عنتر أحمد يكتب_ أداب الفراق “ولاتنسوا الفضل بينكم”
أجمل ما قيله وأعظم وأهم ما جاء به القرآن الكريم عن أدب العلاقات الإنسانيه من واقع الحياة، لقد حس الله الناس جميعآ إللا يتنكروا للعشرة وإللا ينسوا المعروف فيما بينهم ، بسبب خطأ أو أخطاء أو مواقف غير مرضية أو زلة لسان في لحظة شيطان أدت الي تكدير صفو العلاقة بعد سنوات العشرة والمودة ، بإدارة ازمتها بحكمة وعقلانية والبعد كل البعد عن المشاحنات لتجاوز رياح الغضب وعواصف الإنتقام بأقل الخسائر، وتذكَّر دائمآ بأن هناك بكل تأكيد أفضالاً سابقة كانت بينكما، فمن أجل الماضى الجميل لاتنكر فضل ولاتفشي سر ولاتهتك سر ولا تقسو ولا تجعل كلماتك وردود أفعالك كخنجر مميت يُغرس في الخاصرة
إجعل كلمات “لا تنسوا الفضل بينكم ” منهج قرآني وقاعدة ربانية للجمع ما بين السمو النفسي والوفاء الأخلاقي لكل شخص ربطتك به علاقة ود ذات يوم كانت مبنية على التعايش مع مشاعر الطرف الأخر في حزنه وفرحه
هذة القاعدة تلزمك على الوفاء بعدم نسينا لحظات الصفاء وليالي وساعات الود، ويكفيك فخراً ان تدير ظهرك لكل أنواع الإساءات ان ما قررتُ الرحيل أرحل لكن دون أذى، ولا تجعل السواد يغطى قلبك وأعطى بحذر أفضل مالديك بمبدأ الثواب والعقاب ولكن إياك أن تعطِى كل مالديك فالقلة القليلة في عصرِنا هذا هي من تثمن المعروف
رسالتي أن إختلفت مع قريب أو صديق أو أخت أو زوج أو زوجة أو خطيب أو خطيبة، فلا تفكر نهائياً أن تضره أو حتى تمسه بشيء أو تشوه سمعته ، فكر فقط في يوم من الأيام أنك كنت شخص قريب منه عزيزه عليه، فمهما كانت قوة وحد الخلاف احترم العلاقة بعد انقطاعها، بحفظ سرها في أدق تفاصيلها والسكوت عن مكارهها، وهذا أعلى مراتب الإحسان حين تنتهي العلاقة قال الله تعالىٰ (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) .
وإحذر ان تجعل ساعة الخصومة هدم لسنوات المودة، الحياه عابره ونحنُ فيها عابرين ، ومعاملة الناس فيما بينهم تنقسم إلي درجتين : إما عدل وإنصاف واجب، وإما فضل وإحسان، لذا عودوا أنفسكم دائماً بالرفق واللين فليس كُل شيء يستحق الغضب وان غضبتم لا تدمروا كل شيء ، الغضب يزول ، وأثاره المؤلمة باقية لا تزول
لقد وصى ديننا بحفظ الجميل والفضل، حتى يرغب الكل في العفو مقابلة لإحسان صاحبه عليه، وهو أقرب للقوى، الأخلاق تظهر في النهايات أما البدايات فكلنا حلوين ، سنرحل جميعاً وتبقى السيرة الطيبة والأثر الحسن..