fbpx
الرأي

“فتوجية كورونا”.. ارحمونا

بقلم _ الكاتب الصحفي

       صبري الديب

 

 

 

 

قصص آلاف المرضى والمتعافين من فيروس “كورونا” داخل مستشفيات العزل، والعزل المنزلى، جميعها “مؤلمة” وقصص معاناة من سقطوا نتيجة للفيروس اللعين “أشد ألما” وكوفيد 19 ينتشر، ولا شيء ثابت، والمرضى والأصحاء أصبحوا جميعاً فى حيرة من كم المعلومات “المتضاربة” التى تتوالى على مسامعهم كل يوم.

والغريب فى الأمر، أن “الفتوجية” من مدعى العلم لا يردعهم فيروس فتاك، أو آلام بسطاء، ومازالوا يصرون على الخروج علينا يوما بمعلومات “مغلوطة” لا هدف منها سوى تحقيق شهرة زائفة، عبر فضائيات وصحف لا هدف لها سوى ملء هواء ومساحات، ومواقع تواصل اجتماعى تعمل دون ضابط أو رابط.

 

للأسف، 6 أشهر كاملة مرت على الظهور الأول للفيروس اللعين فى مدينة “ووهان” الصينية، خرجت خلالها عشرات الدراسات العلمية التى تتحدث عن الفيروس، وكيفية انتشاره، وطرق الإصابة به، وسبل الوقاية منه، إلا أنها جميعها، ومعها المعلومات الصادرة عن “منظمة الصحة العالمية” جاءت “متضاربة” وتخالف بعضها البعض، لدرجة أصابت المرضى والأصحاء فى العالم بحيرة.

فى الوقت الذى خرجت فيه أيضا، مئات القصص والروايات عن بدايات ونشأة وتخليق وانتشار المرض، وجاءت جميعها وللأسف “متضاربة” أيضا، ولا تحمل معلومة واحدة تقطع حتى بصحة الاتهامات الموجهة لدول بعينها بالمسئولية عن تخليق وانتشار المرض.

ولأن الأمر لا يستدعى الاستعراض، فإننى أدعو كل “فتوجية” الفضائيات والإذاعات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، أن يكون لديهم حمرة الخجل، ويلتزموا الصمت، أو يخرج علينا “جهبزا” واحدا منهم بـ “حقيقة واحدة مؤكدة” عن “كورونا” أو يقطع أو ينفى بدلائل علمية مؤكدة صحة أو خطأ تواجد الفيروس على الأسطح والارضيات “فى الشوارع” أو البلكونات والنوافذ ومقابض الأبواب “داخل البيوت” أو الأحذية، والملابس التى يرتديها الإنسان طوال اليوم.

خاصة بعد التضارب الذى أحدثته دراسات أوربية فى نهاية مايو الماضى، والتى أكدت عدم دقة معلومات “منظمة الصحة العالمية” التى تحدثت عن تواجد الفيروس فى أرضيات الشوارع، وأسطح المنازل أو خارجها، وعدم رصد “كورونا” فى أى من تلك الأماكن.

إلى جانب تقديم دلائل علمية تقطع التضارب حول “انتقال العدوى” والذى حصره “الفتوجية” مؤخرا فى الاحتكاك المباشرة بالمريض، والرذاذ من خلال “العطس” بعد الإعلان منذ شهور عن انتقال الفيروس عن طريق النفس والسلام بالأيدي، وملامسة أدوات المريض، ثم عادت “المنظمة الدولية” منذ أيام “وأكدت بعد النفى” احتمالية انتقال العدوى عن طريق “الهواء”.

أؤكد أن تجاربنا خلال الفترة الماضية مع الإصابات التى لحقت بأقاربنا واصدقائنا “تكذب” كل ما ادعاه “الفتوجية” من معلومات، خاصة وأن هناك اشخاصا وعائلات كاملة – نعرفهم بالاسم – لم يخرجوا من منازلهم منذ فبراير الماضى، واصيبوا بالفيروس اللعين، ونعرف أيضا أشخاصا وعائلات، لم يجلس فردا منهم ولو يوما واحدا فى منزله منذ ظهور “كورونا” بل ويترددون ويعملون فى أماكن مزدحمة للغاية، ولم يصب اى منهم بأذى من الفيروس اللعين “بحفظ الله”.

يقينى، أنه لا قاعدة ثابته يمكن أن نستند عليها للقطع بطريقة انتقال الفيروس، وأن الثابت وبدقة فى أمر “كوفيد 19 ” أنه “لا حقائق” فى كل ما أثير من قصص وحكايات ومعلومات، وأن الثابت “فقط” أن هناك فيروسا، وأنه لا علاج قاطع، وأن هناك “فتوجية” يخرجون علينا يوما بمعلومات مغلوطة ومتضاربة، جعلتنا بالفعل لا نستطيع التمييز بين الخطأ والصحيح”.
للأسف أن تلك الحالة من التخبط قد أصابتنى بشكل شخصى خلال الأسبوع الماضى، بعدما شعرت بأعراض الإصابة بفيروس “كورونا” وظللت لساعات فى حيرة لا أستطيع الجزم بصحة معلومة واحدة عن الفيروس، قبل أن اخضع لفحوصات دقيقة، كشفت عن إصابتى بإلتهاب رئوى وشعبى حاد، لم أتعافى منه بعد.

ادعوا الله معى، أن يبتلى كل “فتوجى” يضلل الناس دون علم ب “كوفيد 19” يقينا “فتواه” ويجعله يشعر بمعاناة “الشك” التى يضع فيها الملايين يوميا.. وكفى.

زر الذهاب إلى الأعلى