سعد زغلول يكتب_ “الشباب امل المستقبل”
الشباب أمل المستقبل يحظى الشباب في جميع المجتمعات بالعناية والرعاية أكثر من أي فئةٍ أخرى من فئات المجتمع، لأنهم عماد المستقبل والأمل الذي ترتكز عليه طموحات الدول والمجتمعات وحتى الأهل، فالجميع ينظر للشباب بأنهم عدة المستقبل، والطريق لتحقيق التقدم في جميع مجالات الحياة، فهم يمتلكون الطاقة اللازمة للتغيير، ويستطيعون أن يصنعوا فرقاً حقيقياً في أي شيءٍ يعزمون على تنفيذه، وفي أي مشروعٍ يكونون جزءًا منه، فما يملكونه من قوةٍ جسدية مقرونة بالحماسة والاندفاع، يجعل منهم طاقة كبيرة يُمكن استغلالها لتحقيق الأفضل. مما يدل على أهمية استغلال طاقات الشباب، أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعتمد عليهم ويُكلفهم قيادة الجيوش، كما كان يستشيرهم ويأخذ بآرائهم في الكثير من الأمور، فهم أصحاب الأفكار المنطلقة للحياة، ويملكون الاندفاع اللازم لتغيير المستقبل، فدائماً يمتلك الشباب فكراً مختلفاً ومشاريعاً كثيرة، ودائماً لديهم وجهة نظر مختلفة نحو الأمور، وعالياً تُثبت نجاحها، لذلك يجب منح الشباب الفرصة كي يُثبتوا كفاءتهم. يجب أن يكون معظم الاهتمام موجهاً نحو الشباب، من خلال الاهتمام بتثقيفهم وتعليمهم ومنحهم فرصة استلام المناصب العليا كي يتمكنوا من تطبيق أفكارهم على أرض الواقع، كما يجب حمايتهم من أنفسهم أولاً، ومن رفقاء السوء ثانياً، ويكون هذا بالتربية السليمة منذ الطفولة، وإحكام رقابة الأهل على الأبناء كي لا ينحرفوا مع السيئين، فالكثير من الشباب يقعون ضحيةً للتدخين وتعاطي المخدرات وغيرها من الأشياء التي تُدمر شباب المستقبل، لكن التربية السليمة والرقابة تمنع حصول كل هذا، كما يجب الاهتمام بنشر الوعي بينهم، وتنمية عقولهم وتعليمهم التمييز بين الصحيح والخطأ، وإخراج جميع الأفكار السيئة من أدمغتهم، وتزويدهم بالفكر السوي السليم الذي يأخذ بأيديهم نحو مستقبلٍ مبهر واعد، ويمنعهم من الانجراف باتجاه الأفكار المتطرفة. من أراد أن يصنع لوطنه وأمته مستقبلاً زاهراً، فعليه أن يهتم بالشباب، ومن أراد أن يرى نتاجاً فريداً متميزاً، فعليه أيضاً أن يهتم بهم، فالمجتمع الذي يهتم بأبنائه وأطفاله ويُعطي أفضل ما لديه لهم، فإنما هو يهتم بالمستقبل، فالإنسان يُشبه النبتة الصغيرة التي تحتاج إلى الرعاية والسقاية والعناية، فمن يسقيها طيباً سيجد الطيب بكل تأكيد، ومن يُهملها لن يستطيع السيطرة على أغصانها عندما تتشابك، ولن يستطيع أن يلوم الريح إن كسرتها لأنه لم يحميها جيداً، لذلك يجب أن يُحافظ المجتمع على شبابه لأنهم خيمة الوطن ودرعه الحصين وقوته الكامنة وعماده الذي لا يلين، وهم الأمل الباقي الذي يعلي شأن الأمة وسيُثبت أن التجدد مستمر، وأن الخير كله مرهونٌ بالعقول الفتية المتوهجة التي تضج بالحياة والحماسة والاندفاع وحب التطور. الشباب هم العنصر الأهم لتقدم الأمم والشعوب، فالمجتمع الذي يمتلك هذا العنصر الثمين؛ يمتلك القوة والحيوية والتقدّم على سائر الأمم، فهم سبب نهضة الأمم، وسر قوتها، وعمادها، وحصنها المنيع، وسيفها الحامي، ودرعها الواقي، فالنصرة بالشباب؛ حيث إنه بإمكانهم استلام مناصب، وشغل مواقع مهمةً في المجتمع، وقيادة الأمم للنجاح والتطور. للشباب دورٌ مهمٌ في بناء المجتمع متمثلاً بحضاراته، وإنجازاته، وتقدمه وتطوره، والدفاع عنه، فهم عماد الوطن والأمة، وهم من ينهضون بالوطن، ومن يساهمون في نجاحه والدفاع عن القضايا العامة فيه، لتحصيل الحقوق المختلفة لكافة شرائح المجتمع، وهم من يصنعون القرارات؛ من خلال مشاركاتهم الساسية بالانتخاب وصنع القرار، كما أنّهم يوفرون الأيادي العاملة اللازمة لبناء الأمة، والمساهمة في نهضتها وإنعاشها، وتقوية دخلها، والمساهمة في المشاريع التعاونية، والتطوعية، والخدماتية وغيرها، إضافة إلى المشاركة في نشر الثقافة، والتغذية الفكرية والثقافية، وتعزيز حب الوطن، والتعريف به، والمساهمة في تبادل الثقافات، والاستفادة من الخبرات والتجارب، وتكوين نقاط قوة تدعم التقدم والتطور. للشباب مكانةٌ عظيمةٌ، خصّهم بها الدين الإسلامي على غيرهم؛ فهم يخوضون المعارك، ويواكبون العلم والمعرفة بكامل النشاط، لما لهم من الأثر في تحويل الخطأ للصواب، والجهل إلى نور العلم؛ لما يحملونه من قوةٍ ونشاطٍ وحيويةٍ في هذه المرحلة أكثر من غيرها، حيث يتميزون بالعطاء، وبذل الجهود، فهم من ينشرون الهدى والخير، لقوله تعالى في محكم تنزيله:”إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى”، كما كانوا الأكثر ملازمةً للرسول صلى الله عليه وسلم، فهم الأكثر تأثيراً دون غيرهم، وهم الأكثر قابليةً للتغير والتجديد؛ على العكس من كبار السن مثلاً لا يتخلون بسهولة عن بعض الأعمال أو معتقدات التي يحملونها، ولا يقبلون التغيير عليها، لذلك عني الإسلام بهم عنايةً كبيرةً، لاستغلال الطاقات الموجودة وعدم هدرها، ووضّح لنا الرسول صل الله عليه وسلم المكانة العالية التي جهزّها الله سبحانه للشباب، حيث جعلهم من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وفقاً للطاعة والتنشئة المبنية على حسن الخلق لله سبحانه وتعالى، فهم حملةٌ للرسالة، لقوله صل الله عليه وسلم في الحديث عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله، ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في طاعة الله .. “. على الشباب أن يستثمروا طاقاتهم وجهودهم لخدمة المجتمع والنهوض به؛ لإحراز التقدّم والتطّور على كافة الأصعدة، السياسية منها، والإقتصادية، والاجتماعية، والخدماتية وغيرها، فإنجازات الشباب لا يمكن حصرها في نقاطٍ موجزةٍ؛ لأن الشباب هم العنصر الأقوى، وعنصر الوحدة ورصِّ الصفوف والتكاتف، كما أنهم نبراس الأمة، لذلك يجب على كافة المجتمعات التطوير من قدراتهم، وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم؛ حتى يسثمروا طاقاتهم بالشكل الإيجابي؛ لإحداث تغيرات فاعلة
لشباب هم طاقة هائلة يمكنها إحداث التغيير في داخل الدولة فهم بمثابة شعاع النور الذي يضئ الطريق أما المجتمع من أجل النهوض والتطور والنماء،