عاجل الصين ترفع حالة الطوارئ القصوي لتسجيلها أول حالة إصابة بـ«الموت الأسود»

تعودنا دائما أن نسمع عن أي جائحة وإنطلاقها من الصين حتي صار الأمر معتاد بعد تفشي فيرس كورونا في مقاطعتي بكين وشنغهاي، وفرضها قيود صارمة، لمنع انتشار المرض مجددا قبل شهرين .
حيث أعلنت السلطات الصحية الصينية، اليوم، عن تسجيل أول حالة إصابة بمرض الطاعون الدبلي أو ما يعرف باسم «الموت الأسود»، بحسب ما نقلته وكالة الأبناء الصينية «شينخوا».
وقالت الوكالة الصينية للأنباء إن حالة الإصابة المعلنة بالطاعون الدبلي، كانت في منطقة نينغشيا بشمال غربي البلاد، وهي إحدى مناطق الحكم الذاتي لقومية هوي.
ونقلت الوكالة عن مقر الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، أن مدينة ينتشوان التابعة لمقاطعة نينغشيا ذات الحكم الذاتي، سجلت الثلاثاء الماضي حالة إصابة بالطاعون الدبلي، لافتة إلى أن المريض كان قادماً من منغوليا الداخلية الواقعة شمالي الصين.
وقال مقر الوقاية من الوباء إنه بمجرد تأكيد إصابة الرجل بمرض الطاعون الأسود، أطلقت مقاطعة نينغشيا الاستجابة الطارئة من الدرجة الرابعة للوقاية من الوباء والسيطرة عليه، والتي بدأت في الحادية عشر من مساء أمس الثلاثاء.
وطالبت المنطقة الصينية ذاتية الحكم، بضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل توفير العلاج المناسب للمريض، وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة للسيطرة والقضاء على المرض.
وبحسب شبكة « بي بي سي» البريطانية، فإن مرض الطاعون الدبلي يعد مرضا معديا قد يؤدي إلى وفاة صاحبه، وأن الإصابة به تكون ناتجه عن بكتيريا الـ «يرسينية» والتي تعيش في القوارض والبراغيث.
ومن أبرز أعراض الإصابة بالمرض، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنها تكون تورم مؤلم في العقد اللمفاوية أو ظهور« دّبْل» تحت الإبط أو الفخذ، صداع وإجهاد وآلام في العضلات وقشعريرة والشعور بالحمى.
ويشعر المصاب بالطاعون بإعياء خلال يومين إلى ستة أيام من وقت الإصابة بالمرض الإصابة، ويمكن أن يؤثر المرض على الرئتين مما يتسبب في السعال وصعوبة تنفس وآلام في الصدر، كما يمكن أن تدخل البكتيريا المسببة للمرض في مجرى الدم مسببة تسمم للدم والتي تسبب تلف في الأنسجة يؤدي إلى الوفاة.
وأضحت منظمة الصحة العالمية، إن الإصابة بالطاعون الدبلي يمكن أن تكون عن طري لدغات براغيث مصابة بالمرض، أو لمس حيوانات مصابة بالمرض مقل الفئران أو استنشاق قطرات توجد فيها البكتيريا المسببة للمرض سواء من الإنسان أو الحيوان.
والطاعون الدبلي الناجم عن إصابة بكتيرية كان مسؤولا عن واحد من أكثر الأوبئة فتكا في التاريخ البشري، ألا وهو “الموت الأسود” الذي أودى بحياة حوالي 50 مليون شخص في إفريقيا وآسيا وأوروبا في القرن الرابع عشر.
وقتل الطاعون قرابة خُمس عدد سكان لندن خلال فترة “الطاعون العظيم” في عام 1665، بينما مات أكثر 12 مليون شخص في عمليات انتشار للمرض في الصين والهند خلال القرن التاسع عشر.
ومنذ ذلك الحين، كانت هناك بضع حالات انتشار للوباء على نطاق كبير.
ويُعد الطاعون مرضا معديا قد يفضي إلى الوفاة، وتحدث الإصابة به بسبب بكتيريا تسمى “يرسينية” تعيش في بعض الحيوانات، لاسيما القوارض، والبراغيث.
والطاعون الدَّبْلي هو النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي يمكن أن يصيب الإنسان، وتأتي تسميته بهذا الاسم من الأعراض التي يسببها، مثل تورم مؤلم في العقد اللمفاوية أو “دّبْل” في الفخذ أو الإبط.
وتشمل أعراض الطاعون الحمى القوية، القشعريرة، الغثيان، الضعف وتورم العقد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ، كما يشعر المصاب بإعياء بعد يومين إلى ستة أيام من الإصابة.
ويمكن أن يؤثر الطاعون أيضا على الرئتين، مما يسبب السعال وألم الصدر وصعوبة التنفس، كما يمكن أن تدخل البكتيريا أيضا مجرى الدم وتسبب ما يعرف باسم “تسمم الدم” أو “الإنتان”، الذي قد يؤدي إلى تلف الأنسجة وفشل الأعضاء والوفاة.
كما يمكن أن تنقل جثة مصاب، توفي بسبب إصابته بالطاعون، عدوى المرض لأشخاص على اتصال وثيق به، مثل أولئك الذين يعدون الجثمان لدفنه.
لكن في هذه الأيام يمكن علاج المرض باستخدام المضادات الحيوية، وإذا ترك بلا علاج، فإن المرض الذي ينتقل عادة من الحيوان إلى الانسان من خلال البراغيث قد يؤدي إلى الوفاة بنسبة 30 إلى 60 في المئة من الحالات المصابة.
وتعد حالات الإصابة بالطاعون الدبلي الآن نادرة، لكن لا تزال هناك بعض حالات الانتشار للمرض من حين لآخر، حيث شهدت مدغشقر ظهور أكثر من 300 حالة إصابة بالمرض خلال تفش له في العام 2017، لكن دراسة أجرتها مجلة “لانسيت” الطبية حينها وجدت أن عدد الوفيات كان أقل من 30 شخصا.
وفي مايو من العام 2019، توفي شخصان في منغوليا بعد تناولهم لحم المرموط النيء، غير أنه من المستبعد أن تقود أي من الحلات التي ظهرت إلى انتشار الوباء.
جدير بالذكر أنه في الفترة بين عام 2010 إلى عام 2015 تم الإبلاغ عن 3248 حالة إصابة في شتى أرجاء العالم، فضلا عن تسجيل 584 حالة وفاة.