الرأي

فاتن خربوش ترصد لحظات هزيمة 67 وانتصار 73

اذا كتبت عن حرب اكتوبر لن اكتب الكلام التقليدي الذي نقرأه في مثل هذا العام بمناسبة انتصار اكتوبر .. ولكني اردت ان اكتب ذكريات عشتها في الطفولة تبين احساسي كطفلة في حالة الهزيمة وفي حالة الانتصار .. فالفرق كبير .. فقد كان عمري وقت هزيمة ٦٧ حوالي ست سنوات كنت ارتعد خوفا عندما اسمع صوت صافرة الانذار بأن هناك غارة جوية وتنطفيء الانوار في البلدة كلها ثم نسمع صوت الطائرات ونحن جميعا ندعوا الله ان تمر على خير رغم توقعنا بتفجيرنا في اي لحظة .
احساس مرعب لاينسى ابدا .. وهكذا حتى نهاية الحرب وتأكدنا من هزيمتنا .
واصبحت كلمة حرب بالنسبة لي كطفلة تعني الرعب والهزيمة .. الى ان جاء السادس من اكتوبر ٧٣ كنت تقريبا في اولى اعدادي خفت جدا اول ماسمعت بيان اعلان الحرب .. وكان اخي ضابط بالجيش في هذا التوقيت واول تخرجه من الكلية الحربية .. كنا نجتمع جميعا لنستمع لبيانات الحكومة مرة نصدق وعشرة لا كعادتنا جميعا كمصريين .
كان الجيران جميعا اسرة واحدة لانملك معا الا الدعاء .. بعد وقف القتال واعلان النصر بكينا جميعا من الفرحة والزغاريد والزينة في الشوارع احساس رائع خاصة بعد عودة اخي .
اطال الله في عمره .. هو ده النصر فرحة لا توصف .. رحم الله صاحب الانتصار ورحم الله شهدائنا الابرار واطال الله في عمر ابطالنا الذين مازالوا على قيد الحياه .. وجعل الله مصر دائما منتصرة مرفوعة الرأس بقياداتها وبأبنائها المخلصين

زر الذهاب إلى الأعلى