فى الذكرى الـ70 على اغتيال محمود فهمى النقراشى …الجماعة سلسال دم مستمر
كتب- أحمد عبدالوهاب
رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1948، رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي على يد عبد المجيد أحمد حسن، حيث كانت عملية الاغتيال بعد أيام قليلة من قرار حل جماعة المسلمين ورد فعل لذلك القرار، فعقب قدومه على حل جماعة الإخوان في 8 ديسمبر 1948، اغتيل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 في القاهرة، حيث تخفى أحد المنتمين للجماعة في زي أحد ضباط الشرطة وقام بتحية النقراشي حينما هم بركوب المصعد ثم أفرغ فيه ثلاث رصاصات في ظهره.
وتبين أن وراء الجريمة جماعة الإخوان حيث اعتقل القاتل الرئيسي وهو “عبد المجيد أحمد حسن” والذي اعترف بقتله كون النقراشي كما تبين من التحقيقات وجود شركاء له في الجريمة من الجماعة، ليحكم عليه المتهم الرئيسي بالإعدام شنقاً وعلى شركائه بالسجن مدى الحياة.
وفى هذا التوقيت أصدر حسن البنا، بياناً في أعقاب الحادث بعنوان “ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين”، حيث كانت جماعة الإخوان آنذاك تعيش اضطراباً داخلياً بين حسن البنا وعبدالرحمن السندى، رئيس الجهازالسري للإخوان، وكان الاغتيال بسبب قرار النقراشي بحل جماعة الإخوان في ٨ ديسمبر ١٩٤٨ولم يمض ثلاثة شهور حتى اغتيل حسن البنا في فبراير ١٩٤٩، في وزارة إبراهيم عبدالهادى باشا.
ولد النقراشي ٢٦ إبريل ١٨٨٨ بالإسكندرية، وتخرج في مدرسة المعلمين العليا وشغل موقع رئيس وزراء مصر (لفترتين)، وعمل سكرتيراًعاماً لوزارة المعارف المصرية، ووكيلاً لمحافظة القاهرة ثم عضوا في حزب الوفد، واعتقل مرتين الأولى في ١٩١٩ والثانية في ١٩٢٤ وطالب في جلسة بمجلس الأمن الدولى في ٥ أغسطس ١٩٤٧، بريطانيا بالجلاء عن مصر، وفى عهده صارت مصر عضواً بالأمم المتحدة، وكان المسؤول عن إصدار الأمر بفتح كوبري عباس على المظاهرة التي قادها طلبة جامعة القاهرة، وكان رئيساً للوزراء ووزيرا للداخلية.
فيما روى الدكتور هاني النقراشي، نجل محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر، إن والده كان يعارض الاحتلال الإنجليزي لمصر، وأن الإنجليز هم الذين استخدموا الإخوان في عملية اغتياله في مبنى وزارة الداخلية، وهي الجريمة التي نفذها عبد المجيد أحمد حسن الطالب في كلية الطب البيطري وهو من تنظيم الإخوان.
وأضاف النقراشي، في حواره ببرنامج “الحدث المصري” المذاع على قناة “العربية الحدث”، قائلاً: “كان عمري 13 عامًا عندما تم اغتيال والدي، وأتذكر قبل اغتياله بشهور كان عائدًا من الأمم المتحدة وكنت أقضي اجازة الصيف في الإسكندرية في هذا التوقيت، وطلبت أن أعود إلى القاهرة حتى أكون في استقباله في المطار، ولكن والدتي رفضت بعد أن عرفت أن الآلاف من المصريين سيزحفون إلى المطار لاستقباله بعد خطابه القوي في الأمم المتحدة، ومطالبته للإنجليز بالخروج من مصر.. وقال نصًا للإنجليز “أخرجوا من بلادنا أيها القراصنة”، وخرجت الجماهير إلى المطار لاستقباله وشاهدت الاستقبال في دور السينما، حيث لم تكن الفضائيات أو التلفزيون وتابعت الأعداد الغفيرة”، مشيرًا إلى أن والده بدأ حياته عصاميًا وكان مدرسًا لمادة الرياضيات، وتعرف على الزعيم الوطني سعد زغلول، وتدرج في العمل العام حتى أصبح رئيسًا لوزراء مصر مرتين، على حد قوله.
فيما وأكد النقراشي، أن من اغتال والده “هم جماعة الإخوان “الذي طلب منهم تنفيذ ذلك هم الإنجليز، نظرًا لمعارضة والدي الشديدة للاحتلال البريطاني، وتم تجنيد الإخوان ونفذوا الجريمة، وهذا الاتهام ثابت باعترافات القاتل نفسه، ومنذ سنوات مضت قابلت باحثًا سودانيًا في ألمانيا حيث أعيش يدعى (كرم حلا) وهو باحث في التاريخ ونشر كتابًا مهمًا ذكر فيه أن الإنجليز حرضوا الإخوان على ضرورة التخلص من والدي، بذريعة حله لجمعية الإخوان.. وقصة اغتياله تفاصيلها معروفة فقد اتضح أنه ضابط مزيف كان يتردد على قهوة بالقرب من وزارة الداخلية”.