fbpx
أكتب

صناع الإرهاب

بقلم/ صبري الديب
أؤكد أنه لا نية لدى القوى الكبرى، ومعها المنظمات الدولية في العالم لمكافحة الإرهاب، أو كبح جماح الدول الداعمة له، وأن كل ما يتم من كوارث جراء تنامي ودعم كل الجماعات الإرهابية المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، يسير وفقا لأهواء ومخططات تديرها أجهزة، وتدعمها دول، هدفها الأساسي تنشيط مبيعات السلاح، واستنزاف ثروات دول المنطقة.

فعلى الرغم من مرور سنوات، على التكاتف الأمريكي الغربي المزعوم لمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع الدعم للجماعات المتطرفة، إلا أي من تلك القوى، ومعها المنظمات الدولية، لم تتحرك ولو لمرة واحدة، لمعاقبة دولة من الدول المصنعة لأي من الأسلحة التي يتم ضبطها بحوزة تلك الجماعات، وما زالت مصانع السلاح في العالم تعمل بكامل طاقتها، وما زال السلاح الأمريكي والروسي والإيراني والتركي والإسرائيلي والغربي يقتل المئات يوميًا في العراق وسوريا وليبيا ومصر، بأيدي تلك الجماعات، دون أن يحرك ذلك ساكنا لأي من القوى أو المنظمات الدولية.

للأسف، إن فضائح النظام العالمي في التستر على كارثة إبادة الشعوب في منطقة الشرق الأوسط، من أجل التربح وتنشيط مبيعات السلاح قد أسقطت كل أقنعة الزيف والتحالفات الدولية التي ترفع شعارات “مكافحة الإرهاب” وستظل في ظل نظام العالمي الذي تحكمه القوة.

منذ أيام، ضبطت السلطات الليبية “سفينة تركية” محملة بعشرات الأطنان من الأسلحة، تكفي لإبادة 80% من الشعب الليبي، وصلت إلى البلاد عبر ميناء “الخمس” البحري شرقي العاصمة طرابلس، قادمة من ميناء “مرسين” جنوب تركيا، وتحمل اسم “BF ESPERANZA” وترفع علم دولة “أنتيغوا وباربودا” دخلت إلى ليبيا على أنها محملة بشحنة من “مواد البناء” في حين أنها كانت تحوي حاويتين بحجم 40 قدما، تزن مئات الأطنان من الأسلحة، بعد أن أبحرت يوم 25 نوفمبر الماضي من “ميناء مرسين” جنوبي تركيا، ومنه إلى عدة موانٍ تركية أخرى، حتى وصلت إلى ميناء “إمبرلي” الواقع في الشطر الأوروبي من إسطنبول.

وقد ضمت الشحنة التركية “الكارثة” إلى “ليبيا” أكثر من مليوني طلقة مسدس تركي عيار 9 ملم”، و3 آلاف “مسدس عيار 9 ملم، و120 مسدس بيريتا، و400 بندقية صيد، إلى جانب 2.3 مليون طلقة مسدس أخرى، بإجمالي وصل إلى 4.8 ملايين طلقة.

وعلى الرغم من ثبوت تورط “النظام التركي” في الكارثة، إلا أنني أؤكد من الآن أن الأمر سوف ينتهي إلى “لا شيء” ولن يحرك الأمر سامن للقوى الكبرى، أو المنظمات الدولية، أو التحالفات الدولية التي شعارات “مكافحة الإرهاب” على الرغم من تأكيد المستندات أن الصفقة تم استيرادها لصالح شركتين باسم “السحب وناردين الحياة” والكشف عن هوية الشركات التركية المصنعة للشحنة وهي “شركة zoraki التركية للصناعات الحربية” و”شركة Retay التركية للنظم الدفاعية”.

للأسف، أن هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يتستر فيها المجتمع الدولي عن تورط دول بعينها في دعم الإرهاب والجماعات المتطرفة في المنطقة، وتنشيط مبيعاتها من السلاح على حساب حياة الملايين في دول المنطقة، بدليل التستر على فضيحة السفينة التركية التي كشفت عنها اليونان أيضًا قبل أقل من عام، والتي كانت متجهة أيضا إلى ليبيا وعلى متنها شحنة تزن نحو 500 طنا من المتفجرات، كانت في طريقها إلى ميناء “مصراتة” الليبي، بعد إبحارها من ميناءي “مرسين والإسنكدرونة” في تركيا.

هكذا للأسف تدار منظومة الإرهاب، وهكذا تتم مكافحته، وستظل، إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.

زر الذهاب إلى الأعلى