fbpx
الرأي

عنتر أحمد يكتب_فلتقُل مرحباً أو مُرّ حُباً و أحيِني

يحتفل العالم 18 ديسمبر باليوم العالمي للغة العربية لغة الضاد، أجمل وأقوى وأدق وأفصح اللغات في العالم

اللغة العربية لغة في الظُلمةِ قِنديلُ حملتْ تاريخًا ما تعِبتْ فالحِملُ جديدٌ وأصيلُ مزدهر ، لغة تتعانقُ فيهِ بلا حَدٍّ وتذوبُ قلوبٌ وعُقولُ العشاق .

لغة أهل الجنة التي تسمو بكلام الله ما زالت تحتضن تاريخها العريق، صامدة أحرفها شامخة تحفظ أصوات العظماء الذين نطقوها، لتتفوق علي جميع لغات العالم وتتفرد بعدد هائل من المصطلحات والمردافات والمعاني، ساحرة بديعة، إذا نزلت على القلب طمأنتْه، بالجمال والإبانة كما قال الله تعالى عنها: “لسان الذي يُلحِدون إليه أعجميٌّ وهذا لسانٌ عربي مبين”

لغةٌ تخاطب القلب والوجدان، كما تخاطب العقل، تنزل على الأرواح بردًا وسلامًا، لأن الله تعالى جعلها لغة القرآن الكريم وعاءً لكلماته، ولكتابه الخالد خالدة خلّدها بخلود القرآن إلى آخر الزمان.

لغة سعت بلسانها، كتاب الله لفظاً وغاية وما ضقت عن أي به وعظات فكيف نضيق ونعجز اليوم في عيدها عن وصف سيمفونية جمال كلماتها التي تغني بها شاعر النيل حافظ إبراهيم مدحا ومدفعا في الوقت عينه عن اللغة العربية بقوله “أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي” وحينما قال عنها أمير الشعراء أحمد شوقي متغزلا في جمالها: إنّ الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا، جعلَ الجمالَ وسِرَّه في الضّادِ

فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ومنك وإن عز عزآ عز أقوام بعز لغات أتو أهلهم بالمعجزات تفنناً، فيا ليتكم تأتون بالكلمات لحروف عزها ثراء وعز لُغتنا العربية، فمنذ أن التقينا وانا دائم الأحتفال بثمارِ علاقتنا التي قد وطدتها الأيام شغف تعشقة القلوب قبل الاسماع للغة شملت فلامست وأينعت في القلوب فكرا نيرا

لذلك أكتب أنا العربي/ عنتر احمد امبارك مقالي اليوم عن لغتي العربية المضيئة لا لأشتهر ولا حتي لأرقى للقمر ‏، ولكن أكتبه اليوم وانا كلى سعادة وفخر بحسن جمال لغتي العربية العظيمة التي احى بعشقها وإبداعها وتميزها وبهيبة سحرها الخفاق، ولكى احتفل واتفاخر وافخر بأم اللغات لغتي العربية لغة الإيجاز والإعجاز، والعلم والحضارة والأدب والشعر والمني، فهي ليست مُجرد لغة إنما هي تاريخنا وحضارتُنا وثقافتُنا ومصدر قوّتنا وعزنا على مرّ العصور والأزمان

أتذكرك لغتي العربية في أيّامي الأولى وأنا أحاولُ التّعبيرَ بمفرداتكِ، عن محبتي وغضبي، عن حزني وأشواقي، كنت لا أزالُ على شاطيءِ بحركِ الواسع ، وكان نسيمُ أحرفك يهدأ من ضجيجِ أفكاري ويَحتضنُ وحدتي، أنفردُ بكِ في نهاية كلِّ يوم لأَقُصَّ عليكِ تفاصيله، فَأجدُ في أعماقكِ تعبيرًا عمّا يدورُ بِداخلي وتخفيفًا عمّا أمُرُّ بِه، فَكُلُّ ما كنت قد أحتاجهُ هو ورقةٍ وقلم، وأن أطْرُقَ على بَابِكِ فيسْتقبِلُ مِنّي كُلُّ مَا أَفيضُ بِه وأستقبلُ منه كلَّ ما قد يُعبّرُ عنّي.

واليْومَ في عيدك أُرسلِ إليْكِ مِن أعْمَاقِ قلبي خِطابَ محبّةٍ وشكرٍ وامتنانٍ لكُلِّ حرفٍ مِن أحرفك ولكلِّ تعبيرٍ عرفته على مدارِ عمري، وكلُّ تعبيرٍ قد أُصادفَهُ ذَاتَ نهارٍ فَيلْمِسَ جزءً منّي ويبقى أثرهُ بِداخلي إلى الأبد، ولكلِّ فوْضى أَصابتني ورتّبتُ بِفضلِ أَحاديثِنا التي لن تَنتَهي.

لجمالها الذي زادها الله جمالاً حينما علا وتكلم تعالىٰ بحروفها وحيا بها الهادي محمداً (ص) وقال تعالي “وإنك لعلي خلق عظيم” و “ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”

و‎‎من جميلاتها حين وصفها أحد فلاسفة الغرب، بإنها معجزة ليست لها طفولةٌ، وليس لها شيخوخةٌ” وحينما قال عنها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ”‏‎‎‎ تعلموا اللغة فإنها تنبت العقل و تزيد في المروءة”

لغتنا العربية التي نزلت قرءانا عربيا “بلسان عربي مبين” بلسان نبينا محمداً (ص) غير ذي عِوَجٍ بأحرف عربيات الهوى كتباً، أنزله رب العالمين فقال تعالىٰ فيها
“إنا جعلناه قرءانا عربيا”
وقال “وكذلك أنزلناه حكما عربيا”
وقال “وهذا لسان عربي مبين”
وقال “وكذلك أنزلناه قرءانا عربيا”
وقال “كتاب فصلت آياته قرءانا عربيا”
وقال “وهذا كتاب مصدق لسانا عربياً .‏

ومن جمال اللغة العربية يقول الشاعر
“فإن جئت مكسوراً فَضمُّكَ واجبٌ فأنا في هواكَ أخالفُ الإعرابا ”

فهكذا كتبت اليوم واحتفلت بشمس الضياء والهدى لغتنا العربية التي صانها الرحمن من كيد العدي وقال تعالىٰ فيها :
﴿إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون﴾

فلا يستطيع أي إنسان أن يقاوم جمالها وسحرها فالغرب جيران العرب سقطوا صرعى لسحرها وجمالها والتي تعتبر من أغنى وأدق لغات العالم من حيث الكلمات والمعاني، إذ يتجاوز قاموسها العربي أكثر من 12 مليون كلمة والتي لا تضاهيها لغة على وجه الأرض

لذا افتخروا يا عرب كما افتخر انا بلغتي العربية اللغة التي ظنا أصحابها إنها ناقصة فاعوجت ألسنتهم وراحوا يزوجونها بالمصطلحات الغريبة والغربية ، ظناً منهم أن في ذلك رقي وتحضر وهما لا يعلمون إن اللغة العربية هي أصل الرقى واثاث التحضر وقمة الثراء في الحديث والبلاغة ..

زر الذهاب إلى الأعلى