fbpx
الرأي

غزال ابراهيم تكتب سوريا. ومأساة شعب

كارثة إنسانيّة كبرى استفاق عليها السوريون فجر أمس الاثنين السادس من شهر شباط الجاري على خلفيّة الزلزال المدمر الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري، نتج عنه آلاف الضحايا والجرحى وهدم للبيوت وتشريد للأهالي.

واللافت للانتباه هنا أن المساعدات الدولية وحملات الإغاثة وبرقيات التضامن والجسور الجوية بدأت تنهال على الحكومة التركية وبشكل مكثف، وهذا جيد، ولكن لم يحدث هذا مع الشعب والحكومة السورية إلا بشكل خجول أو محدود، رغم الامكانات المتواضعة للحكومة السورية وفقدان أبسط مقومات الإغاثة الطبية واللوجستية للحكومة السورية، بفعل الحرب الإرهابية والحصار الأمريكي الغربي الظالم لمفروض عليها.
وهذا ما ظهر جليّاً في حصر واشنطن لتعاطفها ومساعداتها للجانب التركي (فقط) حيث أوعز الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتقديم المساعدات اللازمة لتركيا، لتخطي تبعات الزلزال الكبير الذي ضرب أراضيها، متناسياً معاناة سورية، كما أبدى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، استعداد بلاده لتقديم كلّ المساعدة المطلوبة لتركيا..

وفي المقابل لم يتوانى أشقاء سورية وأصدقاؤها عن الوقوف جنبها في محنتها منذ اللحظات الأولى
وفي السياق سارع العراق إلى المساعدة فبعد فتح جسر جوي مع سورية وصلت طائرته المحملة ب 70 طنا من المساعدات إلى مطار دمشق الدولي.

وأرسلت الجزائر فريقا من الحماية المدنية إلى سورية مؤلفاً من 86 شخصاً للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والإغاثة في الأماكن التي ضربها الزلزال.
كذلك أكد وزير الأشغال العامة اللبناني، على حمية، فتح الأجواء والموانئ اللبنانية، لتسهيل وصول المساعدات وفرق الإنقاذ إلى سورية.
وفي الأثناء أعلنت الإمارات ومصر وتونس وروسيا والصين وغيرهم من الدول استعدادهم لإرسال ما يلزم من المساعدات الإغاثية والتجهيزات إلى الجانب السوري وستبدأ بالوصول تباعا خلال 24 ساعة.
وفي غضون هذه الكارثة الكبيرة سارع الكيان الإسرائيل المحتل لاستغلال الموقف مدعيّاً تلقيه طلب إغاثة من سورية الأمر الذي نفته دمشق جملة وتفصيلا، مؤكدة أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يستغل الكارثة لتضليل الرأي العام العالمي، والتغطية على سياساته التوسّعية والعدوانية.

يأتي كل ذلك في وقت تستمر فيه الجهود الحكومية بالتعاون مع عناصر الجيش العربي السوري، والمجتمع المدني في البحث عن المفقودين وإزالة الأنقاض وتقديم الإغاثة لمراكز الإيواء المؤقّت التي افتُتحت في حلب واللاذقية وحماة لاستقبال العوائل المنكوبة، بالتزامن مع توجيه الهلال الأحمر العربي السوري نداءً إنسانيا عاجلاً لرفع الحصار بشكل فوري مبيّناً أن المنظمة تعمل كل ما في وسعها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من متضررين من الزلزال الّا أن عملياته تتعرض لعقبات كثيرة بسبب الحصار المفروض على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى