فلنتذكر كعرب … سوريا مجرد جزء من المخطط لنا!!
بقلم شيماء سراج عمارة
دكتوراه اقتصاد خبير تقييم مشروعات
تتناول وسائل الإعلام العربية والعالمية ما يحدث في سوريا من تطور الاوضاع والاعتداء السافر على الأراضي، وكأنها تعرض مباراة لكرة قدم، تقوم فيه وسائل الإعلام بدور المعلق الرياضي على الأحداث الجارية.
فتعطينا انطباع بعنصر المفاجأة، وكأنها لا تعرف أن تلك الأحداث مخطط لها مسبقاً، فما نتابعه اليوم ما هي إلا أحداث قد جاء الوقت لأن يشاهدها الجمهور، فيخرج الخبراء والإعلاميين على كافة الأصعدة المحلية والعربية والعالمية، ليحللوا لنا تلك المشاهد، ليحصروا تفكيرنا في أنواع الأسلحة المستخدمة، وتوقيتات الضربات، والسبب الهزلي للاعتداء، كلٍ على شاكلته!
فيركز الإعلام المحلي والعربي على عدم وجود الأسلحة الكيميائية التي يبحثون عنها، وأنواع الأسلحة الحديثة التي تم استخدامها في تلك الضربات، ومفيش مانع من إلقاء الضوء على أنواع التحالفات المؤيدة والمعارضة لتلك الضربات.
أما الإعلام العالمي، فيصدر لنا أن السبب الرئيسي من تلك الضربات هو انتهاك سوريا للمواثيق الدولية واستخدامها لأسلحة غير مشروعة، ومن ثم فإن التدخل العسكري بات محسوماً لحماية حقوق الإنسان، ودعماً لنشر الديموقراطية، وإنقاذاً للشعوب من الدكتاتورية!
وما بين تلك النوايا الإعلامية، تضيع الحقيقة، وينسى المتابعون الهدف الرئيسي الذي تم التعتيم عليه في مختلف وسائل الإعلام، سواء بقصد أو بدون قصد، فالله وحده من يعلم النوايا!
تناسى الجميع مخطط “برنارد لويس”، هذا المستشرق اليهودي، الإنجليزي الأصل، والأمريكي الجنسية، الذي خطط لتفتيت الدول العربية إلى أكثر من خمسين دولة، ومن المعروف عنه أنه يميل إلى النموذج التركي، فيرى في تركيا النموذج الأمثل لإحداث تعاون مستقبلي مع إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
وينظر إلى العرب والمسلمين نظرة دونية، فيرى أن تخلف العرب والمسلمين يعود إلى الدين الإسلامي، ويقول بلا هوادة “إن تخلف العرب والمسلمين يعود إلى توقف الاجتهاد الديني مع متطلبات العصر”، فيصفهم بالآتي ” أن العرب والمسلمين قوم فاسدون مـُفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم .. وإذا ما تـُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية ارهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات .. ولذلك فان الحل السليم للتعامل معهم هو اعادة احتلالهم واستعمارهم … ولذلك فإنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية.. ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم… ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك: (إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا) ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المُعلنة “هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية”.
واستناداً إلى خلاصة أبحاثه في الشأن العربي والإسلامي، أصبح “برنارد لويس” واحدا من أهم الشخصيات المطلوبة لدى الإدارة الأمريكية منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي، ليستعينوا بأفكاره في السيطرة على تلك المنطقة الهامة من خريطة العالم وثرواتها.
وبناءً عليه فقد اعتكف السيد برنارد، ليخرج إلى الإدارة الامريكية بمخططه الاستراتيجي عام 1983.
والذي سعى فيه إلى تفكيك الدول العربية مستنداً في ذلك الهدف إلى الاختلافات الطائفية الدينية، وإشعال الصراعات العرقية، وهو الأمر الذي قاد الكونجرس الأمريكي للموافقة على مخططه في ذات العام، وما خطط له، لتنتهجه الولايات المتحدة الامريكية كسياسة خارجية توسعية، ودعمته إسرائيل، وتم البدء في تنفيذه باختلاق الحرب في العراق، ليسمونه فيما بعد بـ “الشرق الاوسط الجديد”، ويجملونه بمصطلح “ثورات الربيع العربي”، التي خيمت بخريفها على المنطقة، لتسقط أوراق الحكم والحكومات في العديد من الدول العربية.
وهو المخطط الذي سنتناوله بالتفصيل في المقال القادم بإذن الله.