fbpx
غير مصنف

عوائد اقتصادية كبيرة من تنظيم بطولة أمم إفريقيا

تقرير – محمد عيد:

في الصيف الماضي قدر منظمو كأس العالم في روسيا العوائد الاقتصادية للتنظيم، قصيرة وطويلة المدى، بحوالي 31 مليار دولار، مقابل نفقات بقيمة 11 مليار دولار. بالطبع هذه أرقام قياسية ولا يُحتمل تكرارها عند تنظيم مصر لبطولة أمم إفريقيا 2019، ولكن هناك الكثير من العوائد، صعبة القياس حاليًا، ولكن على الأقل يمكن تصنيفها ودراسة كيفية تعظيمها.

إن البطولات الوطنية هي مصدر الدخل الرئيسي للاتحادات القارية لكرة القدم، وتحصل الدولة المستضيفة، فقط، على 20% من كل العوائد التي يحصل عليها الاتحاد الإفريقي من وراء البطولة، سواء التذاكر، وعوائد البث التليفزيوني، والإعلانات داخل الملعب، وكل ما يحققه الاتحاد الإفريقي من عائد.
في مقابل ذلك يقوم البلد المضيف بتحمل كافة التكاليف، الخاصة بإقامة الفرق المشاركة بالبطولة والانتقالات الداخلية للمنتخبات، والانتقالات الخاصة بالحكام ورئيس الاتحاد الإفريقي واللجنة التنفيذية والسكرتير العام.
ويتضح من هذه النسبة أن حصة مصر لن تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات، ولكن هناك عوائد أهم، مثل الإنفاق السياحي للمشجعين والفرق، والدعاية المجانية للدولة المستضيفة، والاستفادة اللاحقة من تطوير البنية التحتية الرياضية، أو حتى ما تشير إليه الدراسات، من زيادة معدلات ممارسة الرياضة في الدول المستضيفة، ما يقلل من الأمراض والإجازات المرضية.
وهناك عوامل يمكنها مضاعفة المكاسب الاقتصادية من التنظيم:
أولا أهمية المنافسة، وهذه البطولة بلا شك هي أهم بطولة في قارة إفريقيا وأكثرها شعبية، كما تحظى بجماهيرية عالمية، لأن المنتخبات الإفريقية تضم عددا كبيرا من نجوم الدوريات الأوروبية الكبرى.
ثانيًا: جودة وإتقان التنظيم نفسه، فكلما تحسنت جودة التنظيم، وانضبطت البطولة يتم جذب الجماهير أكثر وتزداد غلة الإعلانات والحضور السياحي.
ثالثًا: التوقيت المناسب، وبطولة 2019 توقيتها أكثر من رائع، في فترة الصيف وراحة البطولات الكبرى، على عكس المعتاد، حيث أُقيمت البطولات السابقة في الشتاء في نفس توقيت المباريات الأوروبية المهمة، ما قلل من جماهيرية البطولة. رابعًا: تحظى البطولات بمتابعة أكثر إذا وصلت الفرق الجماهيرية، مثل مصر ونيجيريا والكاميرون، لمراحل متقدمة، وهذا أمر خارج عن سيطرة المنظمين، ولكن الأمر الجيد أن هذه البطولة هي الأولى التي تضم 24 منتخبًا، بدلًا من 16 في الدورات السابقة، بعدد مباريات أكثر، وحقوق بث ورعاية أكثر.
خامسًا: تحتل جودة المرافق أهمية كبيرة لنجاح استضافة البطولات، حتى يسهل على الجمهور الضيف تشجيع فرقته، ولحسن الحظ فالاستادات المُختارة لاستضافة المباريات، جميعها مرتبطة بأهم مطارين في مصر، حيث ترتبط استادات القاهرة والإنتاج الحربي والسلام والإسماعيلية وبورسعيد والسويس بشبكة طرق دولية بمطار القاهرة، بينما يرتبط استادا الإسكندرية وبرج العرب بمطار برج العرب.
وقد تكلفت مصر بالفعل تكلفة كبيرة لتطوير البنية التحتية خلال السنوات الماضية ما يلغي العبء الأكبر من تكلفة الاستضافة.
سادسًا: التوقيت والمناخ، فعلى العكس من الحضور التاريخي للجماهير في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، عانى المشجعون حول العالم من اختلاف التوقيت، حيث كانت المباريات تُلعب في ساعات الصباح الأولى في إفريقيا وأوروبا ووسط وغرب أسيا، ولكن التوقيت المصري متطابق مع شرق إفريقيا ولا يختلف أكثر من ساعتين عن الغرب الإفريقي.
وفيما يخص المناخ، فقد كان من المناسب جدًا أن تستضيف إحدى دول شمال إفريقيا أول بطولة إفريقية صيفية، بدلا من دول الوسط والجنوب شديدة الحرارة في هذا التوقيت.
سابعًا: التغطية الإعلامية، وهي متعلقة باتفاقات طويلة الأمد بين الاتحاد الأفريقي وقنوات البث، ولكن يمكن للحكومة المصرية والمنظمون أن يتوسعوا في الدعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخدمات الإنترنت عمومًا.
أما ثامنًا وأخيرا، فهو قدرة الدولة المنظمة على خلق بضائع مرتبطة بالبطولة من ملابس وتمائم وهدايا تذكارية.
زر الذهاب إلى الأعلى