكل عام 1962 نقلة نوعية إذ كان يبلغ من العمر أنذاك 25 سنة.

وعندما تمكن من إنجاز سبق صحفي بتغطية قضية لجوء “جماعة النحلاوي” سياسيًا إلى سويسرا، بعد انتهاء الوحدة المصرية السورية، حيث نجح حينها في لقاء أعضاء “النحلاوي” وحصل منهم على تفاصيل الأنفصال عين صحفيًا في جريدة “أخبار اليوم” الأسبوعية في أبريل من عام 1962، ليتدرج في المناصب الصحفية ويصبح رئيسًا لقسم التحقيقات الخارجية، ونائب رئيس التحرير، ثم يصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارًا جمهوريًا بتوليه رئاسة تحرير “أخبار اليوم” ليصبح أصغر من يتولى رئاسة تحريرها، ثم رئيسًا لتحرير صحيفة “مايو” التي كانت تَصدُر عن الحزب الوطني -الحزب الحاكم آنذاك-، ثم عُيّن رئيسًا لمجلس إدارة “أخبار اليوم” فيما بعد.

وعمل الكاتب الكبير ابرهيم سعدة مع العديد من اصدقاءه الكتاب الكبار أبرزهم  الكاتب الصحفى مصطفى شردى مؤسس جريدة الوفد والكاتب جلال عارف وجلال سرحان بمجلة “الشاطئ”،وجمع فى فترة من فترات حياته رئاسته لتحرير جريديتن، صحيفة الأخبار القومية ورئاسة تحرير مايو لسان الوطنى الديمقراطى.

ومن أهم أعماله الصحفية “آخر عمود” وهو العمود الصحفى الذى كان يكتبه آخر صفحة بصحيفة أخبار اليوم وهو من أهم المقالات الصحفية وكانت من الأكثر متابعة،ليعتزل العمل الصحفى بعد ثورة يناير ثم السفر الى سويسرا ليستقر هناك لفترة طويلة ثم العودة مجدداً الى مصر مستكملاً رحلة علاجه إلى أن توفاه الله مساء أول أمس الأربعاء .

وفى مطلع عام 2013 اتُهم الكاتب الصحفي بمنح عدد من الشخصيات العامة ورموز نظام مبارك هدايا باهظة الثمن من أموال مؤسسة “أخبار اليوم” بصورة سنوية منتظمة، بالمخالفة للقانون، وأمرت نيابة الأموال العامة‏ بضبطه وإحضاره ووضع اسمه على قوائم ترقب الوصول‏ نظرًا لسفره واستقراره لفترة مؤقتة بسويسرا، قبل أن ترفع السلطات المصرية اسمه من على قوائم الترقب شهر سبتمبر الماضي.

ونعت الجماعة الصحفية الكاتب الكبير وصفين إياه بـ”صائد ماهر للمعاني والكلمات عندما تشتد الأزمات.. وقلم حاد في مواجهة المواقف والأزمات قاد مؤسسة أخبار اليوم في فترة وجوده إلى نجاحات كبيرة.

وشيع جثمان الراحل من مسجد عمر مكرم بوسط القاهرة الى مثواه الأخير ظهر اليوم وسط جموع غفيرة من محبيه وزملائه بمؤسسة أخبار اليوم وبحضور أبناء الجماعة الصحفية وعدد من السياسيين والمثقفين والشخصيات العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى