أكتب
شعبان عنتر يكتب_ الأفكار ليست ملكية خاصة والفكر طائر محلق عقاله الكتاب
قد تبدوا لكم أفكاري وأقوالي مبعثرة لكنها تمثل سيرة حياة لكن الفنان هو من يجيد الربط بينها
في رحاب جمهورية مصرية بنيناها بحب هيا لننطلق معا في هذا السفر المعرفي الممتع الشيق
سؤال البدايات فيما هو أت كنت هناك والله من قبل كنت هناك في صغري في تلك الغرفة البسيطة والمنعزلة فى بيتنا بالطوب اللبن كنت أستيقظ باكر لذهابى الى المدرسة فى سنوات الدراسة الاولى وأثناء سيرى كنت أراقب وأشاهد أجمل منظر يمكن أن يشاهده أي إنسان ألاوهو شروق وبزوغ الشمس صباحا كان يتبدي أمامي قطرات الندى تتساقط من الاشجار بعد ليل صقيع في قريت سلامون القريبة منا حيث لا يفصلنا عنها سوي عدة كيلو مترات حيث كانت المساحات الخضراء من الاراضى الزراعية منظر يشبه النقاء والصفاء فى قلب طفل وقتها يحظى فقط بلحظات تأمل وانسجام وفي المساء وفي نفس المكان كنت أرنو وأتطلع ببصري إلي سماء الأفق البعيد والسحيق أسافر ببصري وأقلب به صفحات السماء هناك حيث تظهر الكواكب وتتلئلئ النجوم الزاهرة كنت أجد متعة في ذلك.
وفي نفس الوقت عذاب لذته الفضول ذلك الفضول الذي كان يعصرني ويحاصرني ويخنقني في بعض الأحيان فمع مرور الوقت وتعاقب الأيام والأزمان بدأت تكبر الأسئلة الكونية والوجودية والمصيرية في رأسي حتي وصل رأسي فيها في بعض الأحيان إلى حافة الإنفجار والإنهيار حين ذاك صارت المعرفة بالنسبة لي كالإدمان ومسئلة مصير ورهان وإثبات ذات أصبحت هذه المعرفة ركنا مهما في حياتي.
وأصبحت بالنسبة لي كالثريا أسعي للإمساك بها وملامستها كل يوم وكل حين وأن وفي أحد أيام الصغر وأنا جالس فى بيت جدتى بقريتنا سلامون كانت جدتى تراجع معى جدول الضرب كانت جدتى” اعتماد ” تملك من الفصاحة والعقل مالم يمتلكة حاملى الشهادات ولما لا وجميع اخوالى ولدوا من رحم الثقافة والمعرفة وكانت تقاليد عائلتنا تقتضى ان يكون كبيرهم هو الاكثر علما بداية بجدى عز العرب وجدى هاشم ثم خالى رزق هاشم الرحمانى وخالى ناجى وخالى محمد واخيرا خالى احمد وهو النقطة الفاصلة بين اجيال العائلة فهو الصندوق والوعاء المعرفى والمرجع لجميع الاحداث وكثيرا من الاحيان هو مرجعى فيما اكتب .
ولفت نظرى اول كتاب بجوار جدتى وكان هذا الكتاب لخالى احمد ويعد من الكتب الخيالية ذات القصص القصيرة فأخذنى العنوان ومن ثم بدات اقلب بين صفحاته وادركت من هذه ااوهلة ان القراءة هى اشد الاسباب للمعرفة ومن يومها والكتاب فى اغلب الاحيان هو صديقى الاول والقراءة متعتى التى اسافر بها الى اى مكان اريده ثم تبادر إلى ذهني وتسائلت في قرارة نفسي وفي داخل أعماقي ذالك السؤال الجوهري والوجودي الذي قلب حياتي رأسا علي عقب وتحدتث مع نفسي وتسائلت كم من البشر والأجناس والأعراق هنا وهناك .
بل ماذا يوجد خلف هذه النجوم والأجرم السماوية سؤال منطقي و فضولي مشروع والفضول كما هو معروف ومعلوم هو بداية طريق العلم و سيد المعرفة حينذاك توقفت وقررت مع نفسي ذالك القرار التاريخي الحاسم الذي غير حياتي ألا وهو أنه على من الأن فصاعدا أن أقوم بالإجابة على كل هذه الأسئلة المستعصية والمحيرة لعقلي بالقراءة والتعلم ولن أترك الجهل والغباء يهيمن وينتصر ويسيطر على .
بدأت بالنسبة لي تلك الرحلة الطويلة إنطلاقتها الفعلية رحلة الألف ميل التي بدايتها معروفة ونهايتها عند القبر فبدأت فيها في تكوين وتشكيل شخصيتي الموسوعية المتعددة المشارب والثقافات حينذاك حزمت حقائبي الفكرية والمعرفية وتسلحت بالثقة في الذات وتزودت بالصبر وطول النفس ودخلت في مرحلة الإعتكاف والإنعزال المعرفي الطويل والإنكفاء علي الذات حتى خلال فترتى فى القوات المسلحة كانت فترة قوية قرأت فيها كتب كثيرة هذه المرحلة كان الكتاب فيها بالنسبة لي كل شيء هو الصاحب والرفيق والأنيس وهو العائلة المقدسة والزاد والعدة والعتاد والقوت اليومي وخير الأصحاب ألم يقولوا من زمان أن الكتاب خير جليس كنت أدخل مع الكتاب في نقاشات ومناظرات وصراعات في بعض الأحيان كان له فيها دائما الإنتصار وكان دائما لي نعم القائل ونعم الصديق أنا من غرفتي جلت بفكري العالم سافرت بالكتاب ومع الكتاب وبالمعرفة إلي كل أصقاع وربوع العالم وسافرت شرقا وغربا شمالا وجنوبا أبحرت بالكتاب ومع الكتاب بمختلف البحار والأمصار وطفت بجل الأنحاء والأصقاع في هذا العالم المترامي الأطراف.
وكانت ولازالت المعرفة بالنسبة لي دائما ذلك الرهان والتحدي الصعب الذي يفترض ويجب على الفوز فيه فدخلت مع نفسي في رهان عصي الترويض وصعب المراس هذه الرحلة الطويلة كان فيها مساهمون ومتدخلون وفاعلون كثر أغنوها وقدموا لها الدعم والإضافة بداية بالخالق سبحانه وتعالى في عزه وجبروته وعليائه بتوفيقه وسداده وإحسانه وعنايته ولطفه بي فله مني الشكر والتقدير والثناء مرورا بأسرتي الصغيرة وعلي رأسها أمي وأبي وخالى أحمد عبد العزيز الفاضل الذى كان وسيظل أبى الثانى بالنسبة لي ووصولا إلي مختلف وسائل التشكيل الإجتماعي من مدرستى الابتدائية الى نهاية مرحلتى الدراسية بإختلاف أسمائها وأشكالها وإختصاصاتها التي مررت منها وإنخرطت فيها وكان لها الأثر الأكبر في حياتي ومسيرتي وإنتهاء بالركن الأهم ألاوهو الوازع الديني والعقائدي الذي تربيت فيه والذي إكتسبته وتشربته من أسرتي المحافظة وبإجتهادي العلمي والتعبدي وهو أهم العوامل بالنسبة لي مقارنة بالعوامل الأنفة الذكر التي أثرت ورسمت وأطرت وأغنت شخصيتي .
قلت أنها كانت رحلتا طويلة مليئة بالتحصيل والدراسة والمناظرات والدروس والمحاضرات إبتدأت في ذلك اليوم وهي لازالت مستمرة وستستمر إلي أن يأتي ملك الموت لماذا لأن رحلة العلم رحلة طويلة وهي أطول رحلة في التاريخ علي ما أظن هذه الرحلة كانت حاضرة فيها مجموعة من الشخوص والمثل العليا ومنظومة من القيم التي كنت ولازلت أؤمن بها إلى يوم الدين هدا بداية بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم مرورا بالوالدين الجليلين الأكرمين ووصولا إلي أساطير المجالات والميادين فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك إبن خلدون وإبن بطوطة وإبن العبدري وإبن تيمية وإبن القيم وإبن كثير ومالك إبن دينار وإبن أبي الدنيا والقائمة تطول وتمتد بالرموز والأسماء والاشخاص والأماكن والمعالم والمجال يضيق ولايتسع لذكرها ولا لعدها فهي من الكثرة بحيث يصعب شمولها والإحاطة بها وجلت كل العالم بجغرافياته الشاسعة المترامية الأطراف وتاريخهم العريق فكما تكلمت عن بلدى اتكلم عن نفسى ومن لهم الفضل فى اثقالى وما يظهر من كتابة وقواعد تعلمتها ممن سلف ذكرهم.